‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بعد القذافي وصالح.. هل يتعظ السيسي ويضبط بوصلة الخيانة؟
أخبار وتقارير - ديسمبر 5, 2017

بعد القذافي وصالح.. هل يتعظ السيسي ويضبط بوصلة الخيانة؟

لعب المخلوع اليمني الراحل على عبد الله صالح على جميع الحبال دفعة واحدة، منح المخابرات الأمريكية حق العبور في بلاده، وقتل الذين تتهمهم واشنطن بالإرهاب عبر طائرات بدون طيار ودون محاكمات عادلة، وتودد إلى روسيا وإيران والسعودية والشرق والغرب، عملا بالنصيحة أن الرقص للجميع يعطيك حصانة أكثر من طرف، إلا أن تلك النصيحة عادة ما أجهزت على من عمل بها، بدءا من عبد الناصر والسادات ومبارك والقذافي وربما تنتظر السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

فقد منح السفيه السيسي المتحالف مع أمريكا وكيان العدو الصهيوني والخليج وإيران وزحل وعطارد وجزر الموز الطائرات الحربية الروسية حق احتلال مجال مصر الجوي ومطاراتها العسكرية، في اتفاقية وصفها مراقبون بأنها تشبه إلى حد كبير تدشين قاعدة احتلال عسكرية روسية في مصر، ولكن بطريقة غير مباشرة.

وأثارت هذه الاتفاقية تساؤلات حول ما حصل عليه السيسي مقابل منح روسيا هذه المزايا العسكرية والاستراتيجية؟ وما الموقف الأمريكي من الغزل والإغراء المتزايد الذي يقوم به سفيههم السيسي لغريمهم الروسي؟

احتلال روسي
ويبدو أن روسيا أرادت رفع الحرج عن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، فأخرجت الاتفاق في شكل تبادلي متكافئ يتيح لكل طرف استخدام المجال الجوي للطرف الآخر، لكن الواقع أن مصر لا يمكنها استخدام القواعد الجوية أو المجال الجوي الروسي؛ لعدم وجود مصالح مصرية في المنطقة المحيطة بروسيا، ما يعني أنها ليس لديها أي دوافع أو فائدة تذكر من استخدام المجال الجوي أو القواعد العسكرية الروسية، في حين أن أقدام روسيا راسخة في المنطقة؛ بسبب مشاركة قواتها في العدوان على سوريا، ما يجعلها المستفيد الأكبر من هذه الاتفاقية، حسب مراقبين.

وأبدت روسيا في الأعوام الأخيرة حرصا واضحا على توسيع نفوذها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث وقعت في أكتوبر من العام الماضي اتفاقا مع نظام السفاح بشار الأسد، يقضي بإرسال قوات روسية دائمة لقاعدة “طرطوس” على البحر المتوسط لمدة 49 عاما، قابلة للتجديد، كما أجرت مناورات عسكرية مع الانقلاب في العام ذاته.

وفي سياق متصل، وفور الإعلان عن اتفاق السفيه السيسي مع موسكو حول احتلال المطارات العسكرية والمجالات الجوية المصرية، زار وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس القاهرة يوم السبت الماضي، في خطوة تعكس القلق الأمريكي من رقص السفيه السيسي على جميع حبال المنطقة.

وخلال زيارته للقاهرة اجتمع ماتيس مع قائد الانقلاب ووزير دفاعه صدقي صبحي، وناقشا تأثير الاتفاقية الجديدة بين الانقلاب وموسكو على العلاقات “الحرام” بين عسكر الانقلاب والولايات المتحدة، التي تعد المانح الأول للمساعدات العسكرية لجنرالات الخراب.

الرقص القاتل
ورغم ابتعاده عن الرئاسة نظريا، فقد ظل المخلوع اليمني على عبد الله صالح حاضرا بعلاقاته القبلية والإقليمية، واتهم بالضلوع في الاستيلاء المفاجئ لجماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، ثم على مدن يمنية رئيسية دون مقاومة من الجيش والسلطات في سبتمبر 2014.

وتطورت الشراكة بين صالح والحوثيين، بتشكيل مجلس حكم في 6 أغسطس 2016 تكون من عشرة أشخاص مناصفة، لإدارة المناطق التي يسيطرون عليها.

وبعد نحو ثلاث سنوات من الشراكة في الحكم بين الحوثيين وصالح اندلعت اشتباكات في 2 ديسمبر 2017 استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة لأول مرة في أحياء بالعاصمة صنعاء بين مليشيا الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع.

وبالتزامن مع دعوة صالح جيران اليمن لوقف ما وصفه بالعدوان ورفع الحصار، وقال إنه سيتعامل معهم بإيجابية، وإنه مستعد لفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي بقيادة السعودية إذا أوقف “العدوان” ورفع الحصار، واتهم الحوثيين بشن هجمات والقيام بأعمال استفزازية في صنعاء.

وعلى إثر ذلك اتهم زعيم “جماعة أنصار الله” عبد الملك الحوثي قوات المخلوع وحزبه بالسعي لإثارة الفتن في اليمن، وبالغدر والخيانة، وبدأت قواته حملة استهدفت القوات التابعة لصالح، وانتهت بمقتله في 4 ديسمبر 2017 عقب تفجير منزله بصنعاء، بتهمة الخيانة والتواطؤ مع الأعداء، فهل يتعظ السفيه السيسي ويمتنع أن يكون خادمة فراش تضاجع الجميع في آن واحد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …