‫الرئيسية‬ مقالات زيارة أردوغان للسودان ومخاوف غير مبررة
مقالات - ديسمبر 28, 2017

زيارة أردوغان للسودان ومخاوف غير مبررة

بعد زيارة أردوغان التاريخية إلى السودان انفجر بركان الغضب في القاهرة والرياض وأبوظبي، نظرًا إلى أنها كانت الزيارة الأولى لرئيس تركي للدولة السودانية منذ استقلالها عام 1956، وللأهمية التي اكتسبتها هذه الزيارة، حيث منح السودان تركيا حق استغلال جزيرة سواكن الاستراتيجية، الواقعة في البحر الأحمر، لمدة غير محددة، وأن هناك جزءًا من مضمون الاتفاقية لن يتم الإعلان عنه في الوقت الراهن، وأن “الأتراك الذين يريدون أداء العمرة في السعودية سيأتون إلى سواكن ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة، كما وقع أردوغان اثنتين وعشرين اتفاقية في المجالات الدفاعية والعسكرية، إضافة إلى الاتفاق على إنشاء مطار جديد في الخرطوم وإنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي، وكما عُقد اجتماع عسكرى ضمّ رؤساء أركان جيوش كل من تركيا والسودان وقطر، لذلك قامت الأبواق الإعلامية للنظام الانقلابى ودول الحصار بالهجوم على الرئيس السودانى والرئيس التركى فى آن واحد.

فقد ذكرت صحيفة اليوم السابع الانقلابية فى افتتاحيتها يوم الأحد الماضى: السودان يرتمى فى أحضان العثمانيين، أردوغان أول رئيس تركى يصل الخرطوم مع 200 رجل أعمال للسيطرة على اقتصادها.. مطار وأغذية أبرز إغراءات أنقرة للسودانيين.. ومراقبون: البشير يتحالف مع راعى “الإخوان” لدعم نظامه!!

وفى الوقت الذى ينبح فيه الإعلام الانقلابى وينصب المندبة وزير خارجية الانقلاب يصرح: أن بلاده تأمل في عودة العلاقات مع تركيا، وأن مصر منفتحة على ذلك، ولديها رغبة دائمة في تجاوز أي توتر، وأن هناك الكثير الذى يربط الشعب المصري مع نظيره التركي، فهناك صلات قوية وتمازج ومصاهرة وتراث مشترك، ونأمل أن تعود العلاقة فمصر دائمًا منفتحة.

وأنا كنا دائمًا نؤكد الرغبة على تجاوز أي توتر، ولكن على أساس مبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية لمصر، وعدم الإساءة بأي شكل من الأشكال لها.

وقد رد وزير الخارجية التركى” مولود جاويش أوغلو” بأن غالبية الشعب المصري ممتن، حسب تعبيره، من الزيارة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان للسودان.

وأن الغالبية العظمى من الشعب المصري مُمتن من زيارتنا للسودان؛ فمن فرح لهذه الزيارة فليفرح، ومن اغتاظ فليمت بغيظه، ولمن يثيرون الفتن قال جاويش أغلو: “لا نسعى لتفريق العالم الإسلامي، كما يقوم البعض بنشر الفوضى في الدول الإسلامية، ولا نعمل على خلق أزمات بين الدول استنادًا إلى ادعاءات فارغة، ولا نبيع القضية الفلسطينية للغير”.

وفيما يخص العلاقات التركية السودانية أكد جاويش أوغلو أن أنقرة ستواصل تقديم المساعدات للخرطوم، وسيعمل الجانبان على رفع مستوى التبادل التجاري بينهما، بناءً على مبدأ الربح المتبادل.

نحن الآن لدينا تقارب مع السودان، فهل يعني هذا وجود محور أو تحالف تركي سوداني؟ لذا يجب عدم الانجرار وراء مثل هذه الفتن.

بدوره كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد” بأن اللجنة السعودية-الإماراتية المشتركة التي تم الإعلان عنها قبل أسبوعين، من مهامها، حملة إعلامية سياسية استخباراتية ضد تركيا، ونشاط الذباب الإلكتروني والإعلام السعودي الإماراتي هو بدايتها ترقبوا مغامرات أمنية غبية مثل محاولات اغتيال ضد قيادات تركية ومغامرات سياسية مثل قطع العلاقات أو منع السفر.

خاصة أنه تسود حالة من التوتر في العلاقات بين تركيا والسعودية، حيث صعد الإعلام التركي ضد المملكة عقب نشر وسائل إعلام سعودية مقالات ضد الموقف التركي من القدس والقمة الإسلامية الاستثنائية في إسطنبول، إضافة إلى نشر مقابلة مع أحد قياديي تنظيم بي كا كا الإرهابي المناوئ لتركيا، كما شن الإعلام التركى حملة غير مسبوقة ضد دولة الإمارات، واتهامها بالعمل لصالح دولة الكيان الصهيونى، ومساعدة الموساد في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح قبل سنوات والعمل على بناء قاعدة تجسسية دولية على أراضيها.

وقد خاطب أردوغان السودانيين بذكاء شديد، خاصة أن حزب الأمة أراد أن يفسد الزيارة بمطالبة أردوغان بتقديم اعتذار للسودانين، عما اعتبرها جرائم جسيمة ارتكبها العثمانيون خلال حكمهم البلاد في الفترة من 1821-1885.

فنفى أردوغان أن تكون الدولة العثمانية قد ارتكبت جرائم خلال توسعها في القارة الإفريقية، داعيا إلى ترك القارة اليوم لتحدد مصيرها بواسطة أبنائها!!

وعندما ذهب إلى جزيرة “سواكن” التاريخية على البحر الأحمر، تحدث عنها كمعبر تاريخي للمعتمرين والحجاج إلى ميناء جدة المقابل على ساحل المملكة العربية السعودية، وأن المستثمرين الأتراك سيعيدون لها مجدها الديني كمعبر للعمرة بتقنيات حديثة، كما تحدث بشيء من العفوية عن أنه يشعر أنه في إسطنبول وليس في الخرطوم، من فرط الحفاوة وروح الأخوة التي ظللت لقاءاته.

وكان أردوغان اصطحب معه فى رحلته للسودان عددًا كبيرا من رجال الأعمال الأتراك فى المجالات المختلفة، لأن أردوغان يحاول الاستفادة القصوى من العلاقة المتميزة مع السودان على كافة الأصعدة، مما جعل كثيرين يشعرون بالقلق تجاه هذه الزيارة، فقاموا بتوجيه الإعلام الفاشل للإساءة لكل من أردوغان والبشير، وليستمر النباح لساعات طويلة!!

وكذلك إعلام دول الحصار، فقد قام محمد نجيب مدير قناة أبوظبى الرياضية بنشر تغريدة عنصرية عن الرئيس السوداني عمر البشير قال فيها: كلمة لكل قياداتنا، ومن وثق بالبشير: لا تشتر العبد إلا والعصا معه، إن العبيد لأنجاس مناكيد، رحم الله أبا الطيب المتنبي.

والطريف أن السودان الذى وقف وحيدا فى مواجهة الدسائس والمؤمرات كان يتمنى أن يقف العرب بجواره، خاصة الشقيقة مصر، ولكن تُرك السودان بمفرده يواجه مصيره، فانفصل الجنوب، واندلعت الحرب فى دارفور وتخلى الجميع عنه!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …