‫الرئيسية‬ مقالات يحدث في سيسونيا المجيدة
مقالات - أكتوبر 20, 2017

يحدث في سيسونيا المجيدة

يحدث في سيسونيا المجيدة.. لما كان “نيرون” يحرق روما كان خالد صلاح يرقص أمام فرقة الطبالين وهو يهتف للطاغية الفاسد الحارق القاتل الهادم: كمل علشان_تبنيها.

لما قرر “كاليجولا” التفريط في تيران وصنافير ضمن صفقته الشهيرة لاقتناء القمر، اعترض النبيل الدكروري قائلا للإمبراطور: روما مش عزبة، حينها أصدر مجلس “الأشخاص الاجتماعيين جدا” قرارا بتحويل اسم روما إلى “إقطاعية ساكسونيا المجيدة”، ونقل العاصمة إلى “العزبة الإدارية الجديدة”.

اعتاد الناس في إقطاعية “سيسونيا” على العجب العجاب، التخريب يسمونه بناء، والخيانة تسمى وطنية، والنهب يسمى الإصلاح الجريء، والغبي هناك يمكنه أن يسمي نفسه “طبيب الفلاسفة”.

يتفاخر الإعلام في “سيسونيا المجيدة” بتحقيق إنجاز دستوري كبير في المساواة وإتاحة الفرص للجميع، حيث أثبتت سيسونيا بالتجربة الواقعية أن الحمار يمكن أن يكون رئيسا، حسب تعبير شائع يتردد كثيرا على ألسنة المذيعين السيسونيين.

لما كانت هناك مقاطعة قديمة سيئة السمعة في ألمانيا تحمل اسم “ساكسونيا”، فقد حرص رئيس البرلمان السيسوني المجيد على التفرقة بين عظمة بلاده، وبين الإمارة الإقطاعية القديمة التي كان يتفشى فيها ظلم الحكام عن طريق استخدام تشريعات منحرفة توظف القانون لصالح الأمراء دائما وضد الشعب دائما، وقال “عبد المال”: في ساكسونيا القديمة كان الفقير إذا ارتكب جريمة يجلدونه أو يقطعون رقبته، بينما إذا ارتكبها أحد النبلاء فإنهم يعاقبون ظله.. بالجلد أو حتى الشنق، لكننا في “سيسونيا المجيدة” لا نلجأ إلى مثل هذا الخداع ولا نعاقب الظل، لأننا نعرف أن الإنسان إنسان والظل مجرد ظل، ولذلك نهتم بمعاقبة البشر فقط.

وعندما سئل صانع التشريعات السيسونية المجيدة عن أمثلة للتطور القانوني في بلاده قال:

نحن دولة شفافة والأمثلة واضحة للجميع، فمثلا إذا أجرم مصطفى بكري.. هدمنا منزل سليمان الحكيم، وإذا خالف السيسي الدستور حاكمنا يحيى القزاز.

(استمارة)
النقاط المتعددة في نهاية المقال، تشير إلى أن الفقرة مفتوحة، والحكيم والقزاز مجرد أمثلة تفرضها اللحظة، لكن قائمة الإنجازات السيسونية طويلة، ولن يتمكن فرد واحد من حصرها، لأنها تتسع للوطن المنقوص وتشمل الشعب المنبوذ، وأنا شخصيا أتذكر حالات أفدح، منها مثلا: عند الإمساك بنظام فاسد يقيلون المحتسب هشام جنينة، وعند ضبط رئيس يفرط يستبعدون القاضي يحيى الدكروري، ويحاكمون المحامي خالد علي، وعند اتهام ضابط بقتل ريجيني تتم تصفية خمسة مواطنين، وأترك لكل مصري يعيش في ظل “العدالة السيسونية” أن يسجل بنفسه الحالات التي يتذكرها، لنصنع منها استمارة خاصة بنا لنماذج “الحول التشريعي” و”الانحراف القانوني”.

ولعلنا الآن نكون قد تعلمنا بعضا من مفردات “اللغة السيسونية” الاحتيالية الانقلابية العجيبة، التي قد تعيننا على استنتاج المعنى الواقعي لشعار “عشان_تبنيها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …