‫الرئيسية‬ مقالات جاسوس في قصر الاتحادية
مقالات - سبتمبر 22, 2017

جاسوس في قصر الاتحادية

السيسي جاسوس؟!

السؤال طرح غير مرة في دوائر المتابعين والمراقبين للشأن المصري، مجرد طرحه إهانة، مجرد الاحتمال كارثة، البعض يجادل بأن هذا ضرب من التفكير التآمري، لا يصح، إلا أن الكثيرين لا يرون في أداءات الرجل السياسية بل والعسكرية، في سيناء مثلا، سوى كونه عميلا واضحا يتضاءل تراث أشرف مروان أمام منجزه في 4 سنوات..!!

إرهاصات كثيرة سبقت اتهامه الواضح بالجاسوسية، اتهامه بأنه الناجي الوحيد من طائرة البطوطي 99، التي انفجرت على السواحل الأمريكية بصاروخ أمريكي وراح ضحيتها عدد من الرتب العسكرية المصرية، بالإضافة إلى 3 علماء ذرة، فيما رفض السيسي -وفقا للرواية- الصعود إلى الطائرة وقرر البقاء في الولايات المتحدة (لأسباب شخصية)، الاتهام الذي لم يهتم –وربما لم يستطع– إعلام السيسي برده وتفنيده كما فعل من قبل مع اتهامات أقل بكثير.

زملاؤه –من رجال مبارك– أبدوا استغرابهم غير مرة لصعوده وتخطيه لرتب وقيادات عسكرية أكثر كفاءة منه ليصبح أصغر عضو –سنا ومكانة– في المجلس العسكري، ثم تخطيه للجميع أيام حكم الإخوان ليصبح وزيرا للدفاع، الأمر الذي يحتفظ بسره إلى الآن الرئيس المعزول محمد مرسي ويرفض الإفصاح عن سبب اختياره: من رشحه أو بالأحرى من فرضه؟

خدمات جليلة تم تقديمها للكيان الصهيوني منذ مجيء السيسي وحتى لحظة كتابة المقال، سواء في سيناء التي أصبحت خارج التغطية، وأطلقت يد الصهاينة فيها، ربما أكثر من الجيش المصري نفسه، الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عودة الترابين الذي استقبله نتنياهو واحتفى به التلفزيون الإسرائيلي في مشهد مخجل أمام العالم، بيع الجزيرتين لإسرائيل –حقيقة– عبر محلل صوري هم آل سعود!

الرجل –مع التحفظ– لم يخجل من الإعلان عن دعمه الكامل للكيان الصهيوني، وأنه لن يسمح أن تكون سيناء حديقة خلفية للنيل من أمن وسلامة الكيان الصهيوني، قالها غير مرة في الأمم المتحدة، ومؤخرا جاءت فلتة لسانه –وفلتات اللسان دخائل أنفس– لتفصح عن وجدان السيسي الذي لا يحمل سوى أمن المواطن الإسرائيلي دون غيره، ليس ذلك فحسب، بل إن السيسي حين خرج عن النص وتحدث على طبيعته، وجه حديثه إلى “المجتمع الإسرائيلي”، مطالبا إياهم بدعم حكومتهم، المجتمع لا الدولة، الناس لا الساسة!!

في بلادنا، وفي غيرها، لا يتحدث إلى الناس إلا من يحبهم الناس ويثقون به، ولذلك تستعين الأنظمة برجال الدين، ومشاهير الفن والرياضة، فيما تستعين الحكومة الإسرائيلية بالسيسي!!

لم تدعم إسرائيل منذ نشأتها رئيسا عربيا مثلما دعمت عبد الفتاح السيسي، ولم تتحدث بحفاوة ودفء عن مسؤول عربي مثلما فعلت معه، حتى السادات الذي وقع كامب ديفيد وأخرج مصر الدولة الرئيسة بالمنطقة من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي وقدم خدمة تاريخية جليلة للكيان الصهيوني مكنته من “الاستفراد” بخصومه في المنطقة وتحيلهم واحدا تلو الآخر إلى حلفاء، لم ينل ما ناله السيسي من تقدير لدى الصهاينة في مدة قليلة، مبارك الكنز الاستراتيجي لم يحصل بدوره على كل هذا الإطراء والمديح والدعم لدى الولايات المتحدة والحرص الشديد من جانب الصهاينة على بقائه واستمراره.

الوجود على رأس السلطة المصرية منذ كامب ديفيد إلى الآن مرهون بـ “رضا” الكيان الصهيوني ودعمه، هذا إن كنا نتحدث عن وجود “مستقر”، من هنا جاءت “عزيزي شيمون بيريز”، التي لم تنطل عليهم في تل أبيب بطبيعة الحال، ومن هنا أيضا يمكننا أن نتفهم “ركوع” رؤساء وملوك وأمراء المنطقة أمام الصهاينة وتواطؤهم الذي حام حول العمالة حتى أوشك أن يقع فيها في كثير من الأحيان، أما في حالة السيسي فنحن لسنا أمام رجل يقدم أوراق اعتماده، ليحكم ويستقر، نحن أمام “منفذ”، يتحرك بشكل ممنهج لتخريب “الحياة” المصرية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ودينيا ونفسيا، وفتح حدوده أمام أعدائه، وهو ما يتجاوز الركوع والتواطؤ إلى الانحياز والانتماء، والتفاني!

السيسي جاسوس إسرائيلي نجح في ما فشل فيه إيلي كوهين في سوريا؟، امتداد أكثر خطورة لأشرف مروان؟، ثمرة حقيقية لكامب ديفيد وما تلاها؟، كل هذا جائز، ووارد، ومحتمل، ويحمل من الشواهد والأدلة النظرية ما يستحق معه أن نجعله قيد البحث والدراسة بعيدا عن أي تآمرية، وإذا كان ذلك كذلك، فعلينا أن نبحث كم “سيسي” في المؤسسة العسكرية مكّن لهذا المتهم بالجاسوسية من الوصول إلى الحكم والاستمرار، رغم أنف المصريين، وجيشهم؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …