‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل يضحي السيسي بالكنيسة التي “قدست” الانقلاب؟
أخبار وتقارير - ديسمبر 3, 2017

هل يضحي السيسي بالكنيسة التي “قدست” الانقلاب؟

تداول نشطاء ومراقبون على مواقع التواصل الاجتماعي منشورًا منسوبًا إلى جماعة مجهولة تزعم أنها مسيحية، يتبنى تفجير مسجد الروضة في بئر العبد بالعريش، وقتل عشرات المصلين أثناء صلاة الجمعة، وذهب مراقبون إلى القول بأن “المنشور التحريضي يحمل رائحة أصابع مخابرات السفيه السيسي، بعدما قامت بتدبير مذبحة المسجد وقتل المصلين، وأن المخابرات بتحضر فتنة جديدة.. وعاوزة تسلح السكان ونوصل لحرب أهلية زي ما اتهمت مسلمين وملحدا وألتراس جه دور المسيحيين”.

كنيسة الانقلاب
وبعيدا عن البيان فإن الكنيسة المصرية، وعلى خلاف دورها الرعوي والكهنوتي تلعب منذ انقلاب يوليو 1952 كحزب سياسي يقوم بالحشد لمهمة سياسية، وهو دور عرفت به الكنيسة في عهد عبدالناصر والسادات والمخلوع حسني مبارك في إطار تفاهم غير مكتوب بين الطرفين، لكنها فقدت هذا الدور عقب ثورة 25 يناير 2011، حين تصدر شباب ومثقفون مسيحيون وحركات شبابية مسيحية لطرح الهموم المسيحية في إطار وطني عام يشاركهم فيه الكثير من المسلمين.

هؤلاء النشطاء المسيحيون المدنيون الذين نشأوا وترعرعوا في ظلال ثورة يناير يحاولون بعد الانقلاب التصدي لهذا التغول الكنسي، وفرض الكنيسة لنفسها كممثل وحيد للمسيحيين أمام سلطات الانقلاب، وقد أصدر أكثر من 160 ناشطا مسيحيا “رسالة مفتوحة للنظام والكنائس والمجتمع المدني” دانوا فيها تحرك الكنيسة لحشد المسيحيين لدعم السفيه السيسي.

كما حذروا من خطورة استمرار الزج بالمؤسسات الدينية بشكل عام والكنائس ‏بشكل ‏خاص في المعادلة السياسية وسط مجتمع يعاني من أزمة طائفية بالأساس، وحملوا الانقلاب والكنائس تبعات ذلك على بسطاء المواطنين المسيحيين؛ الذين يعانون من أزمات جراء دخول الكنائس ‏كطرف ‏بالمعادلة السياسية.

عصابة تواضروس
من جانبها تقول الكاتبة والإعلامية آيات عرابي: “عصابة الكنيسة ليسوا رهبانًا ولا قساوسة كما يعتقد البعض، بل أفراد في عصابة إرهابية انفصالية تسعى لإقامة دويلة قبطية غرب مصر”.

وتضيف: “لهذا لا تستغرب أبدًا حين يهنئ الإرهابي الانقلابي الخائن تواضروس الجيش المصرائيلي على مجزرة رابعة”.

وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تدوينة لناشط قبطي يدعى “شادي منير”، عقد مقارنة بين الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي انقلب عليه الجيش بمساعدة الكنيسة في الثالث من يوليو 2013، وبين الانقلاب الحالي الذي أعقب ذلك ليتولى الرئاسة السفيه عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق.

الحادثان الذي تحدث عنهما “منير” وقع أحدهما في عهد مرسي والآخر في عهد السفيه السيسي، ففي يوم الجمعة 27 يناير 2012 تجمهر عشرات من شباب قرية شربات المسلمين التابعة لمنطقة النهضة بمركز العامرية في محافظة الإسكندرية، أمام منزل مواطن مسيحي يدعى “سامي جرجس”، مطالبين بمغادرته القرية فورًا هو وأسرته، على خلفية انتشار مقاطع مصورة لعلاقة جنسية تجمع بين ابنه مراد سامي جرجس وسيدة مسلمة في القرية.

الأمر تصاعد بمحاولات لشباب غاضبين دون معرفة حقيقة هذه المقاطع حرق منازل بعض المواطنين المسيحيين في القرية، تزامنًا مع تأخر التدخل الأمني إلى ساعات متأخرة من الليل، وعلى إثر هذا قامت قيادات شعبية بالتدخل لوقف أعمال الشغب والاعتداء على منازل المسيحيين، فاتفقوا بضرورة مغادرة الأسر المسيحية التي تورطت في الأحداث منعًا لمزيد من الاشتعال وقد كان.

مسيحيون ضد الانقلاب
الناشط شادي منير ذكر موقف الرئيس محمد مرسي حينما علم بالأمر وتدخله الفوري لإعادة الأسر التي تم تهجيرها من منطقة العامرية بالإسكندرية وتعويضها عن التلفيات التي لاحقت بمنازلها، ومصدر هذه المعلومة هو القس “بولس جورج” راعي كنيسة “مارمرقس” بمصر الجديدة، حسب ما أورد شادي منير.

وفي مايو 2015 نشر الشاب المسيحي المقيم في الأردن “أيمن يوسف مرقص” رسوما وعبارات مسيئة للدين الإسلامي والمسلمين، وهو ما اعتبره مسلمون في قرية كفر درويش الواقعة بجنوب محافظة بني سويف سببًا كافيًا لاشتعال غضبهم، إذ أن هذا الشاب وأسرته يسكنون هذه القرية، وبعد نشر الشاب المسيحي لهذا المنشور الذي أغضب شباب المسلمين في القرية حاول البعض حينها مهاجمة منزل سكن أسرة الشاب حتى اضطرت قوات الأمن لفرض كردون أمني أمام منزلهم لحمايتهم.

الجلسات العرفية لم تفلح في رأب الصدع بالتزامن مع الحديث مع تدخل عناصر بعينها لإشعال الموقف أكثر فأكثر، وهو ما اضطر القيادات الأمنية بالمحافظة لإجلاء أسرة الشاب “سبب الأزمة”، وقد تدوال البعض أخبارًا عن تهجير خمسة أسر مسيحية من القرية وهو ما نفته قيادات أمنية، ولكن الثابت أن أسرة الشاب سبب الأزمة الرئيسي غادرت القرية حقنًا للدماء، ويروي شادي هذا الموقف الثاني موضحًا موقف السفيه السيسي من الأزمة والذي ترك القيادات الأمنية على الأرض تواجه الموقف بينما يرتب السفيه زيارة الفنانين لألمانيا.

ويرى مراقبون أن هذا مثالا بسيطا، حتى لا يختزل لا يمكن أن نختزل البعض الحالة القبطية المسيحية في الانقلاب فقط، ويُعطي دلائل وإشارات لا بأس بها، حتى لا يقع أحد في فخ تنصبه مخابرات السفيه السيسي، فليس كل المسيحيين في مصر موالين للانقلاب، ولكن لا يمكن إغفال الدور الرسمي للكنيسة في السياسة بمصر، وهو ما يستغله العسكر أسوأ استغلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …