‫الرئيسية‬ مقالات عندما يتحول الإعصار إلى “حمادة”!
مقالات - أكتوبر 28, 2019

عندما يتحول الإعصار إلى “حمادة”!

بالرغم من الكوارث التي سببتها الأمطار الغزيرة، التى هطلت على البلاد خلال الأيام الماضية، خاصة في القاهرة والإسكندرية ومدن الدلتا، وإغراق مطار القاهرة والشوارع الرئيسية، ومقتل أكثر من عشرين شخصًا غرقًا وصعقًا بالكهرباء، معظمهم من الأطفال الأبرياء.

وفى الوقت الذى تشتعل فيه النار في قلوب الآباء والأمهات لفقدانهم فلذات أكبادهم، نشرت صحيفة الشروق الموالية للانقلاب خبرا تقول فيه: “عمر خيرت يشعل العاصمة الإدارية بموسيقى “فيها حاجة حلوة”، حيث تألق الموسيقار العالمي عمر خيرت، بإحياء حفل غنائي ساهر بمناسبة مرور عامين على افتتاح منتجع “الماسة كابيتال” في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الفنان خالد زكي، والفنانة فيفي عبده، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، والدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق، بالإضافة إلى عدد من رجال السياسة والشخصيات العامة.

وأما الإعلام العكاشي فقد استضاف عددًا من أتباع مدرسة اللواء عبد العاطي، فأنكروا أنَّ هناك إعصارًا من الأساس، فقد نفى “أشرف صابر”، القائم بأعمال رئيس هيئة الأرصاد الجوية، ما تم تداوله عن “الإعصار ميديكين”، والتقرير الذي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، مرفقة صور أقمارٍ صناعية لتشكلات الإعصار فوق جنوب غرب البحر الأبيض المتوسط، قائلا: “هذا منخفض متوقع حدوثه في مثل هذه الأوقات من العام، والاختلاف فقط أنه كان أكثر عمقًا”.

وتابع “الموجود بالضبط هو عبارة عن منخفض جوي، هذا المنخفض معروف لدينا، وهو منخفض قبرص يؤثر على البلاد في مثل هذه الفصول، ولكن هذا المنخفض تعمق وامتد على غير المعتاد؛ نتيجة لما يحصل من تغييرات مناخية على المنطقة”.

وعن تقرير صحيفة “الواشنطن بوست” عن إعصار “ميديكين” قال: “ده نوع من أنواع الخيال العلمي تطلقه “ناسا” على المنطقة، وإحنا في الأرصاد سمينا المنخفض بـ”حمادة” مسميناهوش ميديكين”.

كما نشرت إحدى المطبلات لسلطة الانقلاب، وتسمى “عزة العشماوى”، عبر حسابها على “فيس بوك” تقول: “رجاء خاص أرجو عدم نشر صور المطر في الشوارع والمرافق.. صدقني أنت لو فى بلد تانى حتتحاسب حساب عسير، لأن دة بيسيء للدولة، وبيعطي صورة إنه في مشكلة كبيرة تحدث ودى مش الحقيقة، المطر في بعض الشوارع وده عادى جدا. بنروح دول أخرى بنحترم قوانينها، وأى ظواهر جوية عادية، أو كوارث تحدث لا يمكن نشرها على الفيس بوك لعدم التعرض للمساءلة القانونية”.

وبناءً عليه، حسب توجيهات الأستاذة، “لازم تطرمخ على الفساد والفضائح والجرائم التى أصبحت يومية، كما أن الكوارث المتكررة والفشل والفساد الذى ضرب بجذوره في كل مرافق الدولة، ليس هناك مشكلة في عرف الأستاذة”.

الموضوع ببساطة أن هناك مؤامرة من الفاسدين على شعب مغيب، فقد جاء في تصريحات متحدث مجلس الوزراء “هل ننفق 300 مليار جنيه لإنشاء شبكات تصريف أمطار لا تستمر إلا يومين .. ونعطل المرور؟ هل الأزمة التي تحدث يوما أو يومين سنويًّا أو كل عامين تستحق إنفاق هذا المبلغ الكبير؟”.

فماذا تنتظر عندما يمسك بالقلم جاهل، وبالبندقية مجرم، وبالسلطة خائن!، يتحول الوطن إلى غابة لا تصلح لحياة البشر.

حدث أنَّ أحد الأمراء الظالمين خطب يومًا في قومه فقال لهم: (لم يصبكم الطاعون منذ أن وليتُ عليكم).

فأجابه عجوز قائلاً: إن الله أرحم من أن يجمع علينا مصيبتين: أنت والطاعون.

فالله أرحم بالشعب من أن يجمع عليه “حمادة وبلحة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

“محمود عزت” الصابر المحتسب

 إن العبارة التي قالها شيخ المجاهدين “عمر المختار” حينما جيء به، مقيداً ب…