هل توقف تجنيد الجواسيس بعد انقلاب السيسي
صعدت روح الجاسوسة “مارسيل نينو” إلى بارئها، وهى إحدى أفراد الخلية الصهيونية بالقاهرة والتي تورطت عام 1956 فيما عُرف باسم “فضيحة لافون”، أو “عملية سوزانا”، ولم يتوقف كيان العدو الصهيوني عن دس الجواسيس في شرايين وعروق المصريين، بل وربما نجح في أن يصل بأحدهم إلى الاستيلاء على الحكم وقتل الرئيس المنتخب محمد مرسي.
“نينو” التي توفيت عن عمر ناهز 89 عامًا، كانت يهودية مصرية قبل أن تتورط في جريمة التجسس، وتُلقي السلطات المصرية القبض عليها وتعاقب بالسجن 15 عاما، ليطلق سراحها لاحقا في صفقة لتبادل الأسرى بعد هزيمة يونيو 1967.
جاسوس على عرش مصر
وفي السنوات التي تلت استيلاء جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي على السلطة عام 2013، انتقل عسكر كامب ديفيد والصهاينة من العمل معا ضمنيا إلى التعاون الصريح، وهي علاقة عززتها عمليات التقاط الصور التي تظهر السفيه السيسي مع رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو.
حتى إن ضابطًا كبيرًا سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، يدعى “زفي ماجن”، قال لموقع ميدل إيست آي: “أتمنى بالتأكيد أن ينجو السيسي من هذه الجولة من الاحتجاجات”، وأضاف “حتى لو عرّف البعض السيسي بأنه ديكتاتور تولى السلطة باستخدام القوة، فهو لاعب أكثر إيجابية من سابقيه”.
وأضافت الكاتبة أن العلاقة بين السيسي ونتنياهو ليست من نوع الانسجام المتبادل، ولكنها علاقة مصالح مشتركة. وفي عهد السيسي وصل التعاون العسكري مع إسرائيل في سيناء إلى مستويات غير مسبوقة فيما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخبارية حول تنظيم الدولة والقاعدة في سيناء كتهديد مشترك.
وفي وقت سابق، أثار التسريب الذي بثته قناة “مكملين”، سابقًا، لمكالمة هاتفية بين وزير خارجية العسكر سامح شكري، وإسحاق موخلو المحامي الشخصي لرئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو، الجدل حيث أكد خبراء أن التسريب الذي يكشف تنسيقا بين الطرفين بشأن جزيرتي تيران وصنافير، كشف أيضا عن تحول كامل عصابة السفيه السيسي من عسكريين ومدنيين إلى عملاء دون الحاجة إلى جواسيس.
الفضيحة مستمرة
وفضيحة “لافون” أو كما تسمى في إسرائيل “قضية العار”، كانت عملية سرية تهدف إلى تنفيذ سلسلة تفجيرات لأهداف مصرية وأمريكية وبريطانية في مصر، في صيف عام 1954، بهدف عرقلة انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس عبر الإيعاز بأن هذه العمليات تمت من قبل خلية مصرية.
وقد نجحت الخلية التي جندها الموساد الإسرائيلي، والتي ضمت 13 يهوديًّا مصريًّا من الإسكندرية، بتنفيذ عدة عمليات إلى أن قبض عليها في يوليو 1954، حيث تم تقديمهم للمحاكمة.
أما الخلية الصهيونية التي يديرها السيسي، والمكونة من مجلسه العسكري ووزير دفاعه وحكومته ووزرائه ومخابراته وإعلامه وبرلمانه، فإنها لا تقل خطورة عن خلية لافون، بل تفوقها خطورة؛ نظرا لنجاحها في اختراق مصر ووصول زعيم الخلية إلى سدة الرئاسة.
وفي عهد السفيه السيسي، تحولت سيناء على سبيل المثال لولاية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يفعل فيها ما يشاء، تحت سمع وبصر عصابة صبيان تل أبيب التي يقودهم السفيه السيسي، الذي لعب دورًا كبيرًا في تفريغ سيناء لصالح إسرائيل.
من جانبه، يؤكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشوري المصري سابقا، رضا فهمي، أن انصياع السفيه السيسي الكامل لإسرائيل والمشروع الصهيوني، جرأ المسئولين الإسرائيليين في الكشف عن معلومات، وأن لديهم جواسيس وعملاء داخل سيناء، وهو الأمر الذي يمثل خطورة على الأمن القومي المصري، وينذر بكارثة كبيرة، تشير إلى أن السفيه السيسي منح تفويضًا مفتوحًا لإسرائيل بالدخول والخروج من الأراضي المصرية كما تشاء.
الشاي في مصر
وقبل تجنيد السفيه السيسي واستيلائه على الحكم، بدأ نشاط الجاسوسية الصهيونية في مصر منذ وقت مبكر، قبل المؤتمر الصهيوني الأول الذي عُقد في مدينة بازل السويسرية، في 29 أغسطس 1897م، حيث بدأ تكوين الروابط والجمعيات الصهيونية في مصر منذ فبراير 1897م.
واستمرت تلك الروابط والجمعيات في العمل بحرية، دون معوقات تذكر من قبل السلطات المصرية أو البريطانية، حتى بدايات عام 1948م، وإلى جانب الحرية التي تمتعت بها هذه الجمعيات الصهيونية في مصر، وإلى جانب نشاطهم العلني، امتلك جهاز “الشاي” الصهيوني في مصر– جهاز المخابرات الصهيوني قبل قيام إسرائيل- في أربعينيات القرن الماضي، ثاني أكبر فرع له بعد الاتحاد السوفييتي.
وكان الصهاينة يقومون بنشاط سري في مصر لتهريب السلاح، وتهجير اليهود إلى فلسطين، وألقى البوليس المصري القبض بالمصادفة، في أكتوبر 1946م، على ثلاثة أشخاص حاولوا شراء 600 مسدس من أمين مخازن الأسلحة الحكومية.
وفي التحقيقات اعترفوا بأنهم كانوا ينوون تهريبها إلى العصابات الصهيونية في فلسطين، ولعل هذا النشاط السري هو ما دفع وزير الصحة المصري “نجيب إسكندر”، إلى اتهام العصابات الصهيونية بأنها وراء انتشار وباء الكوليرا في عام 1947، عن طريق تلويث مياه الشرب.
5 يونيو.. وما زال أحمد سعيد يحدثنا في إعلام العسكر
في مثل هذه الأيام منذ 53 عامًا كانت هزيمة نكراء وجهتها تل أبيب خلال 6 أيام لجيوش 3 دول عرب…