نجح في لبنان.. هل يُجدي العصيان المدني في مصر؟
بينما تمطر المصائب فوق رؤوس المصريين مع دخول الشتاء، ويزداد وحْلُ الانقلاب وطين العسكر بلة تحت أقدامهم، ولا تزال المعركة دائرة بينهم وبين جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، ومحتدمة في مواقع التواصل الاجتماعي، تواصل حشود المتظاهرين اللبنانيين الاحتجاج والتواجد بالساحات والميادين الرئيسية.
ويزداد التواجد بالساحات والميادين في لبنان، وعلى نحو كثيف عن الأيام السابقة، منذ بدء الاحتجاجات قبل 11 يوما، في حين انطلقت دعوات لإضراب عام وعصيان مدني اعتبارا من الغد الاثنين، وافتراش الطرق بغية قطعها ومنع القوات الأمنية والعسكرية من فتحها، فلماذا لا يسير المصريون على خُطى أشقائهم في لبنان؟
وتقف الكنيسة والأزهر وثلة المنتفعين من موظفي حكومة الانقلاب ضد العصيان المدني في مصر، حتى إنه مع بداية الحراك الثوري في السودان وخلع البشير، أرسل مدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل، عددًا من المسئولين الفنيين في مجالات إدارة المطارات ومحطات الكهرباء وتوزيع الوقود، التابعين لشركات الحكومة إلى السودان، للمساعدة في إدارة الأزمة وقتها التي عصفت بالمرافق الحيوية نتيجة العصيان المدني، وذلك قبل القرار بتعليقه.
ورقة الجيش
وتناقل المتظاهرون في العاصمة بيروت وعدد من المحافظات الأخرى، معلومات عن وجود نية لدى الجيش والأجهزة الأمنية، لفتح الطرق المغلقة جراء العوائق التي وضعها المحتجون، وذلك اعتبارا من صباح غد، وهو الأمر الذي انطلقت معه دعوات للاعتصام والمبيت وافتراش الطرق لمنع القوى الأمنية من فتحها.
ويعتبر المتظاهرون في لبنان أن غلق الطرق أمام حركة مرور السيارات، هو وسيلتهم للضغط على السلطة السياسية، وأن هذا الأمر يزيد من زخم التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، في سبيل تنفيذ مطالبهم التي تتركز على استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من الاختصاصيين (تكنوقراط)، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ومحاسبة مرتكبي جرائم الفساد المالي والعدوان على المال العام.
كما دعا المتظاهرون إلى الإضراب العام عن العمل في كافة مؤسسات الدولة والعصيان المدني اعتبارا من الغد، مؤكدين إصرارهم على التصعيد إلى أن يتم الاستجابة لمطالبهم.
ورفع المتظاهرون في ساحات وميادين الاعتصام أعلاما ضخمة للبنان، وقاموا بإذاعة النشيد الوطني اللبناني بصورة متكررة، كما رددوا هتافات داعمة لبلادهم والمؤسسة العسكرية، ومشيدين بتعامل قوات الجيش مع المتظاهرين والمعتصمين وعدم لجوئها إلى استعمال القوة أو العنف معهم منذ بدء التظاهرات.
ويشهد لبنان، منذ مساء 17 أكتوبر الجاري، سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة، لا سيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.
هتاكلوا مصر؟!
ويخشى السفيه السيسي من انتقال عدوى العصيان المدني إلى مصر، ومنذ إجرامه وانقلابه على الرئيس الشهيد محمد مرسي، في 30 يونيو 2013، عملت عصابة صبيان تل أبيب من خلال إدارتها للقطاعات المختلفة، على محاربة الحركة العمالية، خصوصا في شركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام.
كذلك تواطأت مع أصحاب شركات القطاع الخاص ضد الإضرابات العمالية بمختلف صورها، فصدر قانون الخدمة المدنية ولائحته التنفيذية في عامي 2016 و2018 على التوالي، واضعا جزاء الفصل للدعوة إلى الإضراب أو الانخراط فيها.
كذلك استصدرت حكومة الانقلاب من المحكمة التأديبية عدة أحكام بين عامي 2015 و2017 لتجريم الإضراب عن العمل ومنعه نهائيا، كما استصدرت من مجلس الدولة عدة فتاوى بين عامي 2017 و2019 بعدم مشروعية اللجان النقابية المستقلة التي تدعو إلى الإضراب ضد توجهات اتحاد العمال الحكومي الرسمي، فضلاً عن تقديم عمال بعض الشركات بالمحلة الكبرى والسويس والإسماعيلية للمحاكمة بتهمة الإضراب.
وأشار السفيه السيسي بنفسه إلى معارضته لتنظيم الإضرابات أكثر من مرة، كانت أولاها في عام 2014 عندما اتهم المضربين عن العمل والمطالبين بتحسين أوضاعهم بأنهم “عايزين ياكلوا مصر”، وبأنهم ينظمون فعاليات فئوية للنيل من هيبة الدولة، كذلك قال في خطاب بمناسبة عيد العمال مخاطبا موجة السخط عن الشعب بسخرية قائلاً: “كلما تتظلم أكتر اشتغل أكتر”!.
5 يونيو.. وما زال أحمد سعيد يحدثنا في إعلام العسكر
في مثل هذه الأيام منذ 53 عامًا كانت هزيمة نكراء وجهتها تل أبيب خلال 6 أيام لجيوش 3 دول عرب…