‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مؤسسات بحثية: الجوع يعصف بفقراء مصر
أخبار وتقارير - أكتوبر 8, 2014

مؤسسات بحثية: الجوع يعصف بفقراء مصر

الجوع بمصر.. ملف حاز على اهتمام الصحف والمؤسسات البحثية الغربية في ظل تصاعد نسب الفقر والبطالة ونقص المياه وتقلص الأراضي الزراعية بالبلاد خلال السنوات الأخيرة، محذرين من شبح “مجاعة” قد يضرب البلد التي كانت تعرف منذ آلاف السنين بأنها “سلة غلال العالم”.

وتحت عنوان “هدير الجوع في مصر” نشرت مجلة “ناشيونال ريفيو” الأمريكية مقالاً مطولاً اليوم يتناول أزمة الجوع ونقص المواد الغذائية بمصر مشيرةً إلى أن نظام الرئيس الحالي “عبد الفتاح السيسي” يصرف انتباهه عن الأزمات طويلة الأجل، مثل نقص إنتاج الغذاء ويركز اهتمامه على قضايا أخرى، كمواجهة الإخوان المسلمين والإضرابات العمالية، ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.

وقال “دانيال بايبس” رئيس منتدى الشرق الأوسط- مؤسسة بحثية أمريكية- وصاحب المقال المنشور: إنه متشائم من أداء حكومة “السيسي” لعكس الاتجاهات الكارثية المتسببة في أزمة الجوع بمصر، موضحًا أن ملايين القاهريين لهم من النفوذ السياسي ما يفوق قدرة الفلاحين الأكثر عددًا على حل مشاكلهم؛ مما جعلهم ينزوون بعيدًا في حقولهم.

وعرض “بايبس” قصصًا إنسانية تعكس حالة الفقر التي تعصف بالمجتمع المصري، مستشهدًا بقصة لإحدى الفتيات وتدعى سمر 20 عامًا، أجبرها والدها على الزواج من ابن عمها للتخلص من عبء إيوائها وإطعامها، لافتًا إلى أن البطاطس والباذنجان المقلي كانا عشاء سمر وأسرتها يوميًا.

وتركت أخوات سمر صاحبات الـ10 والـ13 عامًا المدرسة للبحث عن عمل ويعانين من فقدان الوزن وفقر الدم ومرض الأنيميا لنقص التغذية الصحية.

منال.. حالة أخرى كتب عنها “بايبس” في مقاله وهي ممرضة مصرية لديها أربع أبناء لا تستطيع إطعام أطفالها في ظل ارتفاع الأسعار.. سابقًا كانت تعتمد على الملفوف والأرز فقط “أكلة شعبية مصرية” لإطعام أبنائها، ولكن الآن أصبح تأمين “منال” لهذه الوجبة أمرًا بالغ الصعوبة، ويعاني أطفالها من سوء التغذية.

ووفقًا لدراسة أجراها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة WFP في الفترة من 2009 إلى 2011 فإن 31% من الأطفال المصريين من سن ستة أشهر وحتى خمس سنوات يعانون من سوء التغذية والتقزم وهي واحدة من أعلى المعدلات في العالم.

ووجد برنامج الغذاء العالمي في دراسته أن 15% من سكان مصر يعيش تحت خط الفقر، بينما يعيش ضعف هذا العدد- أي 30% من السكان- على خط الفقر، مشيرًا إلى أن انعدام الأمن الغذائي وصل إلى 17.2% من السكان أي 13.7 مليون مواطن.

وقالت مؤسسة “فيوتشر دايركشن انترناشيونال” البحثية الأسترالية “FDI” إن فقراء مصر يعتمدون على المواد الغذائية المنخفضة القيمة والمرتفعة في السعرات الحرارية لملء بطونهم والتي تتسبب في أمراض نقص التغذية والسمنة، مضيفةً أن 5.2% من المصريين يعانون من الجوع.

وأشار “دانيال بايبس”- في مقاله- إلى عوامل أزمة الجوع في مصر، وأولها “السياسات الحكومية الخاطئة” في التركيز على الحظر وتهميش المناطق الريفية مما يؤدي إلى انخفاض البحوث الزراعية، ونقص الدعم المالي وتزايد الاحتكار في القطاع الخاص، ومعاناة الفلاحين لنقص البذور وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية.

وتابع “بايبس” أن الأكثر ضررًا في أزمة الجوع هو ما وصفه بـ”تواطؤ” الحكومة في الامتداد السكني غير المقيد وغير القانوني ونقص الأراضي الزراعية في ظل تفشي الفساد.

ويأتي “الاعتماد على الواردات الغذائية” من بين أسباب الجوع في مصر لاعتمادها على الاستيراد لتأمين 60% من احتياجاتها الغذائية؛ حيث تعتمد البلاد على الحبوب الخارجية والسكر واللحوم والزيوت، وتستورد مصر ثلثي احتياجاتها من القمح 10 ملايين طن؛ مما يجعلها أكبر مستورد للقمح في العالم.

وأضاف “بايبس” أن الفقر في مصر الآن أصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن اعتماد مصر على الأسواق الدولية المتقلبة يجعلها أكثر فقرًا مع انخفاض معدل النمو وارتفاع نسبة البطالة لتبلغ نحو 19% وتراجع إنتاج القطن الذي كانت تشتهر به مصر إلى نحو أكثر من 11% العام الماضي.

وتتسبب “ندرة المياه” بحسب مقال “بايبس” أيضًا في تعميق أزمة الجوع؛ حيث لا تكفي 20 مليار متر مكعب من المياه سنويا احتياجات البلاد في ظل تصاعد النمو السكاني وعدم كفاءة أنظمة الري، مشيرًا إلى أن سد إثيوبيا الجديد على النيل الأزرق سيؤدي إلى نقص شديد في حصة مصر في غضون العقد القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …