فوز “آبي أحمد” بنوبل يُضعف موقف السيسي في قضية سد النهضة ويفيد الصهاينة
يتخوّف سياسيون ونشطاء مصريون من أن يكون الفوز الذي حققه رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” بجائزة نوبل للسلام، بمثابة “عقبةٍ وقيْدٍ” على محاولات مصر الضغط على إثيوبيا للحصول على حقوقها المائية ووقف ملء السد قبل ضمانات.
وفاز رئيس الوزراء الإثيوبي بجائزة نوبل للسلام لعام 2019 بسبب تصديه لعدة ملفات، على رأسها إفساح المجال للحريات السياسية داخل البلاد، وتهدئة الصراع الدائر مع إريتريا، ودوره في اتفاق انتقال السلطة في السودان.
وتفاوتت ردود أفعال الخبراء والنشطاء المصريين إزاء فوز “أحمد” بالجائزة، حيث انتقد بعضهم حصوله عليها في هذا التوقيت، ما سيُصبغ عليه هالة من القداسة، ويجعل أي تصعيد مصري مرفوضًا دوليًّا، فيما أشاد آخرون بما فعله مع شعبه واستحق الجائزة بموجب ذلك.
والملفت أنَّ منح “آبي أحمد” هذه الجائزة العالمية بحجة إعادة العلاقات مع إريتريا ليس سببًا مقنعًا، وإلا لمنحوا جائزة نوبل للسلام لرئيس إريتريا “أسياس أفورقي”، كما منحوا جائزة نوبل للسلام للسادات وبيغن وجيمي كارتر، الأمر الذي يطرح تساؤلًا حول السبب الحقيقي.
فإثيوبيا من أهم الدول الإفريقية التي تحظى باهتمام خاص من العدو الصهيوني، وفي العاصمة أديس أبابا يوجد أكبر مركز دراسات صهيوني منذ أكثر من ثلاثين سنة، وتعتبرها تل أبيب منصة للانطلاق إلى كل إفريقيا، لذلك يرى مراقبون أن جائزة نوبل للسلام لرئيس الوزراء الإثيوبي هذا العام بمثابة “ترضية كبيرة” للاستمرار في إكمال سد النهضة، وهو أخطر حرب مائية تواجهها مصر.
المخاوف المصرية
وقال نشطاء، منهم الأكاديمية “داليا سعودي” و”وليد الحسيني”: إن فوز رئيس الوزراء الإثيوبي سيجعل كل أفعاله، من الآن فصاعدا، “ممهورة بصك غفران، وصارت له اليد العليا في صراع بلاده مع مصر على حقوق مياه نهر النيل”.
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يحصل اليوم على جائزة نوبل للسلام لدوره في عقد مصالحة كبرى بين بلاده و إرتريا.
~~
كل أفعال آبي من الآن فصاعدا صارت ممهورة بصك غفران. و صارت له اليد العليا في صراع بلاده مع مصر على حقوق مياه نهر النيل.فماذا نحن صانعون؟ https://t.co/qBbM17tFOy
— د. داليا سُعودِي Dalia Séoudy (@DaliaTSeoudy) October 11, 2019
وقالوا: إن “مصر في موقف صعب فيما يخص أزمة مياه النيل وسد النهضة، بعدما أصبح لـ”آبي أحمد” حيثية عالمية”.
أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا في 2018 وعمره أقل من 42 عاما انجز لبلاده انجازا كبيرا بوقف الحرب مع اريتريا فحصل اليوم على جائزة نوبل للسلام .
مصر في موقف صعب فيما يخص أزمة مياة النيل وسد النهضة بعدما أصبح لأبي أحمد حيثية عالمية .
ماذا نحن فاعلون مع رجل نوبل للسلام ؟
— Waleed El Husseini (@W_ElHusseini) October 11, 2019
ودعا الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسي، ضمنًا، رئيس وزراء إثيوبيا إلى العمل على حل مشكلة سد النهضة، معتبرا أن الفهم الصحيح لجائزة نوبل للسلام هو المسئولية التي تأتي معها.
في رأيي إن الفهم الصحيح لجائزة نوبل للسلام هو المسئولية التي تأتي معها. مهمٌ هو ما بعد الحصول عليها وليس ما جرى قبلها.
— Amre Moussa (@amremoussa) October 11, 2019
أيضا د. نايل الشافعي، المقيم في أمريكا، يرى أن فوزه سيجعل دوره “واجهة محلية لمشروع سد النهضة لتكبيل مصر”، مستغربا أسباب الإعلان عن فوزه، بتحقيق السلام مع إريتريا رغم أن هذه الجهود تعرقلت.
آبي أحمد يفوز بجائزة نوبل للسلام!على ماذا؟ محاولة إقناع إرتريا بالتفريط في ميناء عصب، مدعوماً بأموال السعودية…
Posted by نايل الشافعي on Friday, October 11, 2019
كما انتقد الكاتب المقرب من السلطة “سليمان جودة”، حصول “آبى أحمد” على جائزة نوبل للسلام، بينما هو يتعنت في قضية ماء النيل مع القاهرة، ويتنكر للوعود التي قطعها على نفسه عند زيارته إلى مصر.
وقال “جودة”، في مقال كتبه بجريدة “المصري اليوم”: “السلام الذي حصل آبي أحمد على الجائزة من أجله لا يتجزأ، فلا يمكن أن يكون رئيس وزراء إثيوبيا ساعيًا بالسلام مع دول الجوار المباشر، ثم لا يسعى بالسلام نفسه مع مصر”.
مخاوف مبالغ فيه
مقابل مخاوف البعض من فوز “آبي أحمد” بنوبل وتشكيكهم في استحقاقه لها، رأي آخرون أنه يستحقها لأنه أفرج عن المعارضين في بلاده، وأعطى للعلماء حقهم، ونفذ مشروعات تفيد المواطن العادي، عكس السيسي الذي همّش العلماء واعتقل أي معارض.
المفارقة أن الإنجازات الإنسانية لحاكم أثيوبيا #ابي_احمد ـ مثل المصالحة الوطنية والإقليمية وإطلاق الحريات وترسيخ العدالة وتعزيز مدنية الدولة ـ ومنح بسببها جائزة #نوبل_للسلام هي نفسها مطالب المصريين التي وصفها نظام السيسي بالمؤامرة والخيانة وحروب الجيل الرابع وسجن من طالبوا بها !!
— جمال سلطان (@GamalSultan1) October 12, 2019
الدكتور حمدي عبد الرحمن، أستاذ الدراسات الإفريقية، يرى العكس وأنه “ربما يكون الإعلان عن فوز رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” بجائزة نوبل للسلام لعام 2019 فاتحة خير لاستقرار القرن الإفريقي ودول حوض النيل”.
د. عبد الرحمن قال، في دراسة منشورة لمركز البحوث والدراسات: “قضية سد النهضة ليست مباراة صفرية”، وهناك مياه تكفي الجميع، وكل المطلوب هو منظومة تكاملية تشمل الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، ورفض الخطاب التصعيدي الذي يدق طبول الحرب.
ضابطان سابقان في المخابرات
أحدهما #ابي_احمد #اثيوبيا حصل علي جائزة #نوبل_2019 كرمز للسلام والمصالحة الوطنية والحرية،والثاني #السيسي صار رمزًا للفساد في #مصر والعالم وصاحب سجل عالمي في قتل وإعدام وسجن مواطنيه وخاصة الشباب والصحفيين والمحامين والحقوقيين https://t.co/QFiBiS2I8O pic.twitter.com/UYqXrH9E0Y— Bahey eldin Hassan (@BaheyHassan) October 12, 2019
أيضا عالم الفضاء المصري عصام حجي أشاد بفوز “أحمد”، مؤكدا أنه يستحق الجائزة لأنه لم يهمّش علماء إثيوبيا، وأمّن احتياجات شعبه، عكس السيسي الذي همّش وخوّن العلماء، وأوصل مصر لنتائج كارثية.
حشدت إثيوبيا علماءها وأسست صرحًا يأمن إحتياجات شعبها بينما قام النظام في مصر بتهميش وتخوين العلماء وكانت النتيجة كارثة مائية حذرنا منها مرارا وتكرارا وكان يمكن تفاديها منذ ٢٠١٤ ولكن الحرب الوهمية بإسم الاستقرار أجهزت على كل شيء.
الحل ممكن.
يريت نفوق.#سد_النهضة #نوبل_السلام pic.twitter.com/cEhQ7JdDHG— د. عصام حجي (@essamheggy) October 11, 2019
كما قارن حقوقيون ونشطاء مصريون بين “آبي احمد” الذي أفرج عن كل المعتقلين، وسمح بحرية التعبير، وسعى إلى مصالحة وطنية، وبين “السيسي الذي بنى السجون وقصورا رئاسية وأعدم وسجن مواطنيه، وصار رمزًا للفساد في مصر والعالم.
#ابي_احمد في سنتين غير شكل اثيوبيا داخليا وخارجيا تصالخ مع الداخل واعاد كل المعارضين من الخارج وافرج عن السجناء السياسيين في الداخل وتصالح مع اريتريا ويستحق #نوبل_للسلام بكل جدارة..
مش عسكري دمر السياسة في مصر ودمر الاقتصاد وجوع الشعب وشغال مقاول وتاجر اراضي لا يستحق ذكر اسمه..— youssef (@YOUSSEF12965885) October 11, 2019
هل يغزو السيسي ليبيا أم يلوح بالتدخل العسكري للهروب من كوارث داخلية؟
بينما مياه النيل مهددة بشكل جدي بسبب سد النهضة وذلك لأول مرة في تاريخ مصر، ألقى عبد الفتاح…