‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير فيروس “كورونا” أم وباء “السيسي”.. لماذا فضّل المصريون البقاء في الصين؟
أخبار وتقارير - فبراير 4, 2020

فيروس “كورونا” أم وباء “السيسي”.. لماذا فضّل المصريون البقاء في الصين؟

السيسي وفيروس كورونا

هل يكون فيروس “كورونا” أرحم من التعذيب في سجون الانقلاب وعلى رأسها العقرب؟، ذلك السؤال نطرحه على 40 مصريًّا رفضوا الإجلاء من مدينة ووهان الصينية والعودة للقاهرة، وغيرهم مئات الآلاف من المصريين حتى ممن لا يمارسون السياسة، توقفوا عن زيارة مصر المنكوبة بما هو أشد من كورونا، وهو الاستبداد والفاشية والفساد والقمع.

وقال محمد البدري، سفير العسكر في الصين: إنّ الطائرة المصرية التي ستنقل المواطنين من بكين إلى القاهرة خوفًا من الإصابة بفيروس كورونا، تصل خلال ساعات، فيما رفض 40 مصريا العودة للقاهرة مفضلين البقاء في مدينة ووهان وبكين.

سنوات الظلم

ويعاني المصريون منذ سنوات من الظلم والقهر، وإهدار حقوقهم، وسلب حريتهم، وإهانة كرامتهم، واستبداد حكامهم، والاستيلاء على مقدراتهم على مر العصور، وخصوصًا في الفترة من العام 1952 حتى الآن.

وازدادت وتوحّشت بعد الانقلاب العسكري الدموي في 3 يوليو 2013 بتخطيط وترتيب من السفيه السيسي المنقلب على المسار الديمقراطي، الذي اختاره عموم المصريين بعد ثورة يناير 2011، واستولى على السلطة وهيمن عليها، بدعم الإمارات، وإسرائيل، والسعودية.

وبعد سبع سنوات من الانقلاب، تؤكد معطيات الواقع وتقارير المنظمات والمؤسسات الدولية انتقال مصر خلال هذه السنوات إلى حالة ديكتاتورية فجة، تغلق أغلب منافذ التعبير، وتخنق الفضاءات الاقتصادية والاجتماعية، في حين تحولت وعود الرفاهية إلى سراب بقيعة.

ومثلما وقر مشهد عمر سليمان في قلوب الثائرين المصريين وهو يتلو عبر التلفزيون الرسمي بيان تنحي المخلوع مبارك عن السلطة تعبيرا عن نجاح ثورة 25 يناير؛ فقد بقي مشهد السفيه السيسي وهو يتلو بيان الانقلاب على الثورة عبر التلفزيون الرسمي عالقا في أذهان الكثيرين؛ إيذانا بعهد أسود ينهي مكاسب الثورة، ويعيد تطهير مصر من آثارها وتبعاتها.

وافتتح السفيه السيسي عهده بمجازر جرت خلال مواجهة الرافضين للانقلاب، أبرزها ما حصل في فض اعتصامي رابعة والنهضة، وراح ضحيته آلاف القتلى والجرحى، ووصفته هيومن رايتس ووتش بـ”أحد أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين سلميين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث”.

وخلال السنوات السبع اللاحقة نكَّل السفيه السيسي بجماعة الإخوان المسلمين، وأودع قادتهم ونشطاءهم السجون، وحوَّلهم في وسائل إعلامه إلى مجرمين وإرهابيين قتلة، وحملهم أوزارا وآثاما كثيرة.

وأصدر القضاء أحكامًا بالإعدام على المئات منهم، وشرد آلافا من منتسبيهم في أرجاء العالم، وتحولوا من حكام لمصر إلى العدو الأول لأجهزتها العسكرية والأمنية، وتوزعوا بين المنافي والسجون.

قمع للجميع

بيد أن القمع لم يقتصر فقط على التيارات الإسلامية، رغم أنه بدأ بها، بل طال لاحقا ليبراليين ويساريين ونخبا علمانية لم تساير النظام في كل ما أراد، وامتدت لاحقا لتشمل الناشطين الذين أطلقوا ثورة يناير ضد نظام حسني مبارك عام 2011، ومن بين هؤلاء من وقفوا معه بقوة في انقلابه.

من جهته يقول الإعلامي أسامة جاويش: “لا يتمثل الرعب في مصر السيسي فقط فيما يقع يوميا من توحش وجنوح وإفقار ومعاناة، وإنما أيضا في إمكانية واحتمال أن تتردى الأمور إلى ما هو أسوأ من ذلك. ثمة احتمال بأن ترتكب في مصر هذا العام مذبحة كبيرة، بحسب ما ورد في تقرير مشروع التحذير المبكر. وبناء عليه، يتوقع البعض أن تصبح مصر الدولة الفاشلة التالية في العالم. وحينما يفشل بلد تعداد سكانه مئة مليون نسمة تقريبا، فإن العواقب ستكون وخيمة جدا، لدرجة أنها تستعصي على الوصف”.

وتابع “بعد مرور ستة أعوام على مذبحة القاهرة، تطالب مصر بحرقة بالديمقراطية. ففي غياب الديمقراطية خلال السنين السابقة منذ الانقلاب العسكري في عام 2013، أقام السيسي إمبراطورية من الأكاذيب، وبات تزوير الانتخابات هو الأصل، وشاع الاختفاء القسري والتعذيب، ولم يعد ثمة وجود لحرية الكلام والتعبير والتجمع. فبالنسبة للسيسي، يبدو أن الحرب هي السلام، والحرية هي الاسترقاق، والجهل هو القوة”.

ترسانة جهنمية

ويمارس السفيه السيسي أبشع أنواع الإقصاء لمعارضيه، بالسجن وتلفيق التهم، والإخفاء القسري، والقتل الممنهج، والإبعاد الجبري، والتشويه عبر ترسانة إعلامية جهنمية، بعد أن تمكّن من الحكم، وسيطر على كل مؤسسات الدولة المصرية بالقبضة الأمنية الحديدية، وبتغيير القيادات في كل المواقع المهمة في الدولة، بما فيها القيادات العسكرية، وإبدالهم بمن يُثبت له الولاء والانصياع لكل ما يريد!.

بل وصل الأمر بالسفيه السيسي ونظامه إلى التعذيب الممنهج للمعتقلين السياسيين في سجونه بالغة السوء التي انتشرت في ربوع مصر، وخصوصًا سجن العقرب شديد الحراسة، مما أدى إلى موت العشرات داخل الزنازين، نتيجة للإهمال الطبي، وسوء المعاملة، وكان آخرهم موت المصري الأمريكي مصطفى قاسم المسجون من العام 2013، بتهم ملفقة، وغيره كثير.

وفي المجال الاقتصادي قام السفيه السيسي بإفقار الشعب المصري، من خلال التضليل والفساد واللعب بالأرقام والمشروعات عديمة الجدوى الاقتصادية، هكذا فعلت عصابة السفيه السيسي بمصر في نحو 7 سنوات، والمحصلة فقر متزايد، واقتصاد متداع، وديون لم تشهد مثلها البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

5 يونيو.. وما زال أحمد سعيد يحدثنا في إعلام العسكر

في مثل هذه الأيام منذ 53 عامًا كانت هزيمة نكراء وجهتها تل أبيب خلال 6 أيام لجيوش 3 دول عرب…