‫الرئيسية‬ مقالات البديل الثالث والتيار الثالث
مقالات - أكتوبر 4, 2017

البديل الثالث والتيار الثالث

بين الحين والآخر تبرز تسميات من بعض البهاليل وأتباع الأحزاب الكرتونية الفاشلة، التى لا وجود لها فى الشارع، إلا من خلال لافتة وشقة فى أحد شوارع القاهرة، ولكى تهرب من عار العلمانية، تطلق على نفسها كذبًا القوى المدنية، وعندما تسمع لأحد الحنجورين وهو يرعد ويزبد، وهو يعرض أهداف تياره، وأنهام يسعون إلى إقامة دولة مدنية، لا عسكرية ولا دينية، تظن أنك أمام تيار جارف سيكتسح الساحة، وهم الذين يتحملون وزر استدعاء العسكر للحكم، ليخلصوهم من حكم الإخوان، ظنًا منهم أن العسكر بعد أن تم استدعاؤهم وجاءوا على ظهور الدبابات سيسلمون السلطة لهؤلاء البهاليل، إلا الذين لم يدخلوا البرلمان يومًا إلا على أكتاف الإخوان!!

وقد ظهر مصطلح التيار الثالث بقوة مع بدايات ثورة يناير، وأنهم يرفضون أسلمة المجتمع على يد الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى، وفى الحقيقة يرفضون الإسلام من أساسه، كما يرفضون عسكرة الدولة على يد جنرالات العسكر.

ولكن هذا المصطلح ظهر حقيقة فى نهاية حكم المخلوع مبارك، لكن بصورة أخرى، هى لا للإخوان ولا للحزب الوطنى، وكأن نظام مبارك لا ينتمى إلى المؤسسة العسكرية، لأنهم أفسدوا الحياة السياسية فى مصر، وهم اليوم يطالبون بترشيح حسام بدراوى أمين الحزب الوطنى المنحل، كما يطالب بعضهم بترشيح أحد جنرلات كامب ديفيد من أمثال عنان وشفيق وخير الله.

ولأن التيار الثالث يتبنى العلمانية كمنهج لنظام الحكم فى مصر، رغم تعارضها مع دين وتوجهات الشعب.. فى بلد الأزهر، لذلك هذا التيار ولد ميتاً!!

والعجيب بعد أن فشل هؤلاء فى إنجاح مرشح لهم فى الجولة الأولى فى انتخابات 2012، حيث راهنوا على حمدين صباحى وقدموه على أنه مرشح الثورة، وأنه واحد منا، وبعد أن أخفق فى الجولة الأولى، طالبوا الرئيس مرسى بالتنازل له!!

واليوم يقدمون خالد على كمرشح لهم، وكمحلل للنظام الانقلابى فى الوقت نفسه!!

وفى الجولة الثانية صوتوا لصالح مرشح العسكر أحمد شفيق، لأنهم يفضلون نار العسكر على جنة الإخوان، ولكنهم أشاعوا أنهم عصروا الليمون على قلوبهم وقبلوا بمرشح الإخوان مضطرين لأكل الميتة، وبعد نجاح الرئيس محمد مرسى، بدأوا يعرقلون مسيرة الرئيس المنتخب، بزعم أن الإخوان يسعون إلى أخونة الدولة، وأنهم تخلوا عن وعودهم لشباب الثورة، واحتكروا السلطة لأنفسهم، وانتهى الأمر بتأسيس جبهة الخراب، وحركة تمرد بدعم إماراتى وتخطيط مخابراتى وشعائعات الشئون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، كما ظهر فى تسريبات المعلم عباس ترامادول التى بثتها قناة مكملين!!

وبعد الانقلاب العسكرى لم يكن لهؤلاء نصيب فى كعكة الانقلاب العسكرى، وخرجوا من مولد الانقلاب بلا حمص، وعندما حاولوا الاعتراض على قانون التظاهر، تم الزج بهم فى سجون الانقلاب، كما قام مخبر أمن الدولة عبدالرحيم على بفتح صندوقه الأسود لهم، وبث مكالمات للبرادعى وأسماء محفوظ وأحمد ماهر وغيرهم، وتم وقف برنامج الأراجوز باسم يوسف!!

وتعجب مما يروجه هؤلاء بأنهم يدافعون عن التحول الديمقراطى والدولة المدنية والعدالة الاجتماعية، وعن حق مصر فى دستور يضمن الحريات العامة والشخصية ودولة القانون وتداول السلطة، وعن انتخابات دورية نزيهة وفى مؤسسات دولة لا يطغى عليها لون حزبى أو أيديولوجى واحد، مما يبين كذب هؤلاء، أن كل ما تمنوه تم فى عهد الرئيس مرسى، فقد تمت انتخابات حرة نزيهة وجاءت ببرلمان منتخب ورئيس جمهورية منتخب لأول مرة فى تاريخ البلاد، لكنهم سرعان ما نقلبوا على نتائج الصندوق وضعوا العصا فى العجلة!!

أليست الديمقراطية التى يدافعون عنها حسب زعمهم هى التى جاءت بالرئيس مرسي، فكان فيجب على الجميع احترام تلك النتيجة وانتظار الانتخابات القادمة لإبعاد من جاءت به صناديق الاختراع، لكنهم راحوا يهزوا قائلين لو حكم الإخوان سيستمر حكمهم مائة سنة، وقاموا بالتحريض وسعوا إلى توفير غطاء سياسى لمظاهرات البلاك بلوك، وقاموا بحرق مقرات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، بل وصل الأمر إلى حصار قصر الاتحادية لإسقاط الرئيس وتشكيل مجلس رئاسى.

على أن مطلب وجود تيار ثالث لم يكن مطلب العلمانيين فقط، فقد طالب باسم خفاجى بضرورة وجود “طرف ثالث” لا يرتبط بإخوان ولا بعسكر ولا بغيرهم، قائلا: نعم: مصر في حاجة إلى تيار ثالث، لا يرتبط بإخوان ولا بعسكر ولا بغيرهم، يرتبط بالشعب فقط، يصعد عبر حماية المعتقلين وحياتهم لا عبر إعدامهم، ومن يريد التشكيك في تكون تيار ثالث بمصر، لا إخوان ولا عسكر، عبر اتهامه بعمالة الانقلاب، أو قبول بإعدام مظلومين، هو كيان بلا مبدأ.

وأخيرًا ظهر حمدين صباحى، فى أحدث طلاته، مروجًا لمشروع البديل الثالث وأنه يفرض نفسه
الآن من أكثر أى وقت مضى، لأن بناء بديل حقيقي عبر تكوين وتعزيز حزب وجبهة وشبكة اجتماعية عريضة، تسهم فيها قوى وطنية ومدنية ونزيهة، مدعوة جميعًا للتضامن والتكاتف، وتجاوز أخطاء الماضي، لرفع راية وطنية مدنية سلمية علنية شرعية ومشروعة أمام أعين المصريين، ليشيروا إليها، متخلصين من الاستسلام لواقع لا يفارق الماضي البغيض، ويراد فرضه عنوة، ومن بديلٍ زائفٍ، لا يزال يطرحه تيار ينتهك جلال الدين وقدسيته، بتوظيفه في تحصيل السلطة والثروة.

ولكن صباحي والمعدل جينيا من قبل النظام الانقلابى فقط طالب ببديل لمن ينتهك جلال وقدسيته، وتحصيل السلطة والثروة فى آن واحد، لكن لم يتحدث عن الانقلاب العسكرى الذى دمر البلاد وأذل العباد، فهو يقوم بدور المعارض للنظام الانقلابى من أجل دعم هذا النظام، ومحاولة يائسة لإيجاد غطاء سياسي وأخلاقي لفضيحة الانقلاب العسكرى، وأنها كانت ثورة شعبية، لذلك فالأطروحات الصبّاحية ستبقى مجرد أفلام هابطة مفضوحة، من خلال لعبه لدور المعارض، ولا مانع من أن يتناول بعض حبوب الشجاعة، من باب شيء لزوم الشيء!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …