‫الرئيسية‬ عرب وعالم وزارة الخزانة الأمريكية.. خنجر ترامب الذي فشل في إرهاب وتخويف أردوغان
عرب وعالم - أكتوبر 24, 2019

وزارة الخزانة الأمريكية.. خنجر ترامب الذي فشل في إرهاب وتخويف أردوغان

سواء كنت من مؤيدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو من معارضيه، تحبه أو تكرهه، لا يمكنك إلا أن تُقر بنجاح دبلوماسيته وسياسته بمفاوضة أكبر وأقوى دولتين في العالم، وتحقيق كافة أهدافه شمال سوريا، وباتفاقات وُقّعت في ساعات فقط، راهن كثيرون على فشله بل هزيمته العسكرية، لكنهم من فشلوا وانهزموا.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أنه أوعز إلى وزارتَي الخارجية والخزانة الأمريكيتين برفع العقوبات التي فُرضت على تركيا بعد عملية نبع السلام، التي شنّها الجيش التركي ضدّ تنظيم PKK/YPG الإرهابي شمالي سوريا.

خنجر العقوبات

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء، عن رفع العقوبات التي فُرضت على وزارتين وثلاثة وزراء أتراك، في 14 أكتوبر الجاري، بشكل رسمي، وجاء الإعلان عقب تصريح ترامب بأنه أوعز برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على تركيا بسبب “نبع السلام”، وذلك في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء في البيت الأبيض للتعليق على تطورات الأوضاع في سوريا.

وقال ترامب: إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة أنها ستعلن وقفًا “دائمًا” لإطلاق النار في سوريا، وأكّد انسحاب قواته من سوريا قائلاً: “آن الأوان لننسحب من سوريا، وعلى دول المنطقة مساعدة تركيا وسوريا على حفظ أمنهما”، مضيفا: “سنُبقِي عددا من القوات الأمريكية لحماية آبار النفط في المنطقة، ثم سنقرّر ما سنفعله في المستقبل”.

ولأن أردوغان يعي تمامًا أن تكون دولة قوية في عالم الأقوياء، فقد عقد اتفاقين بشأن المناطق الحدودية شرقي الفرات، في أقل من أسبوع، الأول مع أمريكا، والآخر مع روسيا، ما يدعم العملية التركية “نبع السلام” في الشمال السوري.

وأتى الاتفاق الأخير بين تركيا وروسيا، قبيل انتهاء مهلة 120 ساعة المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن، بتجميد العملية التركية التي بدأت 9 أكتوبر الجاري، ولكن مع انتهاء المهلة أمس الثلاثاء، عادت “نبع السلام” هذه المرة بمشاركة روسية، وفق اتفاق سوتشي الأخير.

وتجمّدت العملية التركية بعد سيطرتها على مدينة تل أبيض بالكامل، وصولا إلى الطريق الدولي  “m4″وكذلك ما يقرب من 100 قرية شرقي الفرات.

وفي تحليله للاتفاق، رأى المحلل السوري منير زريق، أن الاتفاق التركي الروسي الثلاثاء، بدا فرصة للجانبين لتعزيز تواجدهما في مناطق شرقي الفرات، عقب الانسحاب الأمريكي المفاجئ من المنطقة.

عودة اللاجئين

ورأى أن الاتفاق أعطى صورة مبدئية لحدود المنطقة الآمنة التي تريد تركيا إنشاءها على الحدود الشمالية لسورية، المتوقع أن تشمل رأس العين والمنطقة الممتدة حتى تل أبيض، بطول 120 كم وعمق 30 كم.

واعتبر زريق أن من مكاسب روسيا، بعد الاتفاق مع أنقرة، نجاح محاولتها بأن تفرض نفسها بديلا في المناطق التي انسحبت منها أمريكا، بل أن تستلم الملف كاملًا من واشنطن، مستفيدة من الاتفاق التركي الأمريكي بالانسحاب من المنطقة.

من جانبه، أيد المحلل العسكري والعميد السوري المتقاعد، أحمد الرحال، الأمر واعتبر أنه كان واضحا أن انسحاب نقاط التمركز الأمريكية، التي يقال عنها قواعد عسكرية لأمريكا هناك، كانت بتنسيق مع موسكو.

وأعرب الرئيس الروسي، خلال حديثه في سوتشي، عن “رضاه” عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الجانب التركي، مشيرا إلى أنه سيسهم في تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم وتخفيف العبء عن المجتمع الدولي، على حد تعبيره.

وقال أردوغان: “سنقدم على مشاريع مع أصدقائنا الروس، من شأنها تسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين”، وتابع الرئيس التركي “سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة الواقعة ضمن عملية نبع السلام التي تضم تل أبيض ورأس العين”.

وأوضح أنه سيتم إسكان مليون لاجئ سوري في المرحلة الأولى في المناطق التي ستصبح آمنة بموجب عملية “نبع السلام”، ثم مليون سوري آخر في المرحلة الثانية، مشيرا إلى أنه أطلع نظراءه المعنيين على خطط تركيا بهذا الصدد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

5 يونيو.. وما زال أحمد سعيد يحدثنا في إعلام العسكر

في مثل هذه الأيام منذ 53 عامًا كانت هزيمة نكراء وجهتها تل أبيب خلال 6 أيام لجيوش 3 دول عرب…