‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير «التغرير بالكتمان» هكذا تلاعبت إثيوبيا بالسيسي بحجب معلومات خطيرة
أخبار وتقارير - نوفمبر 4, 2017

«التغرير بالكتمان» هكذا تلاعبت إثيوبيا بالسيسي بحجب معلومات خطيرة

لا تزال كواليس وخفايا فشل زعيم الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في ملف سد النهضة تتكشف يومًا بعد يوم، وكان آخرها ما كشف عنه خبير وأستاذ في القانون الدولي، أن إثيوبيا تلاعبت بالسيسي وحجبت معلومات شديدة الخطورة والحساسية بشأن أمان “سد النهضة” عن حكومة العسكر، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر بحكومة الانقلاب أن العمل العسكري لحماية حقوق مصر المائية أمر مستبعد، دون أن تقدم البديل أمام عجز السيسي وحكومته عن حماية حقوق مصر المائية.

حجب معلومات خطيرة

ويؤكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى العام، أن تقارير المكاتب الاستشارية الدولية أثبتت أن إثيوبيا حجبت معلومات خطيرة بشأن أمان «سد النهضة» عن دولتَى المصب، مصر والسودان.

وأضاف «سلامة»، فى حوار مع صحيفة «الوطن» في عدد الجمعة 3 نوفمبر 2017م، أن الإخفاء العمدى للبيانات والمعلومات من جانب أحد أطراف العقد، كما فى الحالة الإثيوبية، ليس له توصيف قانونى إلا «التغرير بالكتمان» حسب تعبيره، ويوضح أن الالتزامات التي تقع على إثيوبيا وفقًا لاتفاق المبادئ هو مبدأ تبادل المعلومات والبيانات اللازمة لإجراء الدراسات المشتركة للجنة الخبراء الوطنيين بحسن نية، وفى التوقيت الملائم، وكذلك الأخذ بالمبدأ المعنون بـ«أمان السد»، الذى ينص على أن تستكمل إثيوبيا التنفيذ الكامل للتوصيات الخاصة بأمان السد الواردة بتقرير لجنة الخبراء الدولية، وفى الصدارة منها التأثيرات السلبية الضارة، إن وُجدت، من بناء هذا السد على دولتَى المصب، وفقًا للمواصفات الفنية والهندسية المقدمة من دولة إثيوبيا، لمصر والسودان والمكتبين الاستشاريين.

ويتهم الخبير في القانون الدولي أديس أبابا بأنها لم تلتزم بهذه المبادئ، بما يشير إلى أنها تلاعبت بالمفاوض المصري من أجل اكتساب مزيد من الوقت تستكمل فيه بناء السد وفقًا لتصورها، رغم العيوب التي يمكن تكون في هذا التصور وتسبب أضرارا واسعة بدولتي المصب.

ويؤكد أن التقارير كشفت عن أن هناك عددًا من الأمور الفنية المهمة والخطيرة التى حجبتها إثيوبيا منذ البداية عن مصر والسودان، وعن المكتبين الاستشاريين الفنيين، وهذه البيانات والمعلومات الخطيرة تُعنى أساسا بمعامل أمان السد، ما أدى لأن تقوم إثيوبيا، فى تطور خطير، بالتحفظ على هذه التقارير التى تكشف دون شك عن انتهاك صارخ للمبادئ المختلفة التى ألزمت إثيوبيا ومصر والسودان نفسها مجتمعة بالتعهد بها على أرض الواقع أثناء عمليات البناء المستمرة حتى الآن.

ويشدد على أن ما حدث يعطى مصر الحق القانونى فى أن تطلب من إثيوبيا التوقف الفورى عن أعمال البناء حاليا، وأن «أديس أبابا» ملتزمة بإخطار «القاهرة والخرطوم» بالعوارض الاستثنائية التى قد تحدث مستقبلا بعد انتهاء بناء «السد».

ويشدد كذلك على أن إثيوبيا تعسفت، ومن دون أى شك، ويجب على من تضرر من هذا التعسف أن يضع حدا لذلك، وحين تزول الظروف المؤدية للتعسف، يمكن لإثيوبيا مواصلة استعمال حقها فى بناء «سد النهضة».

أديس أبابا تمارس التخدير

ورغم هذه التحذيرات، لا تزال أديس أبابا تمارس التخدير والتضليل؛ حيث بعثت إثيوبيا برسائل طمأنة جديدة خادعة لدولتي مصب النيل، مصر والسودان، مؤكدة أن سد النهضة لا يستهلك ولا يحول المياه إلى حوض آخر، وأنه يحافظ على تدفق منتظم من المياه على مدار العام، مشيرة إلى أنها راعت في تصميم السد متطلبات المياه لدول المصب.

وأكد مدير مشروع سد النهضة المهندس سيمينيو بقلي، في تصريحات صحفية أمس الجمعة، التزام بلاده في بناء المشروع بمسئولية وشفافية، مضيفا أن «السد لا يستهلك ولا يحول المياه إلى حوض آخر، بل يحافظ على تدفق منظم من المياه على مدار العام، المشروع يمثل وسيلة لتحقيق التنمية ومساهمة في التغلب على عدم الثقة، التي دامت منذ قرون بين دول حوض النيل».

ويزعم بقلي أنه ومن خلال التعاون ستقدم الدول الثلاث نفسها شركاء للتنمية التعاونية والسلام المستدام، معتبرا مشروع السد منصة للتعاون الإقليمي الأوسع نطاقا في مجال التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.

مصر تستبعد الحل العسكري

ومن جانبه قال رمضان قرني، خبير الشئون الإفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات بحكومة العسكر، إن مصر تعمل دائمًا وفقًا للاتفاقيات الدولية والحوار، خاصة في أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، موكدًا أن مصر لن تلجأ للحل العسكري في مشكلتها مع إثيوبيا بخصوص سد النهضة.

وأضاف “قرني”، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “رأي عام”، على قناة “تن”، يوم الأربعاء الموافق 25 أكتوبر الماضي 2017م، أن أي مراوغات إثيوبية سيحسمها التحكيم الدولي والمنظمات الدولية، مدعيًا أن الطرف الإثيوبي حتى الآن لم يخفِ أي معلومات عن سد النهضة، وهو ما يخالف ما أكده الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى العام، في حواره مع الوطن.

ودعم غربي لإثيوبيا

في السياق ذته، حظيت أديس أبابا بدعم غربي واسع، حيث أشاد سفراء كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان، الذين زاروا سد النهضة الإثيوبي، الثلاثاء الماضي، بالتزام الحكومة في بناء المشروع بمسئولية وشفافية، وأشاد السفير الأمريكي لدى إثيوبيا مايكل أرينور ببناء السد، واصفا إياه بأنه قطعة ظريفة من الهندسة والبناء، مضيفا: من الواضح أن إثيوبيا هي مصدر النيل، وينبغي أن تستفيد من ذلك، مشيرا إلى أن الحكومة الإثيوبية تراعي المصالح والرفاهية لجميع الدول التي تستفيد من النيل بطريقة صحيحة.

وهي التصريحات التي تصب في خدمة إثيوبيا، وتحرضها على المضي قدما في مماطلتها والتلاعب بالطرف المصري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …