بعد تهديدات الملك الأردني بصدام كبير.. صدمة في دولة الاحتلال والتزام الصمت
تسود الأوساط الصهيونية حالة من الصدمة والصمت الكبير في أعقاب التهديدات التي أطلقها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بتوقع حدوث صدام كبير إذا أقدمت حكومة الاحتلال الصهيوني على ضم الضفة الغربية والمستوطنات وغور الأردن للسيادة الإسرائيلية، وهي التهديدات التي نشرتها مجلة دير شبيجل الألمانية في حوار مع الملك الأردني قبل يومين.
وتناولت الصحافة الإسرائيلية باهتمام بالغ تهديدات العاهل الأردني، التي حذر فيه الاحتلال الإسرائيلي من الإقدام على خطوة ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة.
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، في خبرها الرئيس اليوم: “صمت في إسرائيل”، بعد نشر المقابلة التي منحها ملك الأردن يوم الجمعة لصحيفة “دير شبيجل” الألمانية، وهدد فيها بأنه في حال نفذت إسرائيل وعدها بضم مناطق في الضفة وغور الأردن، فسيؤدي الأمر لصدام كبير”.
ووفقا لترجمة موقع “عربي 21″، ركزت الصحيفة على السؤال: هل سيؤدي الأمر إلى إلغاء اتفاق السلام بين “تل أبيب وعمان؟”، والذي رد عليه الملك بقوله: “لا أريد أن أهدد وأخلق أجواء خلاف، لكننا ندرس كل الإمكانيات”.
أما صحيفة “معاريف” فتناولت الرد الأمريكي على سؤال الصحفيين حول منح واشنطن “إسرائيل” الإذن بضم الضفة والغور، وقالت الناطقة بلسان الوزارة مورغن أورتيغوس، في ختام زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى “تل أبيب”، الأربعاء الماضي: “الوزير أوضح أن الضم هو قرار إسرائيلي، ونحن نعتقد أن على هذه المباحثات أن تكون جزءا من رؤيا الرئيس دونالد ترامب للسلام وضمن المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين”.
وتناولت افتتاحية صحيفة “هآرتس” اليوم، التصريح السابق للملك عبد الله الذي أكد فيه أن العلاقة مع “إسرائيل” في “الدرك الأسفل”، منوها إلى أنه رفض تجديد اتفاق تأجير أرض الغمر والباقورة.
ورأت الصحيفة في تصريحات الملك، أنها “تذكير هام لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولمؤيدي الضم الذين يحيطون به، ممن ينثرون الرمال في عيون الجمهور الإسرائيلي، وكأن استعداد أمريكا للاعتراف بسيادة إسرائيل على المستوطنات، هو بوليصة تأمين تاريخية لتنفيذ اختطاف سياسي من طرف واحد، دون دفع الثمن ودون المخاطرة”.
وأضافت: “يدور الحديث عن سكرة قوة خطيرة، فالاتحاد الأوروبي بحث أول أمس في تبني عقوبات ضد ضم إسرائيلي، اذا ما اتخذت إجراءات من طرف واحد تتعارض والقانون الدولي”.
سيناريوهات متشائمة
وفي تفسير لتهديدات العاهل الأردني، اعتبرت شخصيات أردنية ضم الأغوار تهديدا حقيقيًا للأمن القومي الأردني، وخطوة إسرائيلية لقطع التواصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية، ما سيلحق ضررا بالمصالح الأردنية من خلال قطع الطريق على أي محاولة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس، وبالتالي عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ويرى الخبير العسكري، اللواء الطيار المتقاعد الدكتور مأمون أبو نوار، أنه “لا يوجد خيار أمام الأردن سوى إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل في حال ما ضمت الأغوار والمستوطنات والقدس، الموقف الأردني صعب جدا، عملية الضم بمثابة إعلان حرب على الأردن، دون الإفصاح عن ذلك من خلال تهديد الأمن القومي الأردني”.
ويضيف “أتوقع أن الأفضل للأردن إعلان إنهاء اتفاقية وادي عربة، ويترتب على ذلك إلغاء جميع الالتزامات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، الأردن موقعه الجيوسياسي استراتيجي في المنطقة، فالتبرير الإسرائيلي أن حاجتها لغور الأردن لوضع أجهزة إنذار مبكر غير دقيق، كون إيران والحوثيين قادرين على ضرب عمق إسرائيل بصواريخ الكروز دون أن تستطيع أن توقف ذلك”. وتوقع الخبير العسكري، سيناريو حل السلطة الفلسطينية وإلغاء اتفاقية أوسلو، حال ضمت دولة الاحتلال أراضي الضفة.
الخبير في الشئون الإسرائيلية، أيمن الحنيطي، قال لـ”عربي21″: إن “الضم أصبح أمرا واقعا، بعد الاتفاق الثنائي بين نتنياهو وغانتس، ومن المتوقع تنفيذه في بداية شهر تموز، لكن هنالك موقف مبهم من قبل بعض أعضاء الحكومة المحسوبين على غانتس، هناك وزيران من حزب العمل موقفهما مؤيد لحل الدولتين، هما وزير الاقتصاد والصناعة عمير بيرتس، ووزير الرفاه والخدمات الاجتماعية، إيتسيك شمولي”، مستبعدا أن يكون لهما تأثير حقيقي على ملف ضم الأغوار.
وقدمت وثيقة إسرائيلية حديثة نظرة متشائمة لخطة الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة غور الأردن، والآثار المترتبة عليها، واعتبرتها تحديا مركزيا لـ”لأمن القومي الإسرائيلي”.
وقالت الوثيقة الصادرة عن معهد السياسات والاستراتيجية في مركز “هرتسليا”، إنه “من المقلق جدا تنفيذ خطة ضم مناطق في الضفة الغربية، وعلى رأسها غور الأردن، وذلك بسبب التداعيات الاستراتيجية”.
التفاوض مع إثيوبيا.. إيمان بالحل الدبلوماسي أم عجز عن الحل العسكري؟
تصريحات رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أمس، حول الالتزام بالحل الدبلوماسي للأزمة مع إثيو…