‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مغزى “التوقيت” في إعلان التطبيع الإماراتي الصهيوني وعلاقته بالانتخابات الأمريكية
أخبار وتقارير - أغسطس 15, 2020

مغزى “التوقيت” في إعلان التطبيع الإماراتي الصهيوني وعلاقته بالانتخابات الأمريكية

ابن زايد

الهرولة العربية الرسمية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني تأتي في توقيت عصيب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواجه منافسة شرسة خلال انتخابات الرئاسة المرتقبة في نوفمبر 2020م؛ وتبقى فرصه ضعيفة في الفوز بولاية ثانية أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسة بعد تفشي جائحة كورونا.

الهدف إذن من الإعلان الخميس الماضي 13 أغسطس 2020م، التوصل لاتفاق تطبيع بين الكيان الصهيوني والإمارات هو إنقاذ موقف ترامب الهش والضعيف للغاية في الانتخابات الأمريكية ومنحه نصرا شكليا ربما يسهم في تعزيز حظوظه أمام منافسة الديمقراطي؛ والدليل على ذلك أن ترامب هو الذي أعلن عن اتفاق التطبيع تحت رعايته في توظيف سياسي من أجل دعم موقفه في الانتخابات المقبلة.

دعم نتنياهو

كما يستهدف الإعلان عن التطبيع الإماراتي دعم وتعزيز موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف عموما؛ ذلك أن نتنياهو تباهي بهذه الاتفاق مع الإمارات واعتبرها برهانا على صواب المسار الذي يمضي فيه بإجبار العرب على التطبيع وفقا لقاعدة “السلام مقابل السلام” وليس “السلام مقابل الأرض” التي تبنتها القمة العربية بالرياض سنة 2002م. وبالتالي فإن اليمين المتطرف الصهيوني يؤكد أنه قادر على التوصل لاتفاقات سلام مع عواصم عربية أخرى بناء على ذلك دون التنازل عن أطماع الكيان الصهيوني ودون الثرثرة الفارغة عن حل الدولتين.

واتساقا مع هذه التوجهات جرى العصف بالأكاذيب الإماراتية التي حاولت تبرير إعلانها بالتطبيع المجاني مع الاحتلال بأنه يمنع ضم الكيان الصهيوني لأراضي الضفة الغربية، حيث أكد نتنياهو ومسئولو حكومته والراعي الأمريكي أن ما جرى الاتفاق بشأنه هو تعليق مؤقت للضم وليس وقفا نهائيا؛ الأمر الذي عرى المبررات الواهية لأبو ظبي وكشف عن ضبطها متلبسة بالفاحشة السياسية وارتكاب أعمال منافية للآداب على فراش البلطجي الصهيوني.
ويبدو أن أبو ظبي وصلت إلى مراحل متقدمة للغاية في ممارسة الدعارة السياسية داخل الإقليم وفقا لأجندة “دكرها” الصهيوني، وأنها تلذذت بالمتعة الحرام حتى سكرت، وباتت غير مدركة لأبعاد خطواتها حتى استحوذ عليها الشيطان فتلبست به وتلبس بها؛ حتى صارا كيانا واحد، وصار ولي عهده محمد بن زايد هو ذاته الشيطان متمثلا في صورة بشر.

تطبيع مجاني

التطبيع الإماراتي المجاني لم يكن مفاجئا على الإطلاق، ذلك أن رائحة العلاقة الحرام مع عشيقها الصهيوني تفوح منذ سنوات ولم تترك أبو ظبي لنفسها فرصة التراجع أو حتى التستر على هذه العلاقة المشبوهة، بل راحت تبادر بالحركات والتصريحات والغمز واللمز وكل شيء للتأكيد على مدى شغفها وعشقها للبلطجي الصهيوني. وما جرى ليس تأسيسا لعلاقة جديدة بل هو كشف الغطاء عن ممارسات فاجرة تجري سرا منذ سنوات، وإن كان الإعلان عنها يمثل اعترافا بما اغتصبه الاحتلال من فلسطين وأراضي دول عربية، وإقرارا للسارق بما سرق بما يخالف كل القوانين الدولية والشرائع السماوية.

لا يحتاج المتابع لمسار العلاقة الإماراتية الصهيونية إلى جهد كبير، ليستشعر عنصر الشعور بالنقص لدى حكّام الإمارات، تجاه الاحتلال؛ بتعظيم قدراته العلمية والبحثية، كما في الكذبة المكشوفة عن التعاون في مكافحة وباء كوفيد 19، مع التَّعَامي عن فشل الكيان الصهيوني، في إحراز نتائج مميّزة، مقارنة بدول أقلّ في القدرات والإمكانات، أو أنهم يحاولون ترويج ذلك للشعب الإماراتي الذي لم يُوقَف على رأيه، في دولةٍ تزعم إعلاءها قيم التنوير والديمقراطية والعلمانية؛ فهل سُئل الإماراتيون، وهم العرب، والمسلمون، أو استُفتوا في هذه الانعطافة الخطيرة؟!

صحيحٌ أن دولة الإمارات سعت إلى تجريع شعبها تلك الارتكابات، بالتدريج، ولكن الحدث، على الرغم من ذلك، لا يخلو من صدمةٍ وجدانية، إن لم نقل سياسية؛ لماذا يُحيَّد الشعب الإماراتي، وكأنه في نظر حكّامه شعبٌ قاصر، ولا يُسمح لأحدٍ من أبنائه، بمجرَّد الاعتراض الكلامي على التطبيع؟ هل يُعقل أن الأمر أضحى يحظى بإجماع شعبيٍّ متين؟! أم يراد قهر الشعب الإماراتي على هذه الخطوة الشيطانية من جانب شيطان العرب محمد بن زايد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …