‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تعرف على كوارث مياه الصرف التي سيشرب منها المصريون في عصر السيسي
أخبار وتقارير - يناير 10, 2018

تعرف على كوارث مياه الصرف التي سيشرب منها المصريون في عصر السيسي

يحاول خبراء الانقلاب إقناع المصريين بعدم خطورة مياه الصرف الصحي على صحتهم، بعد إعلان عبد الفتاح السيسي عن بدء إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي، لسد العجز المائي، رغم حالة الغضب التي سادت الشارع المصري من استخدام هذه المياه في الشرب، الأمر الذي يهدد صحة عشرات الملايين في مصر، خاصة مع انتشار أمراض الفشل الكلوي نتيجة تلوث مياه النيل.

إقناع بالتسمم

وعلى الرغم من أن العلم الحديث لم يسمح باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري الزراعي أو الشرب سوى باستخدامها في ري الأشجار غير المثمرة، إلا أن نظام الانقلاب يزعم أن المعالجة الثلاثية لمياه الصرف لاستخدامها في الري أمر معمول به في جميع أنحاء العالم؛ لأن مياه الصرف بها نسبة أموانيا، وهي عنصر مفيدة للتربة، ومن الممكن استخدامها في الشرب، ولكن تحتاج لتكلفة أعلى، وأنه ليس هناك أي خطورة على صحة المواطن في تحويل مياه الصرف من خلال المعالجة الثلاثية لصالحة للشرب.

ويرى مجدي علام، الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب، أن هناك دولا تستخدم المعالجة الثلاثية في الشرب من خلال خلطها مع موارد مياه عزبة نقية، وأن منظمة الصحة العالمية، تؤكد أن مياه الصرف صالحة للشرب من خلال المعالجة الثلاثية، ولكن المصريين لن يصدقوا ذلك.

إلا أنه خلال تصريحاته الصحفية التي أدلى به ناقض نفسه، قال إن الدولة في مصر تواجه أزمة كبيرة في الأساس وهي عدم قدرتها على فصل شبكة الصرف الصناعي عن شبكة الصرف الصحي، فجميع المصانع تلقي مخلفاتها بمحطات الصرف، وهو ما يصعب مهمة استخدامها بمياه الشرب، مضيفا أنه لابد من عملية معالجة لجميع المعادن الثقيلة، ولكل الأملاح والكيماويات التي توجد بمخلفات المصانع، وهو ما يتطلب تكلفة مرتفعة للغاية.

وأشار إلى أن مصر تستخدم المعالجة الثنائية في زراعة 20 ألف فدان، ولدينا طموحات لزراعة نصف مليون فدان غابات خشبية من خلال استخدام مياه الصرف، وهو ما يوفر استيراد الورق بحوالي 1.2 مليار دولار.

وفي الوقت الذي يفرط فيه نظام السيسي بمياه النيل، يهتم بمحطات المعالجة الثلاثية للصرف الصحى، بزعم تفادى أزمات مستقبلية تتعلق بنقص المياه فى ظل الزيادة المستمرة فى أعداد السكان وثبات حصة مصر من المياه منذ عشرات السنين، والاستفادة من كمية المياه المهدرة فى الصرف الصحى دون استخدامها حتى فى الزراعة.، مستهدفا إدخال 5 مليارات متر مكعب من المياه المعالجة لإدخالها على مياه النيل، واستخدامها في الشرب والزراعة.

وكشفت مصادر مطلعة أن تكلفة إنشاء محطات المعالجة الثلاثية تصل 4 أضعاف تكلفة إنشاء محطة الصرف العادية، وأضافت أن إنشاء محطات معالجة ثلاثية تتطلب مساحات أراض واسعة بجانب المحطة من أجل نقل الكميات الكبيرة من الحمأة لتجفيفها وإعادتها مرة أخرى للمحطة، مؤكدة أن المياه الصادرة من هذه المحطات تكون صالحة للزراعة وليس للشرب، ففى حالة تحويلها لمياه شرب تتطلب مراحل تنقية أخرى.

وكان قد كشف ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن اجمالى محطات المعالجة الثلاثية لا يتخطى نسبة الـ2.5% من نسبة محطات الصرف الموجودة حاليا، مؤكدا أن هناك 81% من محطات الصرف هى محطات معالجة ثنائية، و16% محطات صرف صحى ابتدائى، و2.5 % ثلاثى.

وأضاف أن عدد محطات المعالجة الثلاثية التى دخلت الخدمة حاليا 6 محطات فى محافظات الإسكندرية، وأسيوط ومدينة 6 أكتوبر بالجيزة، وبدر والشروق وطيبة الجديدة، مؤكدا أن إجمالى انتاجية هذه المحطات تصل لـ250 ألف متر مكعب فى اليوم، لافتا إلى أن تحويل المحطة الثنائية لثلاثية يتطلب نحو 30% من إجمالى تكلفة إنشاء محطة معالجة ثنائية.

وأشار إلى أن الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى تنفذ نحو 28 مشروعا لمحطة المعالجة الثلاثية فى بعض المحافظات ومن المتوقع دخولهم الخدمة قريبا.

في الوقت الذي تزعم سلطات الانقلاب أن تحويل مياه الصرف الصحي لمياه صالحة للشرب كانت تجربة ناجحة في كثير من بلدان العالم، ومنها سنغافورة التي تضع نظام معالجة رباعية لمياه الصرف لتكون صالحة للشرب، رغم أن المعالجة الرباعية لمياه الصرف التي استخدمتها سنغافورة مكلفة للغاية، وتحتاج لتقنية عالية.

تجربة سيئة مع المواطنين
ومع التجربة السيئة التي مر بها آلاف المواطنين في مصر مع معالجة مياه الصرف الصحي، سادت حالة من الغضب بين المصريين خوفا من الاعتماد على مياه الصرف في الشرب والري الزراعيـ، حتى أن أهالي أسوان في مركز دراو قطعوا الطريق الزراعي “القاهرة – أسوان” احتجاجا على مشروع للمعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي الناتجة من محطة الصرف بقرية بلانة النوبية التابعة للمركز، من أجل إعادة تصريفها داخل النيل.

وقال الأهالي من قرية بلانة، إن مشروع المعالجة الثلاثية للصرف الصحي هو استمرار لمسلسل إلقاء سموم الصرف الصحي داخل النيل، الذي بدأوه بعملية إلقاء الصرف الصحي عبر مصرف السيل إلى النيل. وأضاف أن الأهالي يخشون من تعرضهم لأمراض الفشل الكلوى وفيروس سى والكبد والأمراض الصدرية، التي اشتكى منها عدد كبير من الأهالي في قريتي أبو الريش والأعقاب الواقعة شمال مصرف السيل بأسوان.

خطورة مياه الصرف على الصحة

يقول الدكتور محمود محمد عمرو، أستاذ الأمراض المهنية بكلية الطب ومؤسس المركز القومي للسموم الإكلينيكية، إن فكرة تحلية مياه الصرف ليست البديل الآمن لحل مشكلة ندرة المياه، فهذا المشروع صعب التنفيذ أو التعميم، نظرًا لتكلفته التقنية المرتفعة، بواسطة الأغشية البيولوجية عبر التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى كوارثه الصحية والبيئية المتوقعة.

وأضاف، في تصريح صحفي “هذه المياه الملوثة تحتوي على النيتروجين الذائب الذي يتأكسد إلى نترات وهو ما يسبب مشاكل صحية كبيرة للإنسان؛ حيث يصل أيون النترات والنتريت مع مياه الري أو الصرف وتختزنه بعض النباتات في أنسجتها بنسبة عالية مثل “الكرنب والسبانخ والفاصوليا والخيار والخس والجرجير والفجل والكرفس والبنجر والجزر”، ما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها، وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتسبب فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار”.

وتابع: “العناصر الثقيلة الموجودة فى هذه المياه مثل النيكل والرصاص والمنجنيز والكوبالت والزئبق والكادميوم والسلينيوم والفلورايد، تؤثر على المخ والأعصاب والغدة الدرقية والقلب وأمراض الصدر والدم والفشل الكلوي والأسنان واللثة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …