هل يواجه السيسي انقلابًا وشيكًا؟
تشهد الساحة المصرية السياسية تغيرات كثيرة تمثلت في عودة ظهور الوجوه القديمة التي اختفت منذ أحداث الثالث من يوليو وفي تحول كثير من مؤيدي السيسي عن دعمه خلال المرحلة المقبلة.
وأثارت تلك التغيرات أسئلة عدة في أذهان المراقبين للمشهد المصري؛ أبرزها: هل بدأت بوادر انقلاب وشيك على السيسي الذي ازدادت الأزمة المصرية اشتعالاً منذ توليه السلطة.
عوض: السيسي سيغادر قريبًا
من جهته، توقع المستشار محمد عوض، عضو حركة قضاة من أجل مصر، أن تشهد مصر يوم 28 نوفمبر الجاري “انقلابًا آخر” بقيادة الفريق صدقي صبحي وزير الدفاع على المشير عبدالفتاح السيسي.
وأرجع عوض هذا التوقع في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إلى “محاولة أنصار أحداث الثالث من يوليو القفز من سفينة السيسي قبل الغرق، وكذلك التغير الواضح في لهجة الإعلام ومعارضته بشكل وأضح”، بحسب قوله.
عكاشة: “السيسي راحل”
المذيع المعروف بعلاقاته بالمخابرات المصرية، توفيق عكاشة، كشف عن أنه سيحدث انقلاب على عبد الفتاح السيسي إذا تأخرت انتخابات البرلمان القادمة، وأن هناك خطة تحاك للتخلص منه.
وقال عكاشة على قناة “الفراعين”: “أنا قلت لكم حيحصل إيه في اليمن وحصل، وقلتلكم على اللي حيحصل في لبنان وحصل، قلت لكم اللي حيحصل في تونس وحصل، كل اللي بقوله بيحصل.. بصو إن لم تُجرَ الانتخابات البرلمانية في موعدها حتحدث خطة على السيسي وسيكون هناك انقلاب عليه”.
عزام: تخلي الداعمين الدوليين عن السيسي
ومن جانبه، قال المهندس حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط، إن إقالة تشاك هيجل، وزير الدفاع الأمريكي، من منصبه بالأمس، تأكيد لما كتبه وتحدثه عنه على مدار الأسابيع السابقة أكثر من مرة بأن هناك مؤشرات ودلائل تلوح في الأفق حول تخلي الداعمين الدوليين عن عبد الفتاح السيسي.
وأضاف عزام في تصريحات صحفية أن هذا التخلي يأتي بعد اليقين من سقوط السيسي أمام ما وصفه بثبات وتضحيات الثوار في مصر واستعصاء الثورة وصمودها على مدار ١٦ شهرًا على ما وصفه بالانقلاب وقمعه، مؤكدًا أن سقوط السيسي أصبح مسألة وقت، حسب قوله.
وذكر أن ما أسماها “التضحية بالسيسي” وتخلي الداعمين الدوليين عنه (وأهمهم البنتاجون تحت قيادة تشاك هيجل) أمر قريب، مضيفًا: “لكن الأهم بالنسبة لنا كمشاركين في الثورة المصرية وداعمين لها أن نعي أن سقوط السيسي والتضحية به لن يعني بالضرورة سقوط الانقلاب، والبنتاجون هو المسؤول عن إدارة الملف المصري منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد وحتى الآن”.
وتابع: “إقالة هيجل ليست علي خلفية ملف الانقلاب في مصر فقط، بل أيضًا بسبب خلافات أخرى داخل أجنحة الإدارة الأمريكية على مصطلح الإرهاب المطاطي، فقد تبنى هيجل سياسة مواجهة عسكرية وأمنية شاملة ضد كل ما هو إسلامي التوجه، في حين أن هناك من يرى أن توسيعها بهذا المفهوم يقود المنطقة العربية والإسلامية لمزيد من الفوضى التي لا تحقق مصالحهم أيضًا”.
وشدد نائب رئيس حزب الوسط أن أهداف ثورة ٢٥ يناير وتمكينها واستعادة المسار الديمقراطي هو ما يعني سقوط النظام الحالي، مشيرًا إلى أن الشرعية تمنح من الشعوب لا من الخارج.
واختتم: “علينا التعلم من أخطاء فبرابر ٢٠١١ وتسليم الثورة للمجلس العسكري، فلن تلدغ الثورة من جنرالات دولة مبارك مرتين، وألا نعول على شرق أو غرب، فقط نعول على الله وتضحيات الثوار، فمستقبل مصر سيكتبه أبنائها وبناتها الثائرين والمعتقلين ويرويه دماء الشهداء”.
فيشر: السيسي لن يستمر
الكاتب الأمريكي ماكس فيشر- في مقال بموقع vox.com الأمريكي- قال إن أحد الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إقصاء وزير دفاعه تشاك هيجل هي فشل الأخير في إقناع نظيره المصري بعدم عزل أول رئيس منتخب ديمقراطيًّا محمد مرسي من خلال “انقلاب”.
وكتب فيشر تعليقًا على أنباء تقديم هاجل لاستقالته بعد ضغوط من أوباما: ”فيما يتعلق بمصر، كان هيجل يقود محاولات إقناع وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بعدم عزل أول رئيس منتخب ديمقراطيًّا في انقلاب، لكنه فشل في ذلك، ومضى الانقلاب قدمًا”.
وكان عبد الفتاح السيسي على تواصل يومي مع “هيجل” لساعات هاتفيًّا قبل 3 يوليو وبعده، بحسب تصريحات سابقة للسيسي.
انتفاضة الشباب كلمة السر
ومع اقتراب يوم 28 نوفمبر، وزيادة الزخم الثوري ضد السيسي، بدأ عدد كبير من القوى الليبرالية الداعمين للانقلاب، يطلقون التصريحات الداعية للتوافق والمصالحة، بالإضافة إلى تصريحات عدد منهم المهاجمة للسيسي.
وهاجم الفنان خالد أبو النجا والدكتور محمد البرادعي والدكتور عمرو الشوبكي والناشط وائل غنيم والناشط السيناوي مسعد أبو الفجر عضو لجنة الخمسين ونجيب ساويرس وحتى الكاتب وحيد حامد والدكتور محمد أبو الغار هاجموا عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب بضراوة، وبعضهم طالبه بالرحيل، في حين طالب الناشط السياسي ياسر الهواري ضمانات من الإخوان للمصالحة.
الهواري يطلب ضمانات
ويعتبر ياسر الهواري عضو ائتلاف شباب الثورة وأحد أبرز المدافعين عن نظام السيسي فيما سبق؛ ممن كانوا يرفضون فكرة المصالحة في الماضي بين الثوار والإخوان ولكنه تراجع عن موقفة وقال نصًا: “نريد ضمانات من الإخوان لعدم تكرار نفس الأخطاء والاتفاق على شكل الدولة”.
أسماء محفوظ تدعو للم الشمل
ودعت أسماء محفوظ، أحد مؤسسي حركة شباب 6 أبريل لـ”لم شمل القوى السياسية بعيدًا عن كل من لطخت يده بالدماء”، قبل الحديث عن أي ثورة جديدة، مع ضرورة التحضير لرؤية حقيقية وأشخاص لإدارة البلد”.
وقالت محفوظ في تدوينة عبر صفحتها على “فيس بوك”، الأحد: “أي كلام عن ثورة تانية بدون التحضير لرؤية حقيقية (كاملة الأركان) مش كلام في المجمل وتحضير أشخاص لإدارة البلد، يبقى هنفضل نلف في ساقية”.
وأضافت: “في رأيي أهم حاجة ممكن نعملها هو لم شملنا من تاني بعيدًا عن كل من لطخت يده بالدماء والفساد والاتفاق على ما يجب فعله، والتنفيذ أسهل خطوة لكن على الأقل لو في أي خسائر تبقى بفايدة منبقاش بننتحر”.
محسوب يرحب بدعوة شباب الثورة
فيما رحب الدكتور محمد محسوب، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، بكل دعوات المصالحة قائلاً في تدوينة: “لو لم ينقسم الثوار ما نجح الانقلاب.. وسيسقط في اللحظة التي يستعيدون فيها اصطفافهم”.
وأضاف: “اعتقال د. محمد علي بشر بعد ساعات من توقيعه على بيان دعوة التوحد باسمه وباسم التحالف الوطني لا يعني سوى أن السلطة القمعية ترتعد من اصطفاف فصائل الثورة”.
وفي السياق ذاته أبدى الدكتور حمزة زوبع القيادي بحزب الحرية والعدالة قبولًاً مشوبًا بالحذر لتلك التصريحات؛ وقال في برنامجه “مع زوبع” إن بعض داعمي أحداث الثالث من يوليو تراجعوا عن الأمر برمته الآن بعد خطاياهم السياسية.. بل إن بعضهم استقر في قطر ورفض العودة لمصر.. وطالما أنهم قد عادوا عن خطئهم- بحسب زوبع- فلا بأس من نسيان الماضي.
“خالد أبو النجا”: سنقول ارحل قريبًا
الممثل خالد أبو النجا انتقد عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري بشدة بسبب عدم قدرته على تأمين البلاد من الهجمات الإرهابية التي تشهدها بشكل متكرر.
وقال أبو النجا تعليقًا على الفكر الأمني الذي ينتهجه عبد الفتاح السيسي: “إن لم تكن قادرًا على الحكم لا بد أن تعطي الفرصة لغيرك”.
وأضاف أبو النجا أن “الفكر الأمني يجعلهم يفكرون في إلغاء كل شيء بحجة أن البلد يتضيع، لو فكروا بهذه الطريقة ستضيع البلد بالفعل”.
وتابع أبو النجا انتقاده للسيسي: “التفكير الأمني سيهجر الناس من منازلهم في سيناء رغم أن هذا أحد حقوق الإنسان ليس من حقك أن تهجرهم بحجة تأمين البلد، لو لا تستطيع تأمين البلد بدون اغتصاب حقوق الناس هذا يعني أنك لست مناسبا لهذا المكان”.
” الشوبكي”: عزل مرسي غير شرعي
بدوره قال الكاتب والمفكر السياسي عمرو الشوبكي، في جلسة لمؤتمر معهد الشرق الأوسط: “إن عزل الرئيس محمد مرسي حدث بطريقة غير شرعية”، مؤكدًا أنّ الديمقراطية تسير في الاتجاه الخاطئ في مصر في الوقت الحالي.
“وحيد حامد”: لو الشيلة تقيلة عليك ارحل يا “سيسي”
واتفق معهم في الرأي كاتب السيناريو المعروف بعلاقته وتأييده لنظام مبارك وحيد حامد، وقال في حوار صحفي له، موجهاً حديثه للسيسي: “لو الشيلة تقيلة عليك ارحل”.
وانتقد حامد النظام، معتبرًا أنه يسير في غير الاتجاه الصحيح، والإجراءات والسياسات التي تتبعها الحكومة فاشلة ولا تحقق أي شيء بل تزيد من الفشل الموجود.
“وائل غنيم”: الثورة مستمرة
وجاء الناشط السياسي المعروف وائل غنيم بعد غياب عن المشهد الثوري ليُكرّر الجملة الشهيرة “الثورة مستمرة”.
وقال الناشط المصري وأحد أبرز وجوه “ثورة يناير” خلال قمة “رايز أب” التي نظمتها مؤسسة “فيوجن” الأميركية: “مصر ليست في الحالة التي كنا نطمح إلى أن نراها عليها… لكن هناك شيئًا ما مفاده أن التغيير يمكن أن يكون تدريجيًّا وأن الثورات عمليات مرحلية، ومن أجل هذا ينبغي أن نستمر في القتال “من أجل القيم”.
لكن من جهة أخرى، فإن ثمة مراقبين يرون أن التصعيد الإعلامي المتعمد لدعوة الجبهة السلفية في ٢٨ نوفمبر الجاري دعاية موجهة من أجهزة المخابرات تستهدف تبريد الساحة السياسية وخفض الاحتقان.
وأشار نشطاء علي موقع التواصل الاجتماعي إلى أن المقصود من تصعيد فعاليات ٢٨ نوفمبر أن يرتفع سقف طموحات الشعب المصري فيما تأتي النهاية مخيبة للآمال، فتسيطر حالة إحباط واسع على الصعيد السياسي المصري، حسب رأيهم.
وربط النشطاء ذلك التوقع بترويج الحكومة الواضح لفعاليات 28 نوفمبر بصورة مبالغ فيها، فضلاً عن نزول الجيش مرة أخري، واستمرار الداخلية في ممارساتها القمعية وسط عشرات الإحالات للنيابة العسكرية.
وأيا ما يكن، فإن الأيام الأخيرة المقبلة ستحمل إجابة وافية عن كثير من الأسئلة التي تبدو بارزة علي الساحة المصرية، فلم يعد يفصلنا عن ٢٨ نوفمبر سوى أيام.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …