‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير أكدها مقاول الجيش.. تسريب “حلال علينا البلد” يفضح عصابة السيسى وعباس كامل
أخبار وتقارير - سبتمبر 24, 2019

أكدها مقاول الجيش.. تسريب “حلال علينا البلد” يفضح عصابة السيسى وعباس كامل

مبكرا سربت أجهزة سيادية، قد تكون المخابرات أو أجنحة داخل كيان الانقلاب، شيخ المنصر عبد الفتاح السيسي وهو ينظر إلى الدولة ومواردها كنوع من الغنيمة أو كطريق لتحقيق الطموحات الشخصية.

ففي فبراير 2015، بثت قناة “مكملين” تسريبا من داخل مكتب السيسي بوزارة الدفاع، قال فيه الأخير للواء عباس كامل عبارة لافتة وهي “حلال علينا البلد”، والتسريب مسجل منذ 2014، يحكي كيف وصل السيسي في خلال الأشهر الأولى من انقلابه، إلى أن يحوز نحو 40 مليار دولار، هي اليوم بحسابات الدولار 650 مليار جنيه.

وكان السيسي متحدثا وهو في قمة السعادة بسبب المليارات التي تنهال عليه كراقصة في حوانيت شارع الهرم، ثم يقول في موضع آخر من التسريب: “لما نطلب من السعودية منطلبش فكة، الجيش هو مصر”.

اتهامات وتسريبات

وأعادت الفيديوهات التي سربها المقاول محمد علي إلى الأذهان تسريبات مكملين، وفي الوقت نفسه المقاطع المسجّلة للسيسي إبان حملته الانتخابية، وهو يردد: “أنا مش قادر أديك، مفيش، أنا عايز ألغي الدعم، هدّي لكل شاب عربية خضار، هركّب لكل مواطن لمبات موفرة..مفيش.. معنديش.. أنا مش قادر أديك.. هتاكلوا مصر يعني.. هتموتوها يعني.. أنا مش مش عايز.. أنا لو معايا كنت أديتك”، إجابة عن سؤال حول كيفية تعامله مع من يطالب بزيادة الأجور.

وفي التسريب، يطلب السيسي من كامل أن يضغط على رئيس الديوان الملكي السعودي (حينها)، خالد التويجري، وأن يدفع نقدا، وليس مساعدات عينية كالقمح والنفط وغيرهما.

فيديوهات محمد علي رغم أن أغلبها اتهامات شفاهية، إلا أن خلفية التسريبات وهذا التسريب تحديدا، والذي ظهر في 12 فبراير 2015، على برنامج المذيع أسامة جاويش، لم يبد أنها حركت ساكنا من الجيش آنذاك، ولكنها كانت الصدمة التي أتاحت للشعب لاحقا تصديق ما جاء به محمد علي على سبيل أن الجيش هذه المرة سيأخذ الخطوة أمام السيسي الذي بدأ يفتت أنصاره ويفزع من زملائه.

التسريب الكامل للسيسي ينهب الخليج

إجمالي المنهوبات

‏ويظهر في التسريب أصوات مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل، ومساعد رئيس الأركان اللواء أحمد عبد الحليم، والمتحدث العسكري السابق أحمد علي، بالإضافة إلى السيسي وهم يناقشون حصيلة ما قدمته لهم دول خليجية من أموال.

وجمعت التسريبات الأخيرة بين العديد من الشخصيات القيادية في القوات المسلحة، الذين تحدثوا عن طبيعة الدعم المالي والعيني (بترول – معدات – مستشفيات أرسلتها السعودية عقب مذبحة رابعة العدوية).

وكان أخطر ما جاء في التسريب الكشف عن أن إجمالي ما تم الحصول عليه من دول الخليج بلغ نحو 40 مليار دولار، موزعة كالتالي:

  • المملكة العربية السعودية: 22.8 مليار دولار (بينها 10.8 مواد بترولية)
  • الإمارات العربية المتحدة: 9.1 مليار دولار (بينها 3.6 مواد بترولية)
  • دولة الكويت: 4 مليار دولار
  • بالإضافة إلى 3.6 مليار دولار لم يوضح التسريب الجهة التي قدمتها لمصر.

وتضمنت التسريبات وصف وزير البترول المصري بأنه «صايع ضايع»، ووصف الرئيس المؤقت «عدلي منصور» بأنه:«إحنا عارفين بيشتغل إيه»، في إشارة لما أطلق عليه وقتها أنه «طرطور».

كما وصف «السيسي» في حديثه خلال التسريب مبلغ مليار ونصف المليار أرسلته الإمارات ضمن مساعدتها قائلا: «حباية ونص»، ما دفع نشطاء ومغردين للتهكم علي تدني مستوي الحوار واصفين إياه بـ«السوقي».

السيسي يرد

وتجاهل السيسي تسريبات مكملين، في 2015، رغم تناقل مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية لها، وعلى الرغم من قوة الفضائح التي كشفت عنها فإنها لم تترك أثراً على الشارع مثل الفضائح التي كشف عنها المقاول محمد علي منذ أيام، حتى أثرت بالشارع المصري، فاستجاب الأخير وخرج بمظاهرات غاضبة تطالب بـ”إسقاط النظام”.

الرد الذي أدلى به السيسي أثار انتباه كثيرين، لا سيما المراقبين، خاصة أنه ألمح إلى المقاول محمد علي دون التصريح باسمه، فرأى البعض أن السيسي لم يكن موفقاً في الرد على اتهامات طالت زوجته أيضاً وليس هو فقط.

ويرى مراقبون أن ما أفزع السيسي هو كون محمد علي من داخل مطبخ الفساد ومن المؤيدين له، ولن تفلح محاولات غسل الأدمغة التي سبق واستعان بها لإقناع الفريق الذي يصدقه بكذبه.

وأضاف مراقبون أنه في هذه المرة وضعت تسريبات سبتمبر يد الشعب على وقائع على الأرض، أثبتت أن السيسي لم يكن يمارس الشحاذة للشعب “الفقير أوي” أو الذي يعاني من “العوز” على حد وصف السيسي للمصريين، ولكنه كان ينهب ما يستطيع الوصول إليه قبل أن ينقلب عليه طمعا فيما حصل عليه من مبالغ أصدقائه المنقلبين، والذين يطرح منهم أسماء لم يكن السيسي يحتسب أن يؤتي من قبلهم، من عينة اللواء محمد العصار أو الفريق محمد زكي وزير الدفاع، فبات على حد وصف المراقبين تحالفا من داخل منظومة الحكم ضده.

عصابة أم أجنحة

ويستشف المراقبون أن صراعا داخل تلك المنظومة الحاكمة أسفر عن مظاهرات 20 سبتمبر بالسماح ثم بالقمع، ولكن التساؤل المحير لكثير من المعلقين ولا يجدون عنه ما يرشح فيرجح وجهة نظر على أخرى، هل هو صراع أجنحة مختلفة الأفكار تجاه الحكم، وأن من يقودوهم رجل رشيد، أم هو صراع عصابة على اقتسام نصيب أكبر من الكعكة التي ابتلعها السيسي وانتصار ومحمود السيسي بمفردهم.

أغلب جبهات الضباط المعلن عنها أو حتى بيانات سامي عنان والمتحدث باسمه، تتحدث عن الإطاحة برأس الانقلاب لا تتناول مشروعية ثورة يناير أو إعادة الكرة للشعب، رغم أن الحشود التي نزلت واستجابت لدعوة محمد علي أغضبها تسريباته وطموحهم، علاوة على أن التخلص من حكم العسكر هو التخلص من الهيمنة الأمريكية تحديدا على القرار في مصر، من خلال اختيار الأسوأ في الحكم وتجاه المصريين.

ضباط الصف الثاني والثالث يتوقع المراقبون أن تكون نسبة اعتراضهم على نسق الحكم وسياسة السيسي وطريقة إدارته الحكم، واعتقادهم بوجود فساد كبير يتزعمه السيسي كبيرة.

يقول د.حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات صحفية، إن ثمة أجهزة أمنية داخل المؤسسة العسكرية المصرية غير مرتاحة لتصرفات السيسي، متوقعا أنه في حال زاد الزخم الشعبي بالشوارع ضده فستعمل هذه الأجهزة على التحرك ضد السيسي وإسقاطه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

خبراء: “سد النهضة” صار واقعًا بعد توقيع السيسي على اتفاق الخرطوم 2015

مجددًا الصهاينة على الخط، بعدما كشف الصحفي الإثيوبي محمد آدم على قناة “i24NEWS”…