قطع مساعدات أمريكية عن إثيوبيا وعلاقته بسد النهضة والتطبيع السوداني
قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض المساعدات المالية المقدمة لإثيوبيا بمقدار نحو 100 مليون دولار لأسباب تتعلق بتعنت أديس أبابا في المفاوضات مع مصر والسودان بشأن أزمة سد النهضة، وذلك في أعقاب فشل الوساطة الأمريكية في وضع حد للعناد الإثيوبي والإصرار على استكمال بناء السد وملئه بصورة تضر بشكل واسع بدولتي المصب مصر والسودان.
وكانت وكالة رويترز قد أكدت الأربعاء 2 سبتمبر 2020م نقلًا عن مصدر بالكونجرس، خفْض الولايات المتحدة لمساعداتها المقدمة إلى إثيوبيا، بنحو 100 مليون دولار بسبب تعنتها في المفاوضات مع مصر والسودان حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وكانت مجلة “فورين بوليسي الأمريكية، قد ذكرت مساء الخميس 3 سبتمبر، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وافق على وقف مساعدات أمريكية لإثيوبيا، وذلك بسبب تعنتها في ملف سد النهضة، محل النزاع مع مصر والسودان.
وبحسب تقرير المجلة قد يؤثر القرار، على ما يصل لنحو 130 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لإثيوبيا، ويؤجج توترات جديدة في العلاقة بين واشنطن وأديس أبابا حيث تنفذ خططًا لملء السد، مشيرة إلى ان الخطوة الأمريكية تهدف إلى الضغط على إثيوبيا لتغيير موقفها بشأن السد الذي يثير خلافات كبيرة مع مصر والسودان.
ولعبت واشنطن دور الوسيط في المفاوضات الجارية بين إثيوبيا والسودان ومصر، للوصول لحل للقضايا العالقة بين الأطراف بشأن سد النهضة، لكن وبعد مفاوضات ماراثونية رفضت إثيوبيا التوقيع على صيغة اتفاق اعدتها واشنطن بالتعاون مع البنك، فيما وقعت عليها مصر بالحرف الأولى، بينما وافق السودان على مسودة الاتفاق لكنه ربط توقيعه بالتوقيع الإثيوبي لتجنب اتساع الفجوة بين الأطراف الثلاثة.
ورغم حثّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل لاتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول توربينتين في السد.
ويستبعد وليام دافيسون، المحلل بمجموعة الأزمات الدولية في تصريحات لمجلة “بلومبرج” الأمريكية أن تردع العقوبات الأمريكية أديس أبابا عن مواصلة ملء سد النهضة أو يغير موقفها المتعنت بشأن المفاوضات. ومضى يقول: “أي محاولة أمريكية للضغط على إثيوبيا بهذه الطريقة من شأنها أن تعقد تصميم أديس أبابا على عدم تقديم أي تنازلات للحد من فوائد السد”.
وفي ذات السياق، قالت نيما خورامي، المحللة بمعهد “أركتيك” الذي يقع مقره بواشنطن: “من خلال قطع المساعدات، تخاطر الولايات المتحدة بإضعاف التعاون مع إثيوبيا في حربها ضد المتطرفين الإسلاميين بمنطقة القرن الإفريقي”.
فيتسوم أريجا، السفير الإثيوبي لدى الولايات المتحدة كتب عبر حسابه على تويتر: “التعليق الأمريكي للمساعدات مؤقت. السد ملكنا وسنقوم باستكماله معًا، من خلال جهودنا. إثيوبيا سوف تسطع”. ورغم العلاقة الوطيدة التي تجمع الولايات المتحدة وإثيوبيا وتعاونهما ضد الجهاديين الصوماليين لكن واشنطن تشعر بالإحباط من عدم قدرتها على التوسط لإبرام اتفاق بشأن سد النهضة جراء تعنت أديس أبابا وفقا لرويترز.
مغزى التوقيت وعلاقته بالتطبيع
ورغم فشل الوساطة الأمريكية منذ عدة شهور إلا أن فرض العقوبات الأمريكية في أعقاب الجولة التي قام بها مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة الأسبوع الماضي من أجل حث عواصم عربية على الدخول في اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني يجعل الربط بين العقوبات الأمريكية على إثيوبيا في أعقاب المباحثات التي جرت بين بومبيو والحكومة السودانية بشأن تطبيع العلاقات مع تل أبيب هو السبب الرئيس للتحولات الأمريكية.
تفسير ذلك، أن واشنطن ترى في ضمان أمن الكيان الصهيوني ودمجها في المنطقة وضمان تفوقها على كل جيرانها أولوية أمريكية وبالتالي يبدو أن الخرطوم اشترطت انفراجة في أزمة سد النهضة من أجل الدخول في مفاوضات من أجل التطبيع مع تل أبيب وهو ما دفع الإدارة الأمريكية للضغط على أديس أبابا من أجل المصالح الصهيونية في المنطقة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …