‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الإفتاء بما لا يرضي السلطة .. أحدث تهم النظام في مصر
أخبار وتقارير - نوفمبر 25, 2014

الإفتاء بما لا يرضي السلطة .. أحدث تهم النظام في مصر

أثار خبر اعتقال الدكتور محمود شعبان، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، مساء أمس الإثنين 24 نوفمبر، على خلفية إصداره فتوى شرعية بتحريم شراء شهادات الاستثمار في مشروع قناة السويس الجديدة، واعتبارها بمثابة الربا المحرم، جدلا كبيرا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب نشطاء ومراقبين، فإن تهمة الدكتور الداعية محمود شعبان هي الأغرب من نوعها في مصر؛ حيث اعتادت آذان المصريين على سماع تهم لمعارضي النظام، كمحاولات قلب نظام الحكم، أو الانتماء لجماعة إرهابية، إلا أنه وبعد الثالث من يوليو 2013 ظهرت تهم جديدة للدعاة والمشايخ والعلماء، ألا وهي “الإفتاء بما لا يرضي السلطات”.

وكانت الأجهزة الأمنية قد أوقفت الدكتور محمود شعبان، الليلية قبل الماضية، عقب خروجه منسحبًا من برنامج “العاشرة مساء”، على قناة «دريم2»، الذي يقدمه الإعلامي المؤيد للسلطات الحالية وائل الإبراشي، للحديث حول مقطع الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتناولته بعض وسائل الإعلام، والذي انتقد فيه شعبان تقديم الحكومة فوائد لمشتري شهادات قناة السويس الجديدة، بعد 3 أشهر من شرائهم الشهادات، بينما عائد القناة الجديدة لن يظهر قبل 4 سنوات، مؤكدا أن هذه الأموال «نصب وحرام».

وعقب الإفراج عن الدكتور محمود شعبان بعد ايقافه بساعات لعدم اتهامه في أي قضايا، عاودت الأجهزة الأمنية، مساء أمس الإثنين، القبض على الشيخ محمود شعبان مرة أخرى، عقب خروجه من أحد المساجد، بمنطقة المطرية شمالي القاهرة.

وفي تصريحات صحفية، أكدت مصادر أمنية بوزارة الداخلية، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على الدكتور محمود شعبان، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، تنفيذا لقرار النيابة العامة بضبطه وإحضاره، بعد انتشار الفيديو الذي يحرم فيه فوائد قناة السويس الجديدة.

لا مكان في مصر إلا لمشايخ السلطان
“لا مكان في مصر إلا لمشايخ السلطان” هكذا علق الشيخ محمد الأزهري إمام وخطيب بهيئة الوعظ بالأزهر، على خبر اعتقال “الدكتور محمود شعبان”.

وأكد الأزهري، في تصريحات خاصة لـ “وراء الأحداث” أن خطباء الأوقاف ووعاظ الأزهر والعلماء والمشايخ، يعانون من التضييق الشديد على ما يلقونه على المنابر، وما يفتون به للناس، منذ أحداث الثالث من يوليو وحتى اليوم.

وأوضح الأزهري، أن التضييق على العلماء والدعاه في مصر هذه الفترة بات أسوأء بكثير من التضييق عليهم في عصر مبارك؛ حيث يتم التننبيه على العلماء والمشايخ أن لا يفتوا نهائيا في أي قضايا تتعلق باعتداء الشرطة على المتظاهرين، أو ضحايا فض رابعة العدوية والنهضة، أو الظلم الذي تتعرض له الفتيات داخل السجون والمعتقلات.

وقال الأزهري” بالإضافة الى التضيق الشديد الذي نعانيه في خطبنا على المنابر؛ خشية أن يتفوه أحد الخطباء بكلمة تخالف التعليمات أو تغضب السلطات، فنحن أيضا ممنوعون من الإفتاء في أي مسألة خلافية قد تكون مرتبطة بالأوضاع السياسية في مصر حاليا من قريب أو بعيد، ونكتفي بتوجيه من يفتي بذلك إلى دار الإفتاء في القاهرة؛ للحصول على فتوى رسمية من هناك.

واختتم الأزهري كلامه قائلا “في الحقيقة الخطباء والأئمة يعانون مما تعاني منه مصر جميعا، فلا مكان إلا لمفتيي السلطان على شاشات الفضائيات، ولا حديث إلا في القضايا العامة، والخطب الموجهة من وزارة الأوقاف، والتي بدورها تراجع الخطب مع الأجهزة الأمنية، قبل أن تنزل بها للمشايخ والخطباء في إدارات الأوقاف بالمحافظات.

علماء في السجون و”ميزو” نجم فضائيات
وفي الوقت الذي تتسارع فيه الفضائيات الخاصة والعامة باستضافة “محمد نصر عبد الله” صاحب الفتاوى والتصريحات الشاذة، والشهير بــ”الشيخ ميزو”، وتقديمه على أنه نموذج للشيخ الأزهري المستنير، تعج السجون والمعتقلات بمئات العلماء من الأزاهرة والمشايخ؛ بسبب أن آرائهم السياسية لا تتوافق مع هوى السلطات الحالية، أو أن السلطات الحالية تضيق ذرعا بفتاويهم الشرعية.

أبرز هؤلاء العلماء “الدكتور عبد الله بركات” العميد السابق لكلية الدعوة والثقافة الإسلامية، والمحكوم عليه حاليا بالسجن المؤبد، بعد أن خفف من الإعدام في قضية يراها بعض المراقبين بالفضيحة، وهي “مشاركته في قطع طريق قليوب”؛ حيث يؤكد العديد من النشطاء والمراقبين أن تهمة الدكتور عبد الله بركات الحقيقية هي معارضته للسلطة الحالية، وإفتاؤه بأن نظام ما بعد 3 يوليو في مصر، هو نظام غير شرعي ومغتصب للشرعية.

كما أن وزارة الأوقاف، تعلن بشكل دوري عن توقيفها عددا من الدعاة؛ بسبب آرائهم التي تعتبرها الوزاة متشددة، أو فتاويهم المعارضة لتوجهات السلطة الحالية.

أهلا بفتاوى “اضرب في المليان”
وكما تضيق السلطة ذرعا ببعض الفتاوى المعارضة لها، ترحب في المقابل بفتاوى “اضرب في المليان” وهي الفتوى الشهيرة التي أطلقها الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، إبان فض قوات الشرطة لاعتصام رابعة العدوية، والتي سربتها أجهزة مخابراتية؛ لتبرير وإقناع الشارع المصري بأن ما قامت به قوات الشرطة آنذاك، كانت بفتوى شرعية، من قبل مفتي جمهورية سابق.

وفي مايو الماضي، اعترف أحد لواءات الشرطة، في مداخلة له على قناة الحياة الفضائية، بأن إدارات وزارة الداخلية، خاصة الأمن المركزي، يقومون بتنظيم ندوات دينية، بمعدل ندوتين كل أسبوع، بجانب خطبة الجمعة؛ لرفع الروح المعنوية للمجندين.

وقال اللواء، في مقطع الفيديو: “فيه فرق كبير انك تعلمه كآلة اضرب واعمل وانهض وتصدى، لو مش مقتنع هيؤدي هذا الدور، ولكن إذا كان مقتنعا ومؤمنا بالعمل بيكون حاجة تانية خالص، أكثر مما تتوقع” في إشارة منه إلى إقناع المجندين بضرب المتظاهرين الرافضين للسلطات الحالية بفتاوى شرعية.

فتاوى حلال في عهد مرسي، حرام في عهد السيسي.
“حلال على مرسي حرام على السيسي”، بحسب مراقبين ونشطاء لوحظ تغير بعض الفتاوى الشرعية في عهد الرئيس مرسي وفي عهد السيسي، من قبل بعض المؤسسات الرسمية كالأزهر والأوقاف، فعلى سبيل المثال اختلفت أحكام المظاهرات مرات عديدة برأي المؤسسات الدينية الرسمية بمصر.

ومن خلال البحث في الفتاوى القديمة، نجد أن الخروج على الرئيس المخلوع مبارك حرام، أصبح حلالا في عهد الرئيس مرسي، ثم عاد العلماء وحرموه في عهد المشير السيسي، وكذلك المظاهرات والكثير من القضايا الأخرى.

وبينما يعتبر المؤيدون لمواقف المؤسسات الرسمية وفتاويها تغيرا للفتوى باعتبار الحال، وهو من أبجديات الاجتهاد الشرعي، يرد المعارضون بأن الفتاوى اختلفت فقط بالنظر إلى النظام السياسي، لا الآليات أو أحوال البلاد والعباد، متهمين تلك المؤسسات بتسييس الفتوى؛ لخدمة أنظمة سياسية فقط.

ومع اقتراب موعد مظاهرات 28 نوفمبر الجاري، التي دعت إليها الجبهة السلفية؛ للخروج في تظاهرات يوم 28 نوفمبر الجاري، تم رصد فتاوى المؤسسات الدينية عن المظاهرات فى ثلاثة عصور، لثلاثة رؤساء مختلفين، هم الرئيس المخلوع حسني مبارك، و الرئيس محمد مرسي، والحالي عبد الفتاح السيسي .

واتضح من خلال البحث الطويل عن مواقف المؤسسات الرسمية، أن علماء السلطان يقفون دائمًا مع الاستبداد والحكم لمن غلب؛ بل هؤلاء المعممون دائما وأبدا على دين ملوكهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …