‫الرئيسية‬ عرب وعالم مات “البغدادي”.. فهل أدرك العرب مدى جُرم أمريكا؟
عرب وعالم - أكتوبر 28, 2019

مات “البغدادي”.. فهل أدرك العرب مدى جُرم أمريكا؟

في مايو عام 2011، أعلنت أمريكا عن مقتل الشيخ أسامة لادن فى أفغانستان، فتداعى ما يُعرف بـ”تنظيم القاعدة” وانفرط عقده، بعدها بشهور قليلة نبتت فى أرض الرافدين بذور تنظيم “الدولة الإسلامية فى العراق والشام”، المعروف إعلاميًّا بـ”تنظيم داعش”، والمنسوب إليه آلاف الجرائم فى دول الربيع العربي، واليوم أعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن نهاية مسرحية “داعش” بمقتل خليفتها أبو بكر البغدادي.

ولو صدقت الأنباء المتواترة بشأن مقتل البغدادي في غارة أمريكية على إدلب، يعني ذلك أن دوره قد انتهى، مثلما انتهى قبله دور أسامة بن لادن، ودور أبي مصعب الزرقاوي، والبديل قد يكون تنظيمًا أكثر عنفا، فى الدول التى تحاول الآن هزيمة الثورة المضادة.

مصانع المخابرات

وبرأي مراقبين، فإن المخابرات الأمريكية التي أنتجت “البغدادي”، تستعد الآن لطرح النسخة الجديدة للإرهاب لتدمير العالم الإسلامي بأيدي أبنائه، فيما يعد ذلك مكسبًا انتخابيًّا للرئيس ترامب المأزوم بدعوى محاكمته وإقالته، وهو ما يعني أن المسلمين- وفي قلبهم العرب- في انتظار صناعة قطع غيار جديدة في مصانع المخابرات الأمريكية.

وبانتهاء دوره في لعبة التدمير ستختفي جثة أبو بكر البغدادي، كما اختفت جثة أسامة بن لادن؛ لأن دوره قد انتهى ويجري التجهيز لشخصية جديدة وإرهاب جديد وموقع جديد.

من جهته يقول الدكتور محمود رفعت، الخبير بالقانون الدولي والكاتب وعضو نقابة الصحفيين في بريطانيا واتحاد الكتاب الأمريكيين: “يدّعي ترامب النصر لمقتل المدعو البغدادي زعيم ما تسمى داعش، بينما داعش صناعة أمريكا وباعتراف ترامب نفسه، وقبل ذلك صنعت إدارة ريجن القاعدة.. فهل ندرك مدى جُرم أمريكا؟”.

وتابع: “الأشد منها جرمًا ذيولها بالمنطقة.. الذين أهانوا الإسلام وسخروه ودم شعوبنا وثرواتها لصنع الإرهاب خدمة لأجندات الآخر”.

وفيما يبدو أن روسيا لم تأخذ كفايتها من توظيف “البغدادي”، ورأت أن ترامب قد تسرّع ولم يراعِ مصلحة بوتين، والتي تقتضي أن يبقى شبح البغدادي هائمًا على وجهه، لتجد طائرات بوتين وصواريخه ذريعة لقتل المدنيين والسيطرة على أراضي المسلمين، سواء في سوريا أو العراق أو غيرها، مما يستلزم أن تقوم روسيا بنفسها بصناعة لعبة إرهابية أخرى، حتى تسوغ وجودها في المنطقة العربية.

ليس البغدادي!

وعلى الفور فجَّرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، اليوم الأحد، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث نقلت عن مصادر محلية في ريف محافظة إدلب قولها، إن زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي لم يقتل، أمس، في العملية الأمريكية التي أعلن الرئيس دونالد ترامب عنها رسميًا منذ ساعات.

وقالت المصادر لـ”سبوتنيك”: “البغدادي لم يكن موجودًا في بلدة باريشا شمال إدلب، حيث قامت القوات الأمريكية بعملية إنزال جوي على أطراف البلدة”.

وأضافت المصادر التي تقول “سبوتنيك” إنها كانت على اطلاع بجميع مجريات الأحداث في بلدة باريشا، أمس، التي قتل فيها البغدادي: “قوات من الجيش الأمريكي يرافقها مترجمون قاموا بالدخول باتجاه أحد المنازل والخيم في المنطقة، بعد قصف المنطقة من قبل الطيران المروحي الأمريكي بتمام الساعة 10:55 من مساء السبت”.

وتابعت “إطلاق نار كثيف شهدته المنطقة لمدة تقارب 30 دقيقة، مع استمرار الطيران المروحي في التحليق بأجواء بلدة باريشا شمالي إدلب، وأعقب ذلك قيام القوات الأمريكية بتفخيخ المنزل “الهدف” وتفجيره بشكل كامل بعد انتهاء العملية”.

وأوضحت أن “عدد الذين قُتلوا في هذه العملية بلغ 8 أشخاص، بينهم طفل و3 نساء و4 رجال”، فيما نقلت المصادر عن أشخاص مقربين من عناصر تنظيم الخوذ البيضاء الذين عاينوا الجثث تأكيدهم أن “القتلى تمت تصفيتهم بإطلاق نار مباشر، وأن سبب موتهم هو تعرضهم لطلقات متفرقة في الجسد”.

ووفقًا للمصادر قال شهود عيان: إن “المكان الذي هاجمته القوات الأمريكية يحوي نازحين سوريين قدموا إلى المنطقة منذ حوالى 6 أشهر، ولا يوجد بينهم أية أشخاص يحملون جنسيات أجنبية أو عربية، ضمن المنطقة التي تمت مهاجمتها”.

وقالت إن “أهالي بلدة باريشا تعرفوا على أشلاء الضحايا، وأكدوا أنهم يعرفونهم جميعا، ولا وجود لأي شخص غريب ضمن الجثث التي تعود لمدنيين قادمين من ريف حلب الجنوبي”.

من جهته، يعقّب الدكتور “محمد الصغير” على إعلان ترامب قتل البغدادي بالقول: “ترامب يعلن عن قتل البغدادي الذي كان سببًا في هلاك كل أرض نزل بها، وكما استطاعت أمريكا توظيف نقطة الانطلاق والبداية، اختارت وقت إسدال الستار ووضع النهاية.. الدعشنة فكرة والبغدادي وتنظيمه صورة منها، كذلك تتجلى في زعامات وحكومات اتفقت على حرب الإسلام عَمَاية أو عمالة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

5 يونيو.. وما زال أحمد سعيد يحدثنا في إعلام العسكر

في مثل هذه الأيام منذ 53 عامًا كانت هزيمة نكراء وجهتها تل أبيب خلال 6 أيام لجيوش 3 دول عرب…