المصيبة التركية وفوائدها على سوريا
رب ضارة نافعة.. حكمة مشهورة تذكرتها وأنا أتابع دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية.
وفي البداية أقول لك إن السياسة لا تعرف الأخلاق ولا المبادئ؛ فالكل يبحث عن مصالحه، وعندما اقتحمت القوات التركية الأراضي السورية كان ذلك بالاتفاق مع الأمريكان، حيث كانت قواتهم هناك تحمي الأكراد، وخرج الرئيس ترامب الأمريكاني “ندل كبير”، فتخلى عن حمايتهم وأعطاهم لقمة سائغة لأردوغان، وانسحبت القوات الأمريكية ليكون مركزها الجديد الأراضي التي يقع فيها البترول السوري بحجة حمايته. والحقيقة أنهم عايزين يتحكموا فيه.
وأثار دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية غضب الجميع، واعتبرها العرب مصيبة جديدة حلت بهم، وسارعت الجامعة العربية إلى الاجتماع وإدانة هذا الغزو.
واستغاث الأكراد بالروس والرئيس بوتين ولهم الكلمة الأولى على سوريا لإنقاذهم من القوات الغازية، وعقد اجتماع طارئ بين الرئيس بوتين والرئيس التركي أردوغان الذي أصر على وجهة نظره؛ فهو لا يقبل بوجود قوات كردية على حدود بلاده، ومن الضروري كذلك إقامة منطقة آمنة منزوعة السلاح على الحدود، وبعد مفاوضات شاقة وصعبة اتفق الطرفان على حل وسط، وهو تلبية المطالب التركية في المنطقة الآمنة، وانسحاب القوات الكردية التي يعتبرها أردوغان خطرًا على بلاده؛ نظرا لارتباطها بحزب العمال الكردستاني التركي الذي يطالب بالانفصال عن تركيا، فهو يعتبر كل الأكراد الذين يحملون السلاح ضد بلاده جماعات إرهابية!.
ومن ناحية أخرى، وافق أردوغان على مضضٍ بأن تنتشر القوات السورية في المناطق والقرى التي يخليها الأكراد، ولم يكن لبشار الأسد أي وجود هناك في تلك المناطق التي تقع في الشمال السوري والتي احتلها الأكراد عام 2014! وأرادوا إقامة دولة هناك أو على الأقل حكم ذاتي، وهكذا استعاد حاكم سوريا الأراضي التي فقدها بسبب الهجوم التركي على بلاده!! “وناقص بس” أن يشكر بشار عدوه اللدود أردوغان، وهكذا السياسة فيها ألغاز وتناقضات في منتهى الغرابة تدخل في دنيا العجائب.
وطبعا الأكراد الخاسر الأول من تلك الصفقة عندما تخلى الجميع عنهم.. عجائب.
د. عصام العريان صاحب فضل على أسرتنا
أظنك قد فوجئت عندما وجدت صورة حبيبي أبي في مقال أكتبه عن الدكتور عصام العريان!! ومن حقك أن…