‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تكريس صفقة القرن.. “رمضان” و”بيكا” والفتاوى الشاذة طريق المخابرات لإلهاء الشعب
أخبار وتقارير - فبراير 19, 2020

تكريس صفقة القرن.. “رمضان” و”بيكا” والفتاوى الشاذة طريق المخابرات لإلهاء الشعب

الجدار الفاصل بين مصر وغزة

عوَّدنا الانقلاب مع كل جريمة يقوم بها أن يفتعل حدثًا إعلاميًّا لإلهائنا وشغلنا عن جريمته، فالمشهد الواضح والذي يستحق الإنكار هو أن السيسي بدأ في تنفيذ مسارات صفقة القرن، ببناء الجدار العازل الثالث بين الحدود المصرية وحدود قطاع غزة، بطول 14 كلم وارتفاع 6 أمتار، في وقت تتحدث فيه أذرعه عن “موقف مصر الذي يُمسك العصا من المنتصف تجاه صفقة القرن!”.

إلهاء المهرجانات

أمَّا مشاهد الإلهاء فتعددت، وكان أبرزها فتح استاد القاهرة- الذي لا يُفتح لمشجعي كرة القدم إلا بأعداد محدودة- لمطربي المهرجانات، في حدث غير مسبوق لتسليط الضوء عليهم، ثم قنصهم من كل أجهزة الدولة، رغم أن أغانيهم التي تتضمن فجورًا ودعوات للشذوذ وزنا المحارم وشرب الخمور والحشيش موجودة في الأسواق منذ الانقلاب على الرئيس الشهيد، الآن هبَّ الجميع ليعلن الخبر السار أنه ولّى عهد “بيكا” و”شاكوش”  و”فيجو الدخلاوي”!.

يقول المستشار وليد شرابي: “في الوقت الذي شنت فيه مخابرات السيسي حملة إعلامية ممنهجة بمشاركة الإعلام المصري في إسطنبول ضد ما يسمى بمطربي المهرجانات.. بدأ السيسي ببناء الجدار العازل بين سيناء وقطاع غزة!، فاندفعت صفحات السوشيال ميديا بين مؤيد ومعارض تفاعلا مع الحملة، ونسي الجميع أن المجرم الآن يخنق غزة”.

محمد رمضان

وعلى نفس المنوال، يعيش محمد رمضان أزهى عصوره المادية والفنية، بعدما اعتبره الجيش الفنان الرسمي لـ30 يونيو، فبات الفنان المتعدد الذي يستطيع بما يملكه من معارف أن يعيد طيارًا تسبَّب في فصله لمخالفته الصريحة، والفيديو منتشر على التواصل، بل وفيديوهات الأخذ والرد من رمضان والطيار، ورغم أن مشهد الطيار كان الأخير إلا أنه وفي موجة الإلهاء بدأ تسليط الضوء عليه مجددًا، وتبنَّت اللجان الإلكترونية حملة ضده أسهم فيها عموم الشعب المصري، بل وكثير من الكارهين لفنان الانقلاب محمد رمضان الذي يتهم بالغرور والظهور السريع والانعدام الفني.

وقبل عام تحديدًا، هاجمت الجماهير الفنانة شيرين عبد الوهاب بسبب أغنيتها (ماشربتش من نيلها) التي تغنت بالسيسي، وقالت فيه كلمات تمس أنوثتها، وتزامن معها التسريبات الجنسية التي غزت مواقع التواصل على نطاق واسع، قبيل أيام من تمرير تعديلات خطيرة على الدستور المصري تمهد لبقاء “عبد الفتاح السيسي” في سدة الحكم حتى العام 2034. وكانت تلك التسريبات الإباحية لمخرج الانقلاب (50 فيديو جنسيًّا)، والذي عارض التعديلات.

الجهة التي غذت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالمقاطع الإباحية، هي المخابرات التي يرأسها عباس كامل مدير مكتب السيسي السابق، وكان الأمر رسالة تحذير لكل من تسول له نفسه الاعتراض على التعديلات، أو قيادة حراك شعبي ضد تمريرها.

فتاوى غير طبيعية

3 فتاوى مثيرة للجدل، كانت محل اهتمام الشعب المصري على مدار أسابيع، مقابل تراجع واضح لقضايا السياسة والمال على أجندة الإعلام المصري، في بلد يعاني تدهورا حادا في الأوضاع المعيشية، وأزمات سياسية وأمنية خانقة.

ومن أبرز فتاوى دار الإفتاء العسكرية، أن “مشاهدة أرطغرل ووادي الذئاب حرام شرعا، ثم إنها تستهدف كبيرة من الكبائر بل الأكبر وهي إحياء الخلافة!”.

فضلا عن اعتبار أن هتاف الأتراك في أثناء السعي “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” حرام، غير أن “الاحتفال بعيد الحب جائز”!.

المفارقة أن فتاوى الإثارة تزامنت مع بدء عبد الفتاح السيسي في تدشين الجدار بين غزة ومصر، عوضا عن ارتفاع أسعار السلع، وتفاقم حجم الدين الخارجي، وتصفية العشرات من المعتقلين العائدين من سوريا والعراق.

حتى إن بعضهم رأى في مداخلة شيخ الأزهر مع الخشت نموذجًا للإلهاء. يقول خالد المصري: “هي “كلمة حق يراد بها الإلهاء عن قضيه أخرى”، مضيفا أنه لا ينكر أن “أحمد الطيب قال كلمتين حلوين وعجبوني”، ولكنه لا ينسى أن أحمد الطيب هو من وافق على الانقلاب على شرعية د.محمد مرسى وكان ممثل الأزهر، متسائلا عنه في الدماء التي سالت في مصر والمعتقلين بالآلاف والإعدامات ظلما بالجملة.

ويرى مراقبون أن الفضائح الجنسية والتسريبات الخاصة بالحياة الشخصية، هي السلاح الأكثر تأثيرا لإلهاء الشارع المصري، والتعتيم على جرائم الانقلاب، بل وتمنح “السيسي” الدخول في صفقاته الخيانية دون أن يلمحه أحد.

ويرى المراقبون أن الانقلاب عادة ما ينجح في تلك السياسية، سواء بتسريب متعمد أو بخناقات وهمية بين إعلاميين أو رياضيين، أو فتاوى مفتعلة ينساق لها الجميع.

يقول الدكتور عصام عبد الشافي، في مسألة الإلهاء: “احذروا سياسة الإلهاء.. احذروا سياسة الإلهاء.. الانقلاب يمارس الخداع الاستراتيجي في مواجهة الثائرين.. ويجركم لقضاياه ومناطق اهتمامه بعيدًا عن القضية الرئيسية.. هدفنا واضح وقضيتنا محددة.. إسقاط الانقلاب.. لا تضيعوا وقتكم وجهدكم في قضايا فرعية.. لا تعطوه الفرصة لإلهائكم عن هدفكم وقضيتكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

خبراء: “سد النهضة” صار واقعًا بعد توقيع السيسي على اتفاق الخرطوم 2015

مجددًا الصهاينة على الخط، بعدما كشف الصحفي الإثيوبي محمد آدم على قناة “i24NEWS”…