“قلبي اطمأن”.. محاولة فاشلة لطمس الدور الإجرامي للإمارات فى إفشال ثورات الربيع العربى
في الوقت الذي تقتل فيه الإمارات شعوب العرب والمسلمين، عبر وسائل الحرب القذرة المباشرة في ليبيا واليمن وسوريا، وعبر تمويل المرتزقة والقتلة في مصر وتونس وغيرها من الدول العربية، بل يمتد شر الإمارات ضد مسلمي الغرب عبر التحريض عليهم وتمويل التنظيمات المضادة لائتلافات المسلمين المعترف بها. ورغم كل ذلك وفي الوقت نفسه وبتناقض تام، يطلق الإعلام الإماراتي برامج خيرية في المنطقة العربية عبر وسائل الإعلام الإماراتية التي تبتلع مليارات الدولارات في الإخراج والتنفيذ.
وهو ما يعتبره مراقبون محاولة لتجميل الوجه القبيح وغسل سمعة عيال زايد التي انكشفت وحشيتهم وعملهم المضاد ضد ثورات الربيع العربي في اليمن ومصر وليبيا وسوريا وتونس.
ويعرض برنامج “قلبي اطمأن” في رمضان الحالي للعام الثالث على التوالي، والذي يصنف ضمن برامج المساعدات والمبادرات الخيرية. لكنه يواجه انتقادات هذا العام، حيث بدأت الحلقات تثير استياء قطاع كبير من الجمهور، وذلك لاستغلال الظروف الاجتماعية للحالات بصورة غير إنسانية ولا تتفق مع القواعد المهنية، حسب وصف المتابعين، إذ يخفي مقدم البرنامج وجهه، بينما يكشف وجه حالةٍ لشاب مدمن، دون مراعاة تأثير ذلك على الشاب وعائلته.
البرنامج يموله الهلال الأحمر الإماراتي، الذي يشرف بشكل مباشر على عملية جمع التبرعات ومن ثم توزيعها، ورغم تنامي مساعي الهلال الأحمر الإماراتي لمساعدة المتضررين من حرب اليمن، فقد أثارت الحلقة غضب نشطاء يمنيين عقب إذاعة حلقة مع إحدى اللاجئات اليمنيات بالصومال.
وعبرت “انتصار البحر” في مراكب الموت، ودفعت تكلفة تذكرة النجاة 170 دولارا هربا من قصف قوات التحالف السعودي الإماراتي على قريتها الصغيرة، خلفت وراءها نجلها الشاب الكبير لعجزها عن دفع المزيد من الدولارات لإحضاره، هكذا غادرت أرض القصف والجوع والحرب نحو “الصومال، تحاول خوض حياة جديدة كلاجئة، وليس كمغتربة كما وصفها البرنامج.
خاضت انتصار كوابيس الهجرة غير الشرعية، ولكن ليس طمعا في الوصول إلى أوروبا، بل بحثا عن الحياة في الصومال، تبيع المخبوزات في الشوارع، يباغتها “غيث” ويبادلها أطراف الحديث، ثم يحوّل “غيث” حياتها الشقية إلى حياة سعيدة.
لم تشر الحلقة من قريب أو بعيد إلى أن قوات التحالف التي تضم القوات الإماراتية، تقصف قرية انتصار، من نيرانها هربت السيدة اليمنية إلى الصومال، لكن هذا ما لم يغفره الجمهور.
تشهير بمدمن
وفي حلقة “عمر جديد”، ظهر شاب على قارعة الطريق، تبدو عليه بساطة الحال وهو غير متعلم كما ذُكر في الحلقة، ظل “غيث” يدفعه للاعتراف بتعاطي المخدرات، ليعرض عليه لاحقا العلاج المجاني بإحدى مصحات علاج الإدمان، ثم العمل في محل خاص به، لم يعبأ “غيث” برفع ستر المشارك، ولا بإلحاقه الضرر المستقبلي طوال حياته بأرشفة فترة تعاطيه مدى الحياة لأجيال قادمة.
طبيب الغلابة في مصر
وأيضا، في مصر “طبيب الغلابة” هكذا يعرف الدكتور محمد مشالي، ذلك الطبيب السبعيني الذي أفنى حياته في مساعدة الفقراء، ورفض أن يرفع تسعيرة الكشف بعيادته الخاصة عن عشرة جنيهات أي أقل من دولار.
يعرف عن الدكتور مشالي قبوله الكشف على أي مريض ولو من دون مقابل، استهدف “غيث” زيارته، لم يستطع مقابلته بسهولة كما قال، حتى ادعى فريق البرنامج أن ثمة حالة طبية طارئة تطلب نزول الطبيب للشارع، عرض “غيث” على الطبيب عيادة فاخرة بمنطقة راقية بمدينة طنطا بالغربية حيث يعيش، رفض مشالي العرض وقال له إن أردت التبرع عليك أن تذهب للجمعيات الخيرية وملاجئ الأيتام.
دبلوماسية ناعمة لنظام وحشي
ويرى بعض المراقبين أن البرنامج هو دبلوماسية ناعمة لتبييض سيرة الإمارات ومشاركتها في قصف اليمن وتدخلها في الشئون الداخلية لعدد من الدول العربية، من خلال إنتاج برنامج عاطفي إنساني يلمس القلوب، لكن في الوقت نفسه، يكشف وجوه الفقراء دون الحفاظ على كرامتهم.
وبحسب متابع، فإن كل نفقات البرنامج لا يمكن أن تصل إلى ٢٥٠ مليون دولار، وهو مبلغ بسيط دفعته الإمارات لبشار الأسد مقدما بداية هذه العام حتى يفتح جبهة في إدلب.
وكانت اعتراضات قد سابقة ثارت في الفترة الأخيرة ضد أشخاص يوزعون مؤنًا غذائية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث انتقد مراقبون تصوير عمليات التوزيع واتهموا من قام بها بجرح مشاعر الفقراء.
كما شدد الشيخ الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر- العام الماضي، على عدم جواز تصوير الأطفال أو المرضى الذين يتلقون المساعدات، وعدم جواز المتاجرة بالفقراء والمحتاجين والتشديد على حفظ وصون كرامتهم.
كما أشار شيخ الأزهر إلى أن التقاط الصور للفقراء ونشرها بين الناس، مع انتفاء الحاجة الشرعية لذلك، قد يكون فيه أذى بالغ لهم، وقد قال الله عز وجل “قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى”.
ويُعرض برنامج “قلبي اطمأن” منذ 2018 عبر عدة محطات فضائية عربية، ويقدم مساعدات للفقراء والحالات الإنسانية، لكنه أثار جدلا بسبب تصويره لتلك الحالات.
الاعتداءات الإثيوبية على الجيش السوداني.. سد النهضة في الخلفية!
قال الجيش السوداني، إن اشتباكات وقعت مع قوات إثيوبية نظامية، الخميس، على خلفية محاولة مليش…