‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “جسدي يرتعش”.. لحظات مقاومة خاشقجي للقتلة تمزّق قلوب المحققين
أخبار وتقارير - أكتوبر 2, 2019

“جسدي يرتعش”.. لحظات مقاومة خاشقجي للقتلة تمزّق قلوب المحققين

“رعب الاستماع إلى شخص ما يُقتل والخوف في صوته، يجعل الارتعاش يسري في جسدك”، ذلك سطرٌ من شهادة أدلت بها البارونة “هلينيا كنيدي”، عضو مجلس اللوردات البريطاني، في مقابلة بثّتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، وهى من القلائل الذين استمعوا لتسجيلات اللحظات الأخيرة في حياة الصحفي السعودي الشهير جمال خاشقجي، أثناء اغتياله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول قبل عام من الآن.

وأضافت البارونة هلينيا: “ليس هناك شك في اعتقادي أن هذه العملية كانت منظمة على أعلى المستويات في المملكة، ولم تكن خارجة عن الخطة”، وقالت كينيدي: “خاشقجي سألهم: هل سأتعرض للاختطاف؟ كيف يمكن لهذا الأمر أن يحدث في سفارة؟”.

كيس الموت

شهادة البارونة “هلينيا” أكدتها شهادة أخرى أدلت بها “آنييس كالامارد”، مقررة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والمكلفة بالتحقيق في ملف اغتيال خاشقجي، عندما قالت لـ””بي بي سي”: “خاشقجي قال: هل ستفعلون ذلك معي؟ هل ستعطوني حقنة؟”.

وأشارت “كالامارد” بشأن لحظة قتل خاشقجي: “الصوت كان بعد ذلك اختناقه.. من المحتمل أنه عبْر وضع كيس بلاستيكي على رأسه”، وشددت على أنه لا يوجد أي مؤشر في القانون الدولي لاعتبار هذه الجريمة بطريقة أخرى سوى أن تكون جريمة دولة.

من جهته نشر صلاح، نجل خاشقجي، تغريدة على حسابه بموقع تويتر، قبيل أيام من الذكرى السنوية الأولى لاغتيال والده، قال فيها: “عام مضى على رحيل والدي الغالي، سعى خلاله خصوم الوطن وأعداؤه في الشرق والغرب لاستغلال قضيته- يرحمه الله- للنيل من وطني وقيادتي، لم يقبل والدي في حياته أي إساءة أو محاولة للنيل منهما”.

وأضاف صلاح: “ولن أقبل أن تستغل ذكراه وقضيته لتحقيق ذلك بعد رحيله، أكرر ما قلته سابقا، لدّي مطلق الثقة في قضاء المملكة في تحقيق العدالة كاملة بمرتكبي الجريمة النكراء، وسأكون كما كان جمال خاشقجي مخلصًا لله ثم للوطن وقيادته”.

تغريدة بالإكراه

وبدا لافتا أن التغريدة نُشرت على شكل صورة، وليست نصًّا مباشرًا مكتوبًا على الحساب، وأبدى العديد من المغردين استغرابهم من حديث نجل خاشقجي وقالوا: “ليس هناك عاقل يصدق أن كلامًا كهذا يصدر من ابن شخص لم يُدفن بعد سنة من قتله وتقطيع جسده إربًا، ولا تعلم عائلته حتى اليوم عن مكان أجزاء الجثة.. كان الله في عونكم ورحم الله متوفاكم”.

وقال ناشط سعودي، ردًّا على تغريدة نجل خاشقجي: “الله يحسن عونكم يا وليدي، بعد قتله يرغمونك على نشر مثل هذا الكلام، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. يعني أخذت صورة للورقة التي بعثوا لك بها ونشرتها أحببت أم كرهت.. يا الله كم هو موقف صعب”.

وقالت الناشطة السلطانة حليمة: “معذور.. طول ما أنت جوه عندهم لازم تقول كده وإلا تلقى نفس مصير والدك رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى”. ويُعتقد أن الجريمة جرت بطريقة بشعة، إذ لم يتم العثور على الجثة بعد، فيما تتكتم الرياض على تفاصيلها، وتنشر أنقرة من وقت لآخر تفاصيل جديدة، في ظل استمرار التحقيقات.

ولم يستطع ولي العهد محمد بن سلمان مقاومة إغراء الظهور على شبكة “سي بي إس” الأمريكية وفي برنامجها الشهير “60 دقيقة”، معتقدا أن مشاركته هذه يمكن أن تسهم في حملات تحسين صورته التي انحدرت إلى الحضيض بعد اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، في مثل هذا اليوم من العام الماضي.

ورغم ما قيل من إنه تلقّى الأسئلة مسبقًا واستعد لها وجازف بالدخول في لعبة ادعاء المصارحة والمكاشفة والشفافية، فقد خاب فأل ابن سلمان وباءت محاولاته بفشل ذريع.

أين اختفى القتلة؟

وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة حول العالم، وتسببت بتشويه صورة مملكة ابن سلمان على الساحة الدولية، بينما كشف موقع برنامج “فرونتلاين” التلفزيوني الأمريكي عن اعتراف ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لأول مرة بتحمل المسئولية عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وأوضح الموقع، في ترويج لبرنامج عن ابن سلمان، الذي تم بثه أمس 1 أكتوبر، أن الأخير اعترف لمارتن سميث، مراسل “فرونتلاين”، أن الجريمة وقعت في ظل إدارته، وأنه “يتحمل المسئولية كاملة” بموجب ذلك، إلا أنه نفى أي علم بشأن الخطة!.

وأصر “سميث” على فهم كيفية حدوث مثل تلك الجريمة الكبيرة دون علم ولي العهد، فبرر الأخير بالقول إن لديه 20 مليون مواطن، وثلاثة ملايين موظف حكومي، ورد الصحفي الأمريكي بالتساؤل عن استخدام إحدى الطائرات التابعة لحكومة المملكة، فقال ابن سلمان “لدي مسئولون ووزراء يتابعون الأمور، وهم المسئولون ولديهم الصلاحيات لفعل ذلك”!.

والسؤال المهم الآن: كيف يُعقل أن يكون ابن سلمان مسئولاً عن الجريمة النكراء ولكنه في الآن ذاته لم يكن على علم بها قبل وقوعها، مع أن رجاله الأقربين هم أدوات التخطيط والتنفيذ والتلفيق والتعمية؟.

وإذا كان هو المسئول الأول في حكم المملكة كما أوحى في حواره وسوف يحاكم الجناة مهما علت مراتبهم، فما الذي ينتظره منذ سنة كاملة؟ وأين اختفى سعود القحطاني المستشار السابق في الديوان الملكي وأحد أعوان ابن سلمان المقربين، وهو المتهم الأول بتدبير الاغتيال ويتوجب تقديمه للمحاكمة حسب مزاعم ولي العهد؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

5 يونيو.. وما زال أحمد سعيد يحدثنا في إعلام العسكر

في مثل هذه الأيام منذ 53 عامًا كانت هزيمة نكراء وجهتها تل أبيب خلال 6 أيام لجيوش 3 دول عرب…