‫الرئيسية‬ عرب وعالم مسؤول قطري: دول الحصار طالبتنا بالتخلي عن تنظيم كأس العالم
عرب وعالم - نوفمبر 6, 2017

مسؤول قطري: دول الحصار طالبتنا بالتخلي عن تنظيم كأس العالم

قال الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، إن دول الحصار أطلقت تصريحات في الأسابيع الأخيرة تدعو الدوحة للتخلي عن تنظيم كأس العالم مقابل إنهاء الحصار.
جاء هذا في مقابلة مع صحيفة إل باييس الإسبانية، أعادت نشرها وكالة الأنباء القطرية مساء الأحد.

وأشار مدير مكتب الاتصال الحكومي إلى أن الأزمة نشبت بناء على تصريحات مفبركة، ثم تطورت لتركز على اتهامات باطلة بدعم الإرهاب، قبل أن يتضح أنها تتمحور حول تنظيم كأس العالم.

وأضاف أن قطر عملت بجد من أجل استضافة كأس العالم، حيث إن الحلم لم يأت بين ليلة وضحاها، بل بدأ العمل عليه منذ عام 1999، لافتا إلى أن قطر قامت منذ ذلك الحين بتنظيم بطولات صغيرة، ولكنها قامت أيضا باستضافة دورة الألعاب الآسيوية عام 2006.

وشدد على أن كأس العالم 2022 هو ملك للمنطقة بأسرها وليس لقطر فحسب، فهو الأول على الإطلاق في المنطقة العربية، كما شدد على أن استضافة دولة متعددة الثقافات وتتسم بالتسامح والانفتاح لهذا الحدث الكبير، يعد أمر إيجابيا ليس بالنسبة لها فحسب، بل بالنسبة لعالم الرياضة أجمع.

الحوار هو الحل
وجدد الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، نفي الاتهامات الموجهة لبلاده بدعم الإرهاب، مؤكدا أن الدوحة لا تدعم الإرهاب من قريب ولا من بعيد.

وأكد أن دولة قطر تؤمن بأن الحوار السياسي والوساطة هما السبيل الوحيد لحل الاختلافات في الآراء، وليس العدوان، مشيرا إلى أن هذا هو رأي دولة قطر منذ اليوم الأول لنشوب الأزمة.

وأضاف أن الحوار هو السبيل الوحيد أيضا لتحقيق تقدم إيجابي يخدم مصالح شعوب دول مجلس التعاون الخليجي ككل ويحقق الاستقرار في المنطقة.

وتعصف بالخليج منذ 5 يونيو الماضي أزمة كبيرة، بعد ما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية، بدعوى دعمها للإرهاب.

وتنفي الدوحة جملة الاتهامات الموجهة إليها، وتقول إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

واتهم المسؤول القطري في تصريحاته، الدول المقاطعة لبلاده بشن حملة أخبار مزيفة ضد بلاده.

وقال في هذا الصدد إنهم (دول الحصار) يستخدمون جيوشا على موقع تويتر، ومواقع إلكترونية يديرونها لنشر أخبار مزيفة، وأضاف أن هناك شبكات مثل “العربية” و”سكاي نيوز العربية” أصبحت مثل الوزارات أكثر منها منافذ إعلامية، وهدفها نشر وترويج هذه الأخبار المزيفة.

وأشار إلى أن دول الحصار تحاول خلق حالة من الجدل بتوجيه تلك الاتهامات لقطر، ولكن دولة قطر تتعامل مع هذه الاتهامات بمعايير مبنية على أسس أخلاقية، ولا تتعامل مع دول الحصار بنفس الأسلوب، على الرغم من قدرتها على ذلك.

واستنكر الأخبار المزيفة التي تبثها دول الحصار حول معاناة الاقتصاد القطري، مشيرا أنهم لم يذكروا أو ربما لا يفهمون طريقة عمل الاقتصاد القطري.

وأكد أن دولة قطر تتمتع بالمرونة الاقتصادية اللازمة للبحث عن مصادر أخرى لاستيراد البضائع، كما لفت إلى أن بلاده كانت زبونا (عميلا) لشركاتهم (الدول المقاطعة) تشترى بضائعهم، وبالتالي فالخاسر هو شركاتهم التي فقدت زبونا هاما.

سبب الأزمة الخليجية
واعتبر أن الأزمة الخليجية برمتها جاءت بسبب اختلافات في الرأي، مشيرا إلى أن دولة قطر كان لها رأي يختلف مع آراء ووجهات نظر دول الحصار في مواضيع عديدة.

وكمثال على تلك الخلافات قال سيف آل ثاني إن من بينها ثورات الربيع العربي ومواضيع إقليمية مختلفة أخرى (لم يذكرها).

وأردف قائلا “دعمنا الشعوب (بدول الربيع العربي).. لكن يبدو أن دول الحصار دعمت الطرف الآخر (في إشارة أنظمة تلك الدول)، وهو أمر ليس بمشكلة لنا، فنحن لا نملي اختياراتنا على الآخرين”.

واعتبر أن الهدف من وراء هذا الحصار واضح للغاية، وهو قمع استقلالية السياسة الخارجية لدولة قطر.

في السياق ذاته ذكر أن الدول المقاطعة لبلاده تريد سلب قطر استقلاليتها وسيادتها وإغلاق وسائل الإعلام الحرة والسبب وراء ذلك هو وجود اختلافات في الرأي.

وأشار إلى أنه قبل اندلاع الأزمة بعدة أيام، كانت دولة قطر حاضرة في الرياض للمشاركة في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي، ولم تشر أي من دول الحصار آنذاك لأي قضية محل خلاف مع دولة قطر.

ولفت إلى أن شعوب هذه الدول ترتبط مع الشعب القطري بعلاقات أسرية، ولم يحدث في تاريخ دول مجلس التعاون أنه تم الخلط عمدا بين الخلافات السياسية والنسيج المجتمعي لدول المجلس، وهو ما تسبب في جرح سيستغرق سنوات وربما عقود حتى يلتئم.

إغلاق الجزيرة
وفيما يتعلق بمطلب إغلاق شبكة الجزيرة ، أشار سيف آل ثاني، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلبون فيها إغلاق القناة، مؤكدًا أنها لن تكون الأخيرة أيضا، واعتبر أن الدول المقاطعة لبلاده يحرجون أنفسهم ومجلس التعاون الخليجي بمثل هذه المطالب، وغيرها من المطالب الطفولية.

مصر والإخوان
وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لبلاده من مصر، قال مدير مكتب الاتصال الحكومي “البعض يقول إننا دعمنا الإخوان المسلمين، لكننا لم ندعمهم أبدًا، نحن دعمنا الشعب المصري قبل وبعد رحيل الإخوان من الحكومة”.

وأضاف “سأعطيك مثالا، لقد أرسلنا خمس شحنات من الغاز لمصر بدون مقابل، آخر شحنة منها وصلت قبل نهاية عام 2016″، مشيرا إلى أن التساؤل بشأن سبب انضمام مصر لهذا الحصار يجب أن يوجه لمصر وليس لدولة قطر.

ونوه إلى أن هناك نحو 200 ألف مصري في قطر، وهم يعاملون بنفس المعاملة التي يعامل بها جميع المقيمين الآخرين بالبلاد، ويتمتعون بنفس الاحترام والكرامة مثلهم مثل أي شخص آخر.

الوضع اليمني
وفيما يخص الوضع في اليمن، أكد أن دولة قطر قلقة بشأن الأحوال والأوضاع الإنسانية هناك، مشددًا على ضرورة قلق الجميع بشأن تداعي الوضع الصحي والغذائي في البلاد.

وقال إن بلاده غادرت التحالف العربي خلال الأسابيع الأولى من الأزمة بناء على طلب التحالف نفسه.

وأشار إلى أن المشاركة القطرية في الأزمة اليمنية كانت في الجانب السعودي من الحدود لدعم الهدف الرئيس من العملية.

وأوضح أيضًا أن مشاركة بلاده بالتحالف، جاءت بناء على طلب من مجلس التعاون، ونظرا للتهديدات التي يفرضها مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثي) على دول المجلس.

وبطلب من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، يشن طيران التحالف، منذ 26 مارس/آذار 2015، غارات جوية مكثفة على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.

العمال المغتربون
وفيما يتعلق بأوضاع العمال المقيمين في قطر، قال إن دولة قطر قامت بتطوير العديد من قوانين الحماية للعمال الأجانب في السنوات الثلاث الماضية، وأنها انصتت للانتقادات وسارعت في خطى تغيير القوانين.

وأشار إلى أنه في عام 2008، أطلق أمير البلاد برنامجا يدعى “رؤية 2030” يتضمن جانبا اجتماعيا وهو توفير معيار أفضل وأعلى من الحياة لكل من المواطنين والمقيمين، وكل من يعيشون في دولة قطر، وضمان الحفاظ على حقوقهم وكرامتهم واحترامهم.

المرأة في قطر
وعما إذا كان وضع المرأة المتقدم في قطر يشعر جيرانها بعدم الراحة، أفاد مدير مكتب الاتصال الحكومي بأن قطر تتحرك بشكل أسرع من دول الحصار في هذا الشأن.

وأضاف أن دول الحصار تفضل أن تعلن تغييرات أشبه بدعاية العلاقات العامة، بدلا من التركيز على عمل تغييرات ذات معنى وجدوى في هذا السياق.

ولفت إلى أن النساء في قطر يحتللن العديد من المناصب الحكومية المرموقة، فضلا عن النجاحات التي تحققها الكثير من النساء في القطاع الخاص أو المجال الأكاديمي وقطاع الصحة.

التعليم والتطرف
وعن دور التعليم في مواجهة التطرف، أكد الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني أن مكافحة الإرهاب والتطرف لن تتم إلا بالتعليم.

وأضاف أن قطر تركز على هذا المجال في العديد من المناطق التي تعاني من أزمات مثل سوريا.

وأبرز دور مندوبة قطر لدى الأمم المتحدة ووزارة الخارجية في دعم المشاريع التي تمنح الشباب فرصة التحصيل العلمي.

وأضاف أن دولة قطر ركزت على التعليم في العقود الثلاثة الأخيرة، منذ أن بدأت في محاولة تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط في التسعينيات.

ونوه إلى أن أمير البلاد والأمير الوالد قاما بإنشاء العديد من المعاهد والكيانات التعليمية، بالإضافة إلى تشجيع القطاع الخاص على الاهتمام بمجال التعليم.

وأوضح أن الدوحة تضم العديد من المدارس المتنوعة سواء كانت عربية أو فرنسية أو إسبانية أو هندية وغيرها كثير، مشيرا إلى أن هذا التنوع الدراسي من ناحية المدارس و المناهج الدراسية يوضح مدى تنوع وانفتاح المجتمع القطري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …