‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تحليل: محمد بن سلمان زار تل أبيب ليقدم فروض الولاء لواشنطن لتقبل به ملكًا جديدًا
أخبار وتقارير - سبتمبر 11, 2017

تحليل: محمد بن سلمان زار تل أبيب ليقدم فروض الولاء لواشنطن لتقبل به ملكًا جديدًا

تقارير صحفية لا حصر لها، بجانب 3 صحف اسرائيلية، كشفت عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للدولة الصهيونية مؤخرا، بالتزامن مع حديث نتنياهو عن “تعاون عربي غير مسبوق” وزيارات سرية لإسرائيل ورفضه الكشف عن التفاصيل، برغم تأكيد صحف يهودية قبل هذا أن شخصية عربية رفيعة زارت تل ابيب.

الكشف عن زيارة الابن المدلل للمملكة للدولة الصهيونية، والذي تتزايد التقارير عن قرب إعلانه ملكا وتنحيه والده الملك سلمان، ولقاؤه نتنياهو على متن قاربه الفخم الذي يقدر بأكثر من نصف مليون يورو، لم يصاحبه بحث جدي عن اسباب الزيارة الحقيقية.

صحف اسرائيلية تطوعت بذكر أن من اسباب الزيارة بحث فكرة “دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”، وهي الفكرة التي طرحها قائد الانقلاب في مايو 2016 وورط بموجبها دول الخليج في سلسلة لقاءات تطبيعيه مقدما خدمة للعدو الصهيوني وأمريكا مقابل استمرار دعمهم لانقلابه.

أما نفي الجنرال السعودي أنور عشقي أن يكون بن سلمان زار اسرائيل فهو نفي مجروح لأن عشقي نفسه زار اسرائيل وحاول الادعاء انها زيارة بحثية بينما التقي مسئولين صهاينة.

ولكن السؤال المهم ظل: لماذا يزور محمد بن سلمان دولة الاحتلال بنفسه ولا يرسل وفدا رفيعا او كان يلتقي بنتنياهو سراً في دولة ثالثة كما فعل السيسي والتقاه في الاردن؟ لماذا لم يرسل من ذهبوا لإسرائيل من قبل مثل أنور عشقي أو مدير مخابراته السابق الذي التقي مستشار نتنياهو من قبل في امريكا؟!.

“العرش” سر الزيارة

سر قيامه بالزيارة بنفسه واضح، ويتعلق بتقديمه فروض الطاعة والولاء للولايات المتحدة الامريكي كي تقبل به ملكا على السعودية، لأنه لا يوجد ملك سعودي وصل الي منصبه قبل أن ى واشنطن رضاها عنه، بل وسعي امراء لزيارة امريكا في اوقات سابقة لتسويق أنفسهم، وهو نفس ما كان المخلوع مبارك يحاوله بإرسال نجله جمال في زيارات خاصة لأمريكا لترتيب التوريث قبل ثورة يناير 2011.

فلو ثبتت زيارة بن سلمان لإسرائيل فهي ستكون عربون صداقة وتمرير الإدارة الامريكية لتوليه الحكم بدلا من والده وتخطي قيادات اخري غاضبه في اسرته لا تقبل به ملكا، بما يفرض عليهم القبول والطاعة للملك الجديد الذي ترضي عنه واشنطن.

تسريب الخبر للصحف يؤكدها

ويبدو أن الزيارة تمت بالفعل أوائل سبتمبر الجاري، وربما في عيد أجازه الأضحى، ولكن على يخت الملك الفاخر قرب شواطئ تل ابيب، وبشكل سري وانتقل له نتنياهو، وإلا ما كتب نتنياهو بنفسه في تغريده له على تويتر يوم 6 سبتمبر إن “ما يحدث اليوم في علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق. لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى. هذا هو تغيير هائل”؟!.

أيضا لا يمكن اعتبار كشف 3 صحفيين إسرائيليين عن الزيارة السرية من قبيل الصدفة أو السبق الصحفي، وإنما من الواضح أنه تم تسريب الخبر عمدا لهم من قبل فريق نتنياهو الإعلامي.

فقد كشفت الصحفية “نوغا تارنوبولكس” المتخصصة بالشأن الإسرائيلي، أن بن سلمان زار إسرائيل سرا دون أن تحدد تاريخ الزيارة، وأكدت هذا الخبر لاحقا صحيفة “جيروسالم بوست” الإسرائيلية، موضحة أن الزيارة تمت الأسبوع الماضي

وكشف موقع صحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ونقلت الصحيفة عن موقع استخباري إماراتي IUVMONLINE”، قوله إن وفدا أمنيا كبيرا ضمن شخصيات أمنية واستخبارية رافق بن سلمان في زيارته لتل أبيب، مشيرة إلى أن الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي كان ضمن أعضاء الوفد.

أيضا قالت شمريت مائير، الكاتبة الإسرائيلية بموقع “إن آر جي”، ورئيسة تحرير موقع “المصدر” الإسرائيلي، إنّ هذه الزيارة تمت بالفعل وزعمت أنه ستعقبها زيارة للملك سلمان بن عبد العزيز على غرار زيارة “السادات” لإسرائيل في أعقاب حرب 1973!!.

وقبل كل هذا، كشف سيمون أران، المراسل السياسي لهيئة البث الإسرائيلية”، أن شخصية عربية كبيرة وخليجية تزور (إسرائيل) حاليا بشكل سري وغير معلن.

وقال في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” أن “شخصية كبيرة من إحدى الدول العربية، كما يبدو من دول الخليج، تزور البلاد سرا، ورفضت مصادر في ديوان رئيس الوزراء والخارجية السعودية التعليق على الخبر”، ولم يكشف عن تفاصيل أخرى.

أهداف اخري للزيارة

بجانب هدف التنسيق مع امريكا استعدادا لتوليه الملك بدلا من والده، ذكرت صحف يهودية أسبابا أخري، منها إن بن سلمان اضطر لتسريع وتيرة اعتراف السعودية بإسرائيل من أجل إقناع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بمنح السعودية التي تواجه صعوبات اقتصادية جمة، ضمانات مالية.

أيضا هناك الرغبة الامريكية في تشكيل تحالف عربي سني امريكي صهيوني بدعوي التصدي لمخططات إيران ومعسكر الشر في المنطقة، ودور الرباعي (السعودية والامارات ومصر والبحرين) في تمهيد الساحة لذلك بتسريع التطبيع مع الاحتلال، ودور ترامب في تحريك أي حل للقضية الفلسطينية يسهل من تطبيع هذه الدول العربية علاقتها علنا امام شعوبها باعتبار ان القضية الام تم حلها!.

هنا لا ننسي سلسلة الزيارات التي قام بها مسئولون خليجيون لدولة الاحتلال وفتح قنصلية صهيونية في ابو ظبي وفتح خطوط طيران مباشر بين كلا من ابو ظبي وجده مع تل ابيب لتسفير رجال اعمال أو الحجاج من فلسطيني ارض 48 كبروفة لتدشين الخط الجوي بشكل دائم.

القصة تبدو بالتالي متشابكة ورائحتها عفنة وأجواء كامب ديفيد وأسلو تخيم على المنطقة بدعاوي التحالف العربي الصهيوني الامريكي لمواجهة الارهاب بينما الهدف الاكبر هو ضرب التيارات الاسلامية وتبرير التطبيع بين الحكام العرب والعدو الصهيوني.

وضمن هذا يمكن فهم اسباب الحملة علي دعاة السعودية واعتقال بن سلمان كلا من: سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري لأسباب قيل أنها رفضهم التعاون في الحملة ضد قطر، ولكن هذه قطره في بحر الرغبات السليمانية الملكية في اخضاع العلماء وترهيبهم قبل تدشين عملية التطبيع بشكل رسمي مع العدو الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …