‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بعد فشل مفاوضات سد النهضة.. العسكر للمصريين: استعدوا للري بالرش والتنقيط
أخبار وتقارير - يناير 15, 2020

بعد فشل مفاوضات سد النهضة.. العسكر للمصريين: استعدوا للري بالرش والتنقيط

سد النهضة

مع فشل مفاوضات سد النهضة وعدم قدرة نظام العسكر على مواجهة التعنت الإثيوبي، بل وعجز هذا النظام الفاشل على استقطاب السودان لتأييد حقوق مصر فى مياه النيل، أصبح العطش يهدد المصريين، وأصبح البوار هو العنوان الرئيسي لملايين الأفدنة الزراعية .

الخبراء أرجعوا فشل المفاوضات إلى عدم وجود طرف مصري لديه رؤية واضحة لحل الأزمة، مؤكدين أنه في كل جلسة مفاوضات يطرح مفاوض العسكر عروضا جديدة ومتناقضة مع تلك التى طرحها فى الجلسات السابقة، ما دفع الطرف الإثيوبي إلى التمسك بما يطرحه من حلول، وعدم الاهتمام بمفاوض العسكر الذى يمنحه بقصد أو بدون قصد الوقت الكافي للانتهاء من بناء سد النهضة، ووضع مصر أمام الأمر الواقع .

وقلَّل الخبراء من أهمية الوساطة الأمريكية ومن أية وساطة أخرى، مؤكدين أن الوساطة لن تستطيع فرض حل على كل الأطراف، خاصة فى ظل غياب الرؤية لدى مفاوض العسكر.

وقالوا إن مفاوض العسكر يعمل ضد المصلحة المصرية، فهو فى الوقت الذى يهمش الدور الفنى الذى من المفترض أن تقوم به وزارة الري، يدفع بوزارة الخارجية بحكومة الانقلاب لتصدر المشهد، وهذه الوزارة تعمل على تسييس القضية وتقديم “شو إعلامى” أكثر من عملها على طرح حلول للأزمة .

وسيط دولي

كانت وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب قد قالت، فى بيان لها، إنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق في أزمة سد النهضة الإثيوبي فسيتم الاستناد إلى المادة العاشرة من إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث بشأن السد، عام 2015، حسب مخرجات اجتماع في واشنطن في نوفمبر 2019.

وتعطي هذه المادة الحق للأطراف المعنية بتعيين وسيط دولي للمساعدة على حل الخلاف حول السد.‎

وكشف السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن أن استدراج إثيوبيا لمصر لوساطة جديدة، مع كل الاحترام لجنوب إفريقيا، هو محاولة إثيوبية لتفريغ الوساطة الأمريكية الحالية، واستدراج التفاوض لتفاوض آخر وآخر وهكذا .

وقالت خارجية الانقلاب، إن اجتماعات “سد النهضة” الإثيوبي في واشنطن شهدت في يومها الأول لقاءات مطولة ومعمقة تبحث الأسس والضوابط الفنية اللازمة للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول قواعد ملء وتشغيل السد .

وأشارت إلى أنَّه من المقرر أن تستأنف المفاوضات الفنية، الثلاثاء، على المستوى الوزاري لمراجعة وبحث نتائج المشاورات الفنية.

فى المقابل طلب رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، من رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الوساطة في مفاوضات سد النهضة؛ نظرا لأن بلاده ستتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي عام 2020 خلفا لمصر.

وقالت أديس أبابا، إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، مشيرة إلى أن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.

وكان وزير المياه والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيل، قد قال إن نظام العسكر جاء للمحادثات دون نية التوصل لاتفاق.

وكشف “بيكيل” عن أن نظام العسكر اقترح لإنهاء الأزمة مد فترة ملء خزان سد النهضة من 12 إلى 21 عامًا، مضيفًا أن حكومة بلاده لن تقبل أبدًا بذلك الاقتراح، وستمضي قدما في خطتها ببدء ملء الخزان في يوليو 2020.

آلية جديدة

من جانبه طالب مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، نظام العسكر بالبحث عن آلية جديدة، في ظل موقف إثيوبي لا يُتوقع منه بادرة خير، مؤكدا أن سد النهضة على مشارف الاكتمال، ولا يجب أن نكرر مبدأ فلسطين في إدارة مفاوضات بلا جدوى.

وقال غباشي، في تصريحات صحفية: إنه يوجد حديث عن إمكانية لجوء مصر إلى الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن حال حدوث تعثر جديد، وسط استبعاد مصري للخيار العسكري.

الخيار العسكري

وكشف سعيد صادق، أكاديمي متخصص بالعلاقات الدولية وعلم الاجتماع السياسي، عن أن هناك خيارين: إما التوصل إلى اتفاق في اجتماع واشنطن، أو التوجه إلى وساطة وتحكيم دولي، وهذا يحتاج إلى موافقة كل الأطراف. لافتا إلى أن نظام العسكر سوف يستند إلى موقف الولايات المتحدة والبنك الدولي حال تعثر المفاوضات، خاصة أن هذا الموقف من الوارد جدًا أن يلوم إثيوبيا، وهو ما سيكون له تأثير إعلامي وسياسي دولي قوي.

وأضاف أنَّ “موقف إثيوبيا في هذه الحالة سيكون محرجا، خاصة مع واشنطن، أكبر الداعمين الاقتصاديين لها، وستقع في أزمة مع التحرك الدولي لمصر وإمكانية إعلان جهات دولية ممولة للسد وقف أية منح، بل وفرض عقوبات من الأمم المتحدة على أديس أبابا”، بحسب تقديره.

وشدد صادق على أن الخيار العسكري مستبعد رسميًا من الجانبين لأسباب كثيرة مرتبطة بتداعياته السلبية. مرجحا إمكانية سحب برلمان العسكر لشرعية منحها سابقًا للاتفاق الإطاري حول السد، مشككا فيما ذهب إليه مراقبون من احتمال أن ترد إثيوبيا بالتنصل من التزاماتها بموجب الاتفاق.

وأكد صادق أن التلويح بسحب اعتراف برلمان العسكر بالاتفاق يبقى في النهاية ضغطا دبلوماسيا سيتماشى مع سعي مصر الدائم لإيجاد موقف دولي مساند، مستبعدًا دخول مصر في أية اتفاقيات جديدة للمياه، في إشارة إلى اتفاقية عنتيبي.

3 احتمالات

وقال الدكتور محمد نصر علام الدين، وزير الري الأسبق، إنه توجد ثلاثة احتمالات للحل، أولا هو طلب أمريكا من الأطراف الثلاثة إبداء مرونة زائدة للاتفاق على النقاط العالقة، أو مد فترة المفاوضات لمدة شهر أو أسبوعين”.

وأشار علام، في تصريحات صحفية، إلى أن الاحتمال الثالث هو إعلان فشل المفاوضات ودخول واشنطن كوسيط لمدة شهرين لحل النقاط العالقة، وهي لن تسمح بفشل المفاوضات.

وقال الدكتور هاني توفيق، خبير اقتصادي: إنه بغض النظر عن نتيجة المفاوضات بخصوص سد النهضة، فإنه حان وقت تحويل الري بالغمر، والذى انتهى من العالم كله إلى وسائل رى حديثة مثل التنقيط والرش .

وأضاف توفيق، فى تصريحات صحفية، أنه يجب على وزارة التخطيط بحكومة العسكر وضع تغيير وتحديث وسائل وأدوات وأجهزة الرى على رأس قائمة أولويات الإنفاق الحكومى فى السنوات القادمة، وتأتى قبل بنود الطرق والكبارى والمدن.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن مصر دخلت بالفعل فى مرحلة الشح المائى الأدنى مرتبة من الفقر المائى، و٧٠٪ من موارد مصر المائية توجه للزراعة وليس الاستهلاك المنزلى كما يظن البعض، مؤكدا أن المسألة أصبحت حياة أو موتا، وليست رفاهية نؤجل مواجهتها من سنة لأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعد عودتها من الخليج.. العمالة المصرية بين نارين: كورونا والسيسي

تواجه العمالة المصرية العائدة من الخليج، بعد تسريحها، جحيم قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح…