‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير قنديل: القدس أصلا إخوان
أخبار وتقارير - ديسمبر 8, 2017

قنديل: القدس أصلا إخوان

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، “إنه ربما لن يمر وقت طويل ليقول لك بعضهم: القدس أصلاً إخوان… ما لنا دخل! ولم لا، فقد فعلوها سابقاً مع غزة”، موضحا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنى برنامجه الانتخابي على وعد بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس المحتلة، حال نجاحه، وعلى الرغم من ذلك، تسابق حكام العرب هرولةً إلى دعمه، بل إنه مع إعلان فوزه، عمّت الأفراح بين الأنظمة العربية الحاكمة.

وأضاف قنديل خلال مقاله صباح اليوم الجمعة، أنه بعد فوز ترمب، انهالت الهدايا والمكافآت، عليه من حكام العرب، واصطفوا حوله، يطلبون الشفاعة، ويبدون الطاعة، وينفذون أوامره قدر الاستطاعة، متعجبا من حالة الصدمة المصطنعة التي تظهر في بيانات شجب واستنكار، وهي جزءٌ من اللعبة، أو الصفقة: أنا أعلن قرار يهودية القدس، وأنتم تعلنون الإدانة والتحذير. وهو ما فضحته الميديا الصهيونية بإذاعتها تأكيداتٍ بأن تفاهماً جرى بين الرئيس الأمريكي وتابعيه من الحكام العرب.

وأكد أنه لا يقل الدور الرسمي العربي في إعلان الاعتراف الأمريكي بالقدس، عاصمة للاحتلال الصهيوني، عن دور ترامب، بل ربما يسبقه، بالنظر إلى أن وزير خارجية مصر، سبق ترمب في الاعتراف، بشكل عملي، بالقدس عاصمة للصهاينة، حين هرول إلى منزل رئيس حكومة الكيان الصهيوني، في القدس المحتلة، ليتناول العشاء، ويقضي السهرة مع نتنياهو وزوجته، متفرّجاً على نهائي كأس أمم أوروبا في صيف العام الماضي.

وأكد أن فضيحة التخلي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، تنفيذاً للرغبة الإسرائيلية، هي الدرس الافتتاحي الأول في تهيئة المجتمع المصري للتعاطي الإيجابي مع مبدأ عدم قدسية الأرض، وتدريب الأذن وتجهيز المزاج لفكرة التنازل عن التراب الوطني، ومن ثم لا غضاضة في تبادلها، بالبيع والإهداء والعوض، وصولا إلى اللحظة القدس.

وأشار قنديل إلى ميليشيات الثقافة في نظام عبد الفتاح السيسي، بقيادة يوسف زيدان، التي تتولى عملية تهويد المسجد الأقصى والقدس المحتلة داخل الوجدان الشعبي، بادّعاء أن لا وجود للمسجد الأقصى في القدس، ومن ثم لا قداسة للمدينة المعلقة على صليب التنازلات والتفريط، فيما كانت المجامع الفقهية في مصر والسعودية تنشط في نزع تصنيف “العدو” عن إسرائيل، وتلصقه بإيران والإخوان المسلمين وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، حتى انتهى بنا الأمر بعائلة ترامب تطير من السعودية إلى حائط المبكى، مباشرة، وفوق رؤوسها طاقية الحاخامات، وفي حقائبها 460 مليار دولار، عربون صفقة القرن، ثم جاءت اللحظة التي يتجوّل فيها صحافي صهيوني في المسجد النبوي في المدينة المنورة، ويلتقط الصور التذكارية بالزي السعودي.

وأكد أن المخطط يقوم على إخراج الشعوب العربية من معادلات السياسة والتاريخ والجغرافيا بالقمع والإرهاب والتخويف والإقصاء، فلا تقوى على الهتاف للقدس، ولا يسمح لها بالتظاهر والغضب من أجلها، تنفيذاً للرغبة الصهيونية التي عبر عنها بنيامين نتنياهو، بكل الوضوح، حين قال إن الرأي العام العربي هو العقبة في طريق التطبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …