‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير «حيدر» يصعق «إبراهيم عيسى»: ألا تعلم أن “ابن تيمية” لم يرتكب 34 مذبحة؟
أخبار وتقارير - سبتمبر 19, 2019

«حيدر» يصعق «إبراهيم عيسى»: ألا تعلم أن “ابن تيمية” لم يرتكب 34 مذبحة؟

شنَّ الكاتب الصحفي عبد الحكيم حيدر، هجومًا لاذعًا على الصحفي العلماني الأمنجي الموالي للانقلاب، إبراهيم عيسى، منتقدًا تطاوله على رموز الإسلام مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، ودعاته مثل الإمامين ابن تيمية ومحمد متولي الشعراوي وغيرهما.

وتحت عنوان “ابن تيمية لم يقتل ابنة البلتاجي” يقول حيدر: «يطيب لإبراهيم عيسى، سعيًا وراء الشهرة، أن يرمي رموز الأمة بالطوب من أستوديوهات القنوات الفضائية، سواء من قنوات ساويرس أو “الحرّة” أخيرًا، فالرجل يعطي لكل قناةٍ مُرادَها ومطلوبها. رِجْلٌ منه في الصحافة ويدٌ في السينما، ورِجل في الدين، وشهوة حارقة لأمريكا وفضائها، ناسيا في الوقت نفسه “جيفارا”، الذي ظل خلف ظهره سنوات رمزًا وأيقونة، ورجل الأطماع التي لا تشبع، دائما يأكل الرمز ويبيع حتى الأيقونة، في شكل أحاديث دينية عن أبي بكر وعمر سنوات، أو سب متولي الشعراوي قبل أن يصل إلى سن الخامسة والعشرين، حتى اشترى أخيرا في قناة الحرّة “بلطة” لابن تيمية”.

ويتساءل حيدر «ألا يعلم إبراهيم عيسى أن ابن تيمية لم يُقدم على 34 مذبحة في مصر خلال ست سنوات، ذهب ضحيتها فوق الألفين غير المختفين قسريا، غير الآلاف المؤلفة في السجون. وجلست في حضرته، في بداية ملكه، تفرش له فرشة المظالم كأرنب تحاوره، وحينما قلت كلمة “عسكر”، هبّ فيك هبة، وزاغت عينك، تحث النظارة من دون أن تستطيع أن تلملم نفسك من الرهبة؟. بالطبع المشهد كله كان تمثيلا متفقا عليه بالورقة والقلم، كي يذبح الزعيم القادم للشعب القطّة مقدمًا”.

وراح الكاتب يطرح سؤالا آخر: «ماذا فعل ابن تيمية في أمته، بالمقارنة بما رأيته بأم عينيك ست سنوات، كنت أنت وتلامذتك من سدنته وآكلي خبزه، بلا مروءة، وبلا احترام لكلمة صحافة أو مهنية، إلى درجة أن ليلة انقلاب تركيا خرجت تزغرد فرحا، وقلت لرئيس دولة، وهو أردوغان: “اركن جنب أخوك”، تقصد جنب محمد مرسي رحمه الله؟ هل الصحافة هكذا؟ أم تلك هي مكيدة العيال الذين يعملون حتى بثقل أرواحهم مع الانقلابات في العالم من دون حتى روِية أو تفكير؟ هل بعد ذلك تبقى لك مصداقية كي تناقش أفكار ابن تيمية، والنقاش على فكرة جائز شرعا وعقلا ودينا، من دون أن تكون “سكة محراث” لطاغية يقتل شعبه في 34 مذبحة وأكثر؟.

وأضاف حيدر: «ألا تعرف أن ابن تيمية لم تتسبب فتواه في قتل ما لا يقل عن خمسين مليونا في حربين عالميتين، ودكّ ثُلث مساحة أوروبا فقط في عنفوان القرن العشرين (قرن ماركس وفرويد وجيفارا)؟ ولا قادت فتواه حروبا صليبية ما بين الشرق والغرب استمرت سنوات، ولا دمّر سورية بالبراميل المتفجرة من الطائرات، ولا هجّر عشرة ملايين سوري مات منهم الأطفال في عرض البحر، ولا جوّعت فتواه النساء في اليمن، ولا أبادت فتواه الملايين من الهنود الحمر، ولا شال تلامذته أطنان الذهب من الأمريكتين إلى خزائن إسبانيا، ولا حضّت فتواه على قتْل الغجر أو اليهود أو حرقهما؟”.

مشيرا إلى أن ابن تيمية عاش الزّط والغجر في جنبات دويلاته الإسلامية، على أيامه، بلا أذى، ومن اليهود مَن كان كاتبا أو وزيرا للخزانة أو طبيبا لخليفة أو مترجما لديوانه. وتساءل مجددا «ألا تعرف أن ابن تيمية لم يقل لحاكم “اضرب في المليان”، كما قال المفتي علي جمعة وسط مئات الضباط الذين رقصت في جوقتهم في 30/6؟».

ويختم الكاتب مقاله «صحيحٌ أن ابن تيمية لم يتزوّج، وكذلك سيد قطب، وتلك ليست مسبّة كي تسوقها للناس أنها سبب الأزمة عند الاثنين، فآلاف من الرهبان والقدّيسين لم يتزوجوا، وظلوا في “قلاياتهم” بلا قتل ولا دماء، وظلوا يزرعون النخيل والزيتون، ويضفرون الخوص والسعف لأصحاب الحوائج والفقراء، فهل صنع ابن تيمية بارودة أو قنبلة أو حرق كنيسة أو معبدا لأحد؟ بلداته استقبلت الهندي والأرمني والصقلي واليوناني والشركسي والبلقاني من قرون غابرة. وبعضهم صار حاكما، كمحمد علي وأولاده وأحفاده، بل من الطواشي والخصيان من صار له شأن ككافور الإخشيدي».

وينهي مقاله بعبارات منسوبة للإمام ابن تيمية «لك أن تعرف في النهاية أن ابن تيمية له تلك الكلمات: “الهجر الجميل: هجر بلا أذى، والصفح الجميل: صفح بلا عتاب، والصبر الجميل: صبر بلا شكوى”. اللهم أنعم علينا بصبر الرجال، وأبعدنا عن تهافت الصغار للشهرة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التفاوض مع إثيوبيا.. إيمان بالحل الدبلوماسي أم عجز عن الحل العسكري؟

تصريحات رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أمس، حول الالتزام بالحل الدبلوماسي للأزمة مع إثيو…