‫الرئيسية‬ مقالات خسائر الدولة من خوف الإخوان المغتربين
مقالات - سبتمبر 15, 2017

خسائر الدولة من خوف الإخوان المغتربين

لقد زادت الحملة القمعية لنظام السيسى على الإخوان مؤخراً، حيث اعتقل أكثر من 40 ألف منهم وأخفى المئات وقتل المئات بدم بارد كما صادر المئات من شركاتهم وجمعياتهم الخيرية ومدارسهم ومستشفياتهم.

وأدت هذه الحملة المسعورة إلى خوف كثير من الإخوان، والمحسوبيين عليهم، العامليين فى الخارج من زيارة مصر لقضاء إجازة الصيف فيها أو العودة النهائية إليها.

فكثير منهم أصبحوا يحضرون أسرهم لقضاء إجازة الصيف معهم فى دول الخليج بدل سفرهم هم لقضائها فى مصر، فأعرف أحد الأطباء الذى لم ينزل إجازة منذ سنوات ويحضر زوجته وأولاده أثناء إجازة الصيف ليقضوها معه.

بالإضافة إلى ذلك، انتقل شخص آخر هو وأسرته إلى مدينة أخرى داخل الدولة التى يعمل فيها بعد أن استأجر شقة بجوار أخت زوجته لقضاء إجازة الصيف هو وأسرته بعد أن كان يقضيها فى مصر. كما فضل أحدهم إجراء عملية جراحية فى الدولة التى يعمل فيها رغم نصيحة الكثير له بالنزول إلى مصر لإجرائها هناك. فهو مهدد بالاعتقال فور نزوله مصر، حيث زارت قوات الأمن بيته أكثر من مرة بحثاً عنه. ويوجد مدرس يعمل فى السعودية محكوم عليه بـ3 سنوات سجناً غيابياً لذلك لم ينزل لقضاء إجازة الصيف ويبحث عن فرصة للهجرة الدائمة للخارج الآن. كما انتقل شخص مصرى آخر كان يعمل فى إحدى الدول الخليجية إلى دولة خليجية أخرى بسبب هجوم السيساوية عليه واضطهادهم له فى العمل.

كما أوقف الإخوان تحويل مرتباتهم إلى مصر والاستثمار فيها خوفًا من مصادرتها أو مصادرة أى استثمارت تقوم عليها. بل قام الكثير منهم بتهريب أموالهم إلى الخارج وسحب الكثير منهم أموالهم من البنوك. لقد انتقل أحد الإخوان إلى السودان بعد أن فقد عمله فى دول الخليج وفتح مطعم فيها بسبب خوفه من الرجوع إلى مصر.

وفى السياق نفسه، يتردد الإخوان فى تحويل صدقاتهم وزكاتهم إلى مصر بسبب المخاوف الأمنية أو بسبب اعتقال أو وفاة من كان يتلقى الزكاة منهم ويوزعها على الفقراء. فقد قام ع.ع. وهو شخص من خارج الإخوان دفع الزكاة لمؤسسة قطر الخيرية لصالح فقراء اليمن بسبب تعذر إرسالها إلى مصر بسبب اعتقال الشخص الذى كان يرسل له الزكاة ليوزعها على سكان الحي.

ومما يزيد الأمر سوءًا أن النظام يعتقل ويقتل ويصادر أموال الإخوان والمتعاطفين معهم أيضًا. فنسبة ليست بالقليلة من المحسوبيين على الإخوان ليسوا بإخوان بالمفهوم الحركى والتنظيمى بل يمكن تصنيفهم على أنهم من المحبين رغم مشاركتهم الإخوان فى النسك والطقوس.

كما أن هناك نسبة كبيرة من الإخوان لم يشاركوا فى اعتصام رابعة ولم يشاركوا فى المظاهرات ضد النظام ببساطة لأنهم يعملون فى الخارج. ومع ذلك يخافون على أموالهم وأنفسهم ويترددون فى زيارة مصر مخافة الاعتقال أو القتل. فنظام السيسى لا يفرق بين الإخوان والمتعاطفين معهم ولا بين إخوان الداخل وإخوان الخارج ولا بين الإخوان العاملين فى السياسة والإخوان المشغولين بأعمالهم وهؤلاء المنهمكين فى العمل الخيرى. فكل هؤلاء عند النظام سواء وكلهم مهدد بالاعتقال والقتل والإخفاء القصرى وأموالهم واستثماراتهم جميعًا مستباحة.

وعليه فخوف الإخوان العامليين فى الخارج له تأثير سلبى على السياحة والاستثمارات وقيمة الجنيه أمام الدولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …