‫الرئيسية‬ تواصل اجتماعي خبيرة اجتماعية: “فالكون” تستفز طلاب مصر
تواصل اجتماعي - أكتوبر 13, 2014

خبيرة اجتماعية: “فالكون” تستفز طلاب مصر

خاص– وراء الأحداث
حذرت خبيرة اجتماعية من أن الضغوط الأمنية التى يمارسها النظام المصري الحالي على طلاب الجامعات تُعد قهرا وممارسة للعنف ضد الطلاب، وزاد استفزاز الطلاب بتشديد الإجراءات الأمنية من شركة خاصة، ما يولد آثارا سلبية على صحتهم النفسية، وردود فعل عنيفة ورافضة.

وترى د. عزة كريم، خبيرة اجتماعية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، أن “ما حدث خلال هذا العام الدراسي الجامعي بمصر يقول إن الدولة تعتقد أنه كلما زادت الضغوط الأمنية والتفتيش والرقابة تستطيع الدولة السيطرة على انفعال الطلبة؛ ولكن الحقيقة العلمية تقول عكس ذلك؛ لأن الطالب- خصوصا في سن الشباب- لديه طاقة انفعالية وحركية وجرأة ويتمرد أكثر من أي فئة عمرية أخرى”، وبالتالي توقعت أنه “مع أي أحساس من الطالب بالقهر والعنف والنبذ والتصغير، لا بد أن يقابل هذه الأفعال تجاهه بردود فعل من عنيفة ومتمردة ورافضة”.

وأوضحت- لـ”وراء الأحداث”- “أنه إذا ما تعرض الطالب أو الشاب لإجراءات تعسفية وعنيفة ونوع من المضايقة فإنه لن يستسلم، والمشكلة أن ردود فعل الشباب ليست لفظية فقط، بل قد تكون جسمانية باليد، وهذا ما حدث بالفعل، أمس الأحد، حيث وقعت احتكاكات بين طلاب وأفراد الأمن احتجاجا على التفتيش والطوابير.

واعتبرت الخبيرة الاجتماعية أن المشكلة الأكبر هذا العام أن الحائل بين الطالب وجامعته لم يعد أمنيا فقط، بل تم تأجير شركة أمن تابعة للقطاع الخاص “شركة فالكون للأمن”؛ للسيطرة على حركة الطلاب، الذين يرونها ورجال أمنها “أغراب ببيتهم”، ولذا فالشركة تزيد من انفعالات وضيق الطلاب تجاهها.

وتابعت: قد يتقبل الطلاب تفتيش أفراد الداخلية أكثر من شركة خاصة، حيث يرونها ليست صاحبة حق في تفتيشهم ورصهم في طوابير، مما يزيد معاناة الطلاب النفسية، ويشعرهم بالتعب والإرهاق وقلة التحصيل الدراسي.

ووصفت كل هذه الضغوط بالأمور الخاطئة، لافتة إلى أن التعامل مع الطلاب يكون بالتفاهم والحوار وليس العنف؛ لأن النتيجة هو أن العنف يولد العنف، ولو أن الطلاب أخذوا هدنة اليوم لن يأخذوها غدا.

وترى “كريم” أن “الإجراءات الأمنية تزيد أعباءً إضافية للطلاب، حيث يمكث بالمواصلات لفترة ثم يقف أمام بوابة الجامعة على الأقل ساعة أو ساعة ونصف، ولديهم شعور بأن الجامعة ملكه وبيته وفيها ناسه، ثم يفاجأ بالحكومة وشركة أمن– يعتبرهم غُرب- تمنعه من الدخول إلا بطوابير مهينة تحت الشمس والتفتيش، مما يستفز الطلاب”.

ونبهت إلى أن العام الماضي “مُنع الطلاب بالعنف من الدخول، وزاد وقوفه بطوابير لساعات طويلة، يزيد عليها أن هناك طلابا حرموا من المدينة الجامعية ويأتون من محافظات بعيدة للدخول، فيقضي ساعتين في المواصلات، ثم ساعتين في طابور للدخول على البوابة، فيجد المحاضرة الأولى قد فاتته، ونفسيا- بالنهاية- يشعر بحائل بينه وبين علمه وبيته.

وحذرت من أن لتلك الظروف تأثيرا سلبيا على الحالة النفسية للطلاب، حتى لو أن بعضهم متذمر على أوضاع سياسية لكنهم ليسوا كل الطلبة، أيضا التذمر هو تذمر سلمي بدون عنف.

وبرأيها فإن لها- الظروف- تأثيرا سلبيا على الطالب والدولة والاقتصاد، وكلها ستكون في حالة إنهاك، بدليل خسارة البورصة 14 مليار جنيه، أمس، مطالبة بتحقيق التوازن، حيث يجب استيعاب الطلاب؛ لأن الشباب أكثر الفئات حماسا وجرأة وتهورا.

وقالت: “إن الإجراءات والضغوط الأمنية مع طلاب الجامعات- هذا العام- تنطبق عليها القاعدة العلمية، هي أن “الضغط – وليس حتى العنف- مجرد الضغط يولد العنف والانتقام وسرعة الانفعال”.

طوابير مهينة
جاء ذلك تعليقا على ما شهدته الجامعات المصرية مع بدء العام الجامعي الجديد، يوم السبت 11 أكتوبر الجاري، من طوابير امتدت لعشرات الأمتار، وقد شكا منها الطلاب والطالبات بسبب بدء تطبيق إجراءات أمنية مشددة لشركة “فالكون” الخاصة للأمن، التي تولت حراسة 15 جامعة طبقا لبروتوكول وقعته مع وزارة التعليم العالي.

وتسببت الإجراءات الأمنية في تعطيل المواصلات، وشكت الطالبة “د.ع”- الطالبة بجامعة عين شمس لـ”وراء الأحداث”- من وقوفها لساعتين كاملتين، الأحد، أمام البوابة وضاعت عليها المحاضرة الأولى، واستُخدم جهاز من رجل أمن فتش به على جسمها كله، وتعبت قدماها من الوقوف وأصيبت بحالة دوار، وهناك حالات إغماء أخرى بجامعة حلوان لطالبات بسبب التكدس.

وتعرض الطلاب لتفتيش الحقائب وبل تفتشيهم أنفسهم، مع وجود بوابات إلكترونية للكشف عن المعادن والمتفجرات، وكلاب بوليسية لتفتيش السيارات، مما أدى لاحتكاكات بين طلاب وأفراد الأمن بجامعة الأزهر ومناوشات بجامعة القاهرة، يوم الأحد، واشتباكات بجامعة الإسكندرية، الإثنين 13 أكتوبر.

احتكاكات واشتباكات
وبسبب الطوابير المهينة أمام البوابات، اشتبكت قوات الأمن مع الطلاب في جامعة الأزهر، الأحد، وعملت على تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز المسيلة للدموع، بحسب وكالات.

وحطم، اليوم الإثنين ثالث يوم دراسي، مجموعات من الطلاب بجامعة الإسكندرية- لم يتم تحديد هويتهم السياسية- البوابات الإلكترونية لثلاث كليات، وهي “آداب، وتجارة، وحقوق”؛ احتجاجا على التشديدات الأمنية التي تتبعها الجامعة وتفتيش الطلاب، والتي على إثرها اندلعت الاشتباكات بين الطلاب وأفراد الأمن التابعين لشركة “فالكون” بالكليات- طبقا لما رصدته بوابة “الشروق”-صحيفة مصرية خاصة 13 أكتوبر الجاري.

نشر قوات أمن
وأمر وزير الداخلية محمد إبراهيم بالتواجد المكثف لقوات الأمن داخل حرم جامعة الأزهر، وتعزيز التواجد الأمني خارج أسوار الجامعة، بعد أن شهدت الجامعة، أمس الأحد، وقفة احتجاجية لآلاف الطلاب المطالبين بالإفراج عن زملائهم المعتقلين في السجون المصرية، وبحسب وكالات.. فإن الوزير الداخلية أمر كذلك بنشر قوات الأمن على بوابات جامعة القاهرة، بالتنسيق مع شركة الأمن الخاصة المكلفة بتأمين الجامعة.

صلاحيات “فالكون”
الجدير بالذكر أنه في 30 سبتمبر الماضي– ذكرت “المصري اليوم” صحيفة محلية خاصة- أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، فوض وزير التعليم العالى فى التعاقد مع شركة فالكون للأمن والحراسة، وذلك لتأمين جامعة الأزهر.

وقال شريف خالد، الرئيس التنفيذى لشركة فالكون، لـ”المصرى اليوم”: إن الشركة وقعت بروتوكول التعاقد مع الدكتور السيد أحمد عبد الخالق، وزير التعليم العالى، لتأمين جامعة الأزهر بمدينة نصر، بالإضافة إلى 15 جامعة حكومية أخرى”.

وأوضح أن الشركة استعدت لتأمين الجامعات ببوابات كشف المفرقعات وكاميرات مراقبة وأشعة إكس لكشف الأسلحة والمتفجرات، وستزود الأسوار بسور حديدى وكاميرات مراقبة، وستستدعى الشرطة حال عدم امتثال الطالب للإجراءات الأمنية، وسيكون هناك تنسيق كامل بين الشركة ومديرى الأمن بالمحافظات، وأن الشركة ستساعد الجامعات فى استخراج كارنيه ممغنط للطلبة لفتح البوابات.

حملة اعتقالات استباقية
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد بدأت- قبل ساعات من بدء العام الدراسي الجامعي المقرر السبت 11 أكتوبر- بحملة مداهمات واعتقالات ومطاردات للقيادات الطلابية والنشطاء في الجامعات المصرية، فجر الجمعة والسبت.

وقال مرصد حقوقي متخصص في النشاط الطلابي في مصر، إن السلطات الأمنية ألقت القبض على 45 طالبًا معارضًا من 8 محافظات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …