‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تناقض الحكومة وبدائل السيسي بعد فشل المفاوضات مع إثيوبيا
أخبار وتقارير - ديسمبر 3, 2017

تناقض الحكومة وبدائل السيسي بعد فشل المفاوضات مع إثيوبيا

حالة من التناقض الغريب تمارسها حكومة الانقلاب بشأن مواجهة الفشل أمام إصرار إثيوبيا على بناء سد النهضة دون وضع المصالح المصرية في الحسبان أو عدم المساس بحصتها المائية البالغة “55,5” مليار متر مكعب.

فالدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية بحكومة الانقلاب، خلال زيارته لمحافظة الدقهلية أمس السبت اعترف بفشل المفاوضات مع إثيوبيا، مؤكدا أن «الرأي العام في مصر لازم يعرف بوجود تعثر» حسب نص تصريحاته.

لكن في التصريحات ذاتها وفي اللقاء ذاته، تحدث الوزير عن البدائل المتاحة أمام نظام العسكر لمواجهة الفشل أمام إثيوبيا، مضيفا: «رغم ذلك.. إلا أن لدينا بدائل كثيرة في المسافة بين بديلين مستحيلين هما الاستغناء عن مياه النيل وعدم بناء للسدود نهائيا، حيث توجد طرق أخرى قابلة للتفاوض، ومصر بدأت العديد من الطرق، ولكن لا يجوز الإعلان عنها»!

وهذا التصريح الغريب يكشف عن تناقضين مهمين:
التناقض الأول هو أن بدائل رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي وأركان حكومته، حسب نص تصريحات الوزير، هي «طرق أخرى قابلة للتفاوض» رغم اعترافهم جميعا بأن مسار التفاوض قد فشل ولم يسفر إلا عن حقيقة مؤلمة هي أن أديس أبابا استغلت “المفاوضات” من أجل كسب مزيد من الوقت ليكون السد أمرا واقعا لا يمكن إنكاره ومن ثم تملي شروطها بناء على ضغوط الواقع.

التناقض الثاني في تصريحات الوزير أنه رغم إعلانه أهمية معرفة الرأي العام في مصر بوجود تعثر في المفاوضات إلا أنه هنا يتحدث عن بدائل في التفاوض لا يجوز الإعلان عنها في إخفاء للحقيقة عن الرأي العام، وهي نفس سياسات النظام العسكري الذي لا يكثرث كثيرا أو قليلا بموقف الشعب أو مشاركته في صنع القرار.

«3» خلافات جوهرية
وحسب الوزير فإن الخلافات الجوهرية بين مصر وإثيوبيا خلال المفاوضات تلخصت في 3 نقاط، أولها إصرار الجانب المصري على حضور الشركة الفنية لمناقشتها بينما رفضت السودان وإثيوبيا ذلك، ثم طلبت حضورها في غياب المندوب المصري.

والثاني حول اختلاف خط الأساس المتفق عليه مع ما يتم تنفيذه، فخط الأساس هو خاص بخط سير النهر في حالة إنشاء السد وتغير مسلكه حسب موقعه، وخالفت إثيوبيا خط الأساس المتفق عليه والذي كان ضمن الدراسات الخاصة باللجنة الدولية والتي وافقت عليها مصر والسودان، ومن ثم الوضع الحالي الذي تمسكت به إثيوبيا أصبح له تأثير للسد على دول المصب.

والثالث هو أسلوب الملء والمحدد في إعلان المبادئ الذي وقع عليه السيسي، والذي يشير إلى أن التفاوض هو الطريق لأسلوب الملء بعد إنهاء الدراسات، لكن الاتفاق غير ملزم، وإثيوبيا بحسب وزير الري بحكومة الانقلاب تصر على الملء قبل انتهاء الدراسات والموافقة عليها، وكل هذا يضر بمصر.

البدائل مزيد من التفاوض
والملاحظة الخطيرة أيضا في تصريحات وزير الري أنه «تم تقديم 3 اقتراحات من مصر وإثيوبيا والسودان وللأسف كلها لم تكن متوافقة، و«مش عارفين نتفق»، وفي الاجتماع الأخير اتفقنا على رفع الملف للمستوى الأعلى للنقاش السياسي، بعد فشل المفاوضات الفنية على مستوى وزراء المياه» أي اللجوء إلى المفاوضات السياسية بعد فشل المفاوضات الفنية!

وحسب الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بمعهد البحوث الإفريقية، فى تصريحات صحفية أمس السبت، فإن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي المزمعة التى أعلن عنها أحد نواب البرلمان المعنيين بشئون اللجنة الإفريقية ربما تفتح الباب أمام مفاوضات جديدة للتوصل لصيغة توافقية بين مصر وإثيوبيا ويشهد جمود الملف انفراجة.

وأضاف “أستاذ الموارد المائية” أن السيناريوهات المتوقعة خلال الفترات المقبلة هي صيغة جديدة للتفاوض، على أن يكون هناك لقاء على مستوى رؤساء وزراء الخارجية المصرية والإثيوبية سواء فى مصر أو إثيوبيا، مؤكدًا أن الإشكالية الأهم هى كيفية التوصل لاتفاق على كيفية تشغيل والملء الأول للسد.

وحسب خبراء فإن هذه التصريحات تكشف أن البدائل تلاشت أمام الجنرال في مواجهة فشل المفاوضات أمام إثيوبيا، ولا يجد بديلا متاحا إلا بمزيد من المفاوضات، المعلوم فشلها مسبقا كما حدث في مفاوضات المسار الفني، وهو ما حذرنا منه مرارا وتكرارا حبا لهذا الوطن الحزين والمنكوب بحفنة من الجنرالات الفشلة.

وكان المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم خارجية الانقلاب، قد أدلى بتصريحات مضحكة يوم 17 نوفمبر الماضي خلال لقائه ببرنامج «كلام تاني»، المذاع على فضائية «دريم»؛ حيث زعم أن مصر حققت «إنجازات» في سد النهضة!

وبسؤاله عن هذه «الإنجازات» -التي لا يعرفها الشعب- رد بأن السيسي ألقى خطابا أمام برلمان إثيوبيا!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …