‫الرئيسية‬ عرب وعالم لبنان.. قصر “بعبدا” يعاني الفراغ
عرب وعالم - سبتمبر 29, 2014

لبنان.. قصر “بعبدا” يعاني الفراغ

أكثر من أربعة أشهر مرت على الفراغ الرئاسي في لبنان، فمنذ رحيل الرئيس الثاني عشر للجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، بعد انتهاء فترته الرئاسية في مايو الماضي، سقط لبنان في هوة سحيقة من الفراغ الرئاسي؛ بسبب فشل مجلس النواب على مدار 13 جلسة في اختيار من يخلف سليمان في قصر “بعبدا” الرئاسي.
ومع اقتراب موعد الجلسة الرابعة عشر للبرلمان في التاسع من أكتوبر القادم لانتخاب رئيس جديد، تصاعدت الدعوات الدولية لحسم الملف، حيث تم انعقاد الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء لبنان، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة في مقر الهيئة بنيويورك الجمعة (26-9)، والذي دعا الفرقاء اللبنانيين إلى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للبلاد، قائلا: إن “قدرة لبنان على الصمود في وجه العاصفة يتطلب الأداء الفعال لجميع مؤسسات الدولة”، لافتا إلى أنه “مر 4 أشهر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، ولم يعد أمام البرلمان الحالي سوى أقل من شهرين قبل أن تنتهي فترة ولايته”.
لعنة الفراغ
وتواجه لبنان لعنة فراغ أخرى إذا لم يستطع الفرقاء تجاوز إشكالية الانتخابات الرئاسية، حيث إن تاريخ 20 نوفمبر هو موعد انتهاء ولاية البرلمان، وهو تاريخ يُعتبر مفصليا، ففي حالة عدم انتخاب رئيس جمهورية قبل ذلك، وكذلك عدم التمديد لمجلس النواب ولا إجراء الانتخابات النيابية، يعني عمليا امتداد لعنة الفراغ للمجلس النيابي، إذ لن يعود البرلمان قادرا بعدها لا على التمديد لنفسه ولا انتخاب رئيس للبلاد.
وتلقى التدخلات الخارجية وتأثيراتها على المشهد الداخلي وتوزاناته الطائفية بتداعياتها على المشهد السياسي في لبنان، وهو ما يفسر فشل المجلس النيابي في إنهاء شغور قصر “بعبدا” وساكنه الرئاسي، حيث تعود أسباب الفشل إلى الانقسام الحاد داخل المجلس والبلاد عموما بين مجموعتين سياسيتين أساسيتين، هما قوى “14 آذار” المناهضة للنظام السوري، وأبرز أركانها كتلة المستقبل بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، والزعيم المسيحي الماروني سمير جعجع, وقوى “8 آذار” التي من أبرز مكوناتها حزب الله الشيعي، والزعيم المسيحي الماروني ميشال عون.
ولا تملك أي واحدة من القوتين الأغلبية المطلقة في البرلمان؛ لوجود كتلة ثالثة مؤلفة من تيارات وسطية وبعض المستقلين.
ارتهان للخارج
أزمة منصب الرئاسة وطرق حلحلتها ترتبط صعودا وهبوطا بتطورات الأحداث الإقليمية والتدخلات الخارجية بشكل عام على المشهد اللبناني وفرقائه الداخليين، لكن في ظل انشغال اللاعبين الخارجيين الأساسيين، سواء أمريكا وروسيا وإيران والسعودية، بتطورات المشهد السوري والأوضاع في العراق، والتحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، يبقى الملف اللبناني وحسم قضية شغور المنصب الرئاسي ملفا مؤخرا.
ورغم المساعي والمبادرات التي يتم تقديمها لإنهاء قضية الرئاسة في لبنان، والتي كان أبرزها مبادرة “التيار الوطني الحر” لإلقاء حجر في المياه الراكدة، بطرحه فكرة انتخاب الرئيس بالاقتراع المباشر من الشعب على مرحلتين، تبدأ بانتخاب المسيحيين لاثنين يتم تقديمهم للشعب اللبناني لاختيار أحدهم رئيسا، إلا أن الفكرة قوبلت باعتراض ورفض شديدين من باقي الأطراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …