‫الرئيسية‬ مقالات امضي “يا أبو العلا” عشان تبنيها!
مقالات - أكتوبر 17, 2017

امضي “يا أبو العلا” عشان تبنيها!

لعبة مخابراتية، وملعوب جديد من ألاعيب شيحا (العسكر)، وأذرعهم الإعلامية، لذلك من الضرورى أن يمضى أبوالعلا، ليس فقط ليتنازل عن زوجته للعمدة المتنفذ، ولا لأن الدفاتر دفاترهم، لكن لكى تبنى السجون والمعتقلات، ونوادى الضباط وفنادق العسكر، لازم تبنيها عشان منبقاش زي سوريا والعراق، وما يطنطن به إعلام مسيلمة الكذاب لخداع البسطاء والسذج!!

لكن البصمة المخابراتية فى هذه الحملة المشبوهة واضحة، فقد دفعت المخابرات بعناصرها للترويج لهذه الحملة من الأحزاب الكرتونية، وأعضاء برلمان العسكر، والإعلاميين وغيرهم على غرار ما تم فى استمارة تمرد، التى تبين من الوثائق والتسريبات التي بثتها قناة مكملين لمدير مكتب وزير دفاع الانقلاب آنذاك، المعلم عباس ترامادول، ووزيردفاع صدقي صبحي، والتي أظهرت حقيقة دور دولة الإمارات، وجهاز المخابرات الحربية، في تمويل حركة تمرد لاستخدامها فى تبريرالانقلاب العسكرى على الرئيس المنتخب محمد مرسي!

واليوم تقوم الأذرع الإعلامية للشئون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، بتسليط الضوء على توقيع حريم السلطان من الراقصات والعاهرات والساقطات وجوارى الانقلاب، ونواب برلمان العسكر، والمشخصاتية ولاعبى الكرة، ومرتزقة النظام الانقلابى على استمارة “عشان تبنيها”.

وعلى الرغم من أن قائد الانقلاب أقسم بالله العظيم ثلاثاً، أنه إذا لم يرد المصريون أن أكون رئيسًا لن أستمر ولو ثانية، وفي هذه الحالة ربنا يولي مصر الأصلح والأفضل، فلذلك جاءت الحملة لتحله قسم قائد الانقلاب، وللتأكيد على أن الشعب هو من يطالب طبيب الفلاسفة بالترشح، على طريقة مظاهرات واعتصامات عبدالناصر لرفض الديمقراطية، وقد اعترف بذلك عبد الناصر لخالد محيي الدين كما ورد في صفحة ‏350‏ من كتابه ‏(الآن أتكلم‏)‏ عن مسئوليته في تدبير أحداث أزمة مارس 1954، فقد قال عبدالناصر بصراحة إنه رتب أحداث أزمة مارس وتحديداً إضراب عمال النقل، وما لحق به من إضرابات ومظاهرات عمالية وأن ترتيب هذه الأحداث كلفه أربعة آلاف جنيه!

وكما دفعت أجهزة المخابرات جهات صحفية موالية للنظام الانقلابى، بتبنى “حملة عشان تبنيها”، وهذه الجهات هي اليوم السابع وصدى البلد والفجر، كما دفعت بعض الشخصيات المرتبطة بأجهزة المخابرات، لكى تقف خلف هذه الحملة وعلى رأس هؤلاء، أحمد أبوهشيمة فتى الانقلاب المدلل، الذى حل محل أحمد عز فى تجارة الحديد، وصاحب إمبراطوريته الإعلام، التي تبنت الحملة من بايتها، حيث انطلقت الدعوة الأولى لتدشين حملة “علشان تبنيها” من صحيفة “اليوم السابع” التابعة له، واللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي ببرلمان العسكر، ومدير الاستخبارات الحربية السابق، وأحمد الخطيب مؤسس حملة عشان تبنيها، والذى يعمل مدرساً مساعداً للعلوم السياسية في المعهد العالي للاقتصاد والعلوم السياسية، وباحثاً سياسياً لدى مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز إماراتي تابع لمؤسسة دار “الخليج” للصحافة والطباعة والنشر.

ومن هنا يتبين لنا وجه الشبه بين هذه الحملة المشبوهة، التى تديرها أجهزة المخابرات، وبين حملة تمرد ودور دولة الإمارات، ودور العقليات المخابراتية فى هذه الحملة، والتى لايهمها سوى بقاء الكرسى والزعيم الأوحد!!

والسؤال هنا لماذا كل هذه الضجة ؟،إذا كان قائد الانقلاب كرس فى يده كل سلطات الدولة، وسخر الإعلام العكاشى ليبث الأكاذيب وينشر أفلام الخيال العلمى لجنرلات عسكر كامب ديفيد، والتى كان آخرها تحديات 25 سنة خلصناها في سنة و18 شهرا، وهي العبارة التي كشفت عن عبقرية قائد الانقلاب، لأن سنة وثمانية عشر شهراً المفترض أنها تساوي عامين ونصف، إلا أن قائد الانقلاب أراد استعمال تركيبة رقمية جديدة!!

وسوف يأتى بمحلل، من نفس الفصيلة الحمدينية، وفى مسرحية هزلية ليفوز بالانتخابات ويوهم العالم بأن هناك ديمقراطية، فمامعنى أن تقوم جهات مشبوهة لحملة مشبوهة أيضاً، وتطبع استمارات وتطالب المواطنين بالتوقيع عليها، وإعلان موافقتهم على مطالبة قائد الانقلاب بأن يترشح مرة أخرى، ليتربع على كرسى الحكم أربع سنوات أخرى، ليستمر فى مسلسل تدمير الدولة، بعد أن صل حجم الدين العام إلى نصف الميزانية، وهذا يعنى ببساطة نستدين لكى نسدد الدين،لا لنأكل كما يتوهم البعض!!

وسوف يرقص هؤلاء المرتزقة، أمام اللجان ويتمايلون، وبعد ذلك يتباكون على الديمقراطية، وهم أول من ساهم فى وئدها!!

ولكن عشان تبنيها، لابد أولاً أن تبنى الإنسان، فهو أساس لأى بناء أو نهضة،لكن أين الإنسان اليوم؟ فهو إما مقتول أو معتقل أو مطارد، أو مقهور يلهث من أجل لقمة العيش وماشى جنب الحيط، وعشان تبنيها، لا بد من الفساد والمفسدين من اللصوص والحرمية وعصابة على بابا!!

عشان تبنيها لا بد أن تبنى المدارس والمصانع، وتهتم بالتعليم والبحث العلمى، بدلا من بناء السجون والمعتقلات والمشارح.

وأقول لكل من وقع الاستمارة، ياترى كم مواطن اتعالج بجهاز كفتة اللواء عبدالعاطى؟ وكم مواطن استفاد من إيرادات قناه مميش الجديدة؟ وكم مواطن سكن فى مشروع المليون وحدة سكنية؟؟ وكم واحد اسلموا الأرض فى مشروع المليون فدان؟ وبقية المشروعات التى لم يعلن عنها بسبب أهل الشر!!

ومع ذلك أقنعوا المواطن البسيط أن ارتفاع الأسعار بسبب جشع التجار، طيب وزيادة أسعار الكهرباء والمية والغاز والبنزين والمترو والدواء والتموين، جشع من ياحضرت؟؟!

حتى أن أحد هؤلاء المرتزقة كتب يقول:صوتنا لقائد الانقلاب لأنه وطنى وخلص فى عمله، ونكمل بناء وتنمية، ومش هينفع نجرب رئيس جديد الفترة دى، ومش عايزين رئيس مدنى تانى، جربناه وطلع خاين!!

وللأسف حملة “عشان تبنيها” على نفقة الدولة، والشعب مخدوع والنظام الانقلابى مصاب بمتلازمة الشيخ حسنى الكفيف، كما فى فيلم الكيت كات، مقتنع بأنه مبصر ويقود دراجته النارية فى الشوارع المزدحمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …