‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير إثم السيسي يحيك في صدره.. زيارة “الأمير” تكشف ساعة الصفر لتنفيذ صفقة القرن
أخبار وتقارير - مارس 7, 2018

إثم السيسي يحيك في صدره.. زيارة “الأمير” تكشف ساعة الصفر لتنفيذ صفقة القرن

منذ أيام؛ فوجئت مصر بإعلان بنيامين نتنياهو رئيس الكيان الصهيوني عن تصدير الغاز لمصر بقيمة 15 مليار دولار رغم إخفاء سلطات الانقلاب للخبر، وقبل يومين أعلنت السعودية خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر عن منح مصر ألف كيلومتر مربع للأمير الشاب ضمن مشروع مدينة “نيوم” السياحية، وقبل ذلك بشهور أعلنت صحف إسرائيلية عن زيارة نتنياهو سرا للقاهرة، وزيارات السيسي لمقابلة نتنياهو سرا في العقبة بالأردن، ليكشف السيسي عن وجهه الحقيقي في العمل ضد مصلحة الشعب المصري، خاصة وأنه يعرف إثم ما يقدم عليه، لذلك يقوم بإخفائه، ثم إذا ما أعلنه الغرب، يخرج السيسي متبجحا أمام المصريين بقوله المعروف: “مش كل حاجة ينفع نقولها عشان أهل الشر”.

صفقة القرن

يعلق الكاتب الصحفي وائل قنديل على زيارة محمد بن سلمان في إطار صفقة القرن التي تعد لها دولة الاحتلال، موضحا أن مشروع “نيوم” ليس مجرد فكرة أن أميرًا شابًا صاعدًا ومفتونًا بالسياحة قرّر أن يبني مشروعًا سياحيًا، بل إنها السياسة، وكما لم يكن الأمير الصاعد مولعًا بفنون عصر النهضة حتى ينفق نصف مليار من الدولارات في لوحة قيامة المسيح، فإنه كذلك ليس مأخوذا بالتطوير السياحي، حتى يضع كل طاقاته في مشروعٍ عابر للحدود والخرائط، بحثًا عن انتعاشة سياحية.

وأكد قنديل، خلال مقاله بصحيفة “العربي الجديد”، أننا في مرحلة تمزيق الخرائط ومحو الفواصل وإذابة الحدود، كما حلم بها شيمون بيريز قبل عشرين سنة، وهو يرسم خرطة الشرق الأوسط الجديد، على أنوار “كامب ديفيد” ثم أوسلو، تلك الرؤية التي ضمنها كتابه الأشهر، وكانت السياحة حاضرةً فيه، قاطرةً نحو التطبيع الشامل والسلام الإسرائيلي الكامل، حيث كان بيريز، في الكتاب، يفصل في مسألة حتمية المشروع السياحي الواحد الذي تتشارك فيه إسرائيل مع الدول العربية، داعياً الجميع إلى التحرّر من قيود التاريخ والجغرافيا، والانخراط في التصور الصهيوني للمنطقة، كما وضعته في زمن الهرولة العربية، فدخلت إلى قاموسنا عباراتٌ مثل “تبادل الأراضي” و”فتح الحدود”، لترقد سيناء فيما بعد ممدّدة على منضدة التفكيك والتبادل.

وأشار قنديل إلى إرساء السيسي لمبدأ أن لا قداسة للأرض والحدود بالتخلي عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين للسعودية، بعلم إسرائيل ورغبتها، ثم يأتي مشروع “نيوم” ترجمة حرفية لأحلام شيمون بيريز، إذ يمتد في عمق سيناء والأردن والأراضي الفلسطينية، بملكية وإدارة سعوديتين، وكما جاء في الإعلان السعودي عن المشروع أواخر أكتوبر الماضي، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي أن مدينة نيوم ستكون مملوكةً للصندوق بالكامل، ثم قال ابن سلمان في مقابلة مع “رويترز” إن المدينة ستكون “أول مدينة رأسمالية في العالم.

وأشار قنديل إلى فرحة الكيان الصهيوني فور الإعلان عن المشروع، إذ نشرت “جيروزاليم بوست”، ذلك الوقت، أن رجال الأعمال الصهاينة بدأوا في الاستعداد للمشاركة، وقال أحدهم (إيريل مارغليت) إن “الأمير محمد بن سلمان جاء بمشروع للتعاون الإقليمي.. إنه يعطي دعوة للإسرائيليين للتحدث باسم التعاون الاقتصادي الإقليمي من خلال مفهوم الابتكار”.
وأكد أن الفكرة تنرج تحت مشروع صفقة القرن، كما يريدها دونالد ترامب وتفرضها إسرائيل، موضحا أن بن سلمان على خطى عبد الفتاح السيسي في الانفتاح الكامل على الكيان الصهيوني، والارتماء في أحضان مشروعه وتصوراته.

مصر تخسر

من جهته، كشف الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم، إن مصر هي أكبر الخاسرين حال تم تنفيذ صفقة القرن، التي بدأ نظام عبد الفتاح السيسي بالفعل في تنفيذ بنودها، موضحا أن الهدف ليس فقط السيطرة الإسرائيلية على كل أرض فلسطين، وإنما أيضا إخراج مصر من سيناء حتى لا تشكل خطرا عسكريا مستقبليا أمام عملية التوسع الصهيوني لإقامة إسرائيل الكبرى.

وأشار “عبد المنعم” إلى دراسة “جيورا أيلاند” رئيس جهاز الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، والتي يتبناها حاليا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب و”حكام” مصر والسعودية، والتي تكشف أن الجزء المتعلق بمصر يدور حول تبادل أراض بحيث تتنازل مصر عن المساحة من رفح حتى العريش على ساحل البحر المتوسط، وجنوبا بمسافة مقاربة للضلع العرضي، وتبادل هذه المنطقة مع مساحة بديلة في صحراء النقب.

وأضاف أن الإسرائيليين يطرحون نقل سكان غزة إلى المنطقة المحددة بسيناء، وتهيئتها لتكون منطقة اقتصادية، وبناء ميناء بحري ومطار، ولإغواء وإغراء مصر والسعودية يعرض الإسرائيليون شق نفق تحت فلسطين بطول 10 كيلومترات مدخله من الأردن ومخرجه في مصر، به طريق بري وخط للسكة الحديد وأنبوب للنفط لنقل البترول من السعودية والخليج إلى أوربا.

وأشار “عبد المنعم” إلى أن هذا العرض الإسرائيلي في ظاهره تحقيق مكاسب اقتصادية لمصر من خلال فرض رسوم على نقل البترول والمعادن إلى الغرب، وعلى البضائع القادمة من أوربا لدول الخليج، لكن في باطن الصفقة خسائر لا تقدر بمال وكوارث لا نهاية لها، وما هي إلا فتح لأبواب من الشر المستطير على مصر والمنطقة.

وأكد أن تبادل الأراضي في صفقة القرن يعني تسليم المنطقة المستهدفة في سيناء خالية من السكان، والتنفيذ بدأ مبكرا جدا، بإخلاء رفح وهدمها وهي المدينة التاريخية التي وجدت منذ مئات السنين، ثم بدأت ماكينة التهجير تطحن الشيخ زويد، وحدثت القفزة بإخلاء العريش بزعم بناء حرم لمطار مغلق، بمساحة 5 كيلومترات من كل الاتجاهات، أي هدم نصف المدينة بدلا من نقل المطار إلى خارجها.

فيما أقر مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك وأحد عملاء أجهزة أمن السيسي وعضو برلمان العسكر ساخرا بأن هناك صفقة قرن على أرض الواقع، مضيفا في مداخلة مع برنامج “الغندور والجمهور” الذي يقدمه الإعلامي خالد الغندور على قناة “LTC”: “لو ترامب أعلن عن صفقة القرن هعلن أنا صفقة القرن.. فيه صفقة قرن سياسية معمولة وهيعلنوا عنها قريب.. الزمالك برضو عنده صفقة قرن.. أول ما ترامب يقول بتاعته أنا هقول.. هنعلن سوا تقريبًا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …